كتبت ـ ايناس نور‏:اكد جون سوارز السفير البريطاني بالقاهرة استمرار بلاده في بذل الجهود المكثفة من اجل استئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط‏,‏ وقال في تصريحات خاصة للأهرام تعقيبا علي اعلان الرئيس بوش بشأن قيام دولة فلسطينية في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ومايمكن لبريطانيا القيام به من جهود لتحقيق ذلك ـ قال يجب ان ننظر لذلك الاعلان علي انه جزء من الجهود أكبر تبذل لاستئناف المفاوضات بغية اقرار السلام في الشرق الأوسط‏.‏
وأشار سوارز في هذا السياق الي الاتصالات الاتي أجراها توني بلير رئيس الوزراء البريطاني مع مختلف قادة الشرق الأوسط والرئيس بوش والزعماء الأوروبيين‏..‏ وهي التحركات التي سبقت اعلان بوش في الأمم المتحدة‏,‏ وأوضح السفير ان السلام لن يتحقق بين عشية وضحاها فالمسألة ليست مجرد اعلان قيام الدولة‏..‏ بل من الضروري ان تجري مفاوضات بشأن التفاصيل بين الجانبين وان يتم اتخاذ اجراءات لبناء الثقة بينهما‏.‏
وأعرب السفير عن قناعته بأن الجهود الجديدة التي تبذل في هذا السياق ستستمر كما ستكون هناك تحركات اخري لاحقة وأوضح السفير ايضا أن الجهود التي يبذلها توني بلير تهدف لبناء الثقة المطلوبة واقرار السلام استنادا الي مبدأين هامين وهما حق اسرائيل في الوجود والتمتع بالآمن والسلام واقامته الدولة الفلسطينية والعيش في سلام الي جانب اسرائيل‏.‏
واكد سوارز في تصريحاته علي حرص بلير علي معالجة قضيتي الارهاب الدولي واقرار السلام في الشرق الأوسط بصورة متوازية وتأكيده ضرورة دفع جهود السلام بغض النظر عن نتائج العمليات العسكرية في أفغانستان‏.‏
وشدد السفير في معرض تعقيبه أن المظالم تولد العنف والارهاب وعلي ان مشاعر الظلم والقهر تعرض توفر التأييد للارهاب‏,‏ رغم انه مامن شئ يبرر احداث‏11‏ سبتمبر‏,‏ وقال ان العنف لن يساهم في التوصل الي السلام المنشود‏..‏ بل يخلق المخاوف ويثير الشكوك‏..‏
وقال سوارز ان الأمر المشجع الآن هو ان مختلف الأطراف الدولية الفاعلة ـ أي الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا قد باتت متفقة علي خط مشترك تجاه الشرق الأوسط بعد ان ظلت متباينة لفترات طويلة‏..‏ ويمهد ذلك الطريق لتحرك فاعل علي غرار ماحدث في البوسنة حيث لم يكن ممكنا تحقيق تقدم فيها حتي اتفقت مختلف الأطراف علي اسلوب التحرك‏.‏
واكد السفير البريطاني ان كافة الأطراف الفاعلة باتت متفقة علي نحو متزايد ان العنف والظلم بالمنطقة قد استمرا طويلا‏.‏
ومن ناحية اخري اعرب السفير عن تقدير بلاده للدعم والتأييد الذي تبديه مصر تجاه الجهود المذولة لمكافحة الارهاب‏,‏ وقال لقد فرضت علينا الحرب في افغانستان فقد كان هناك خيار أمام طالبان لتفادي تلك الحرب وحل المشكلة ولكنها ـ أي طالبان ـ يرفضون ذلك وانحازت الي العدو‏,‏ وأشار سوارز الي ان التحالف الغربي لايري ان شعب افغانستان عدو بل هو صديق نحاول مساعدته‏..‏ وقال اننا نوفر‏750‏ مليون دولار من المساعدات الانسانية والغذائية والدوائية‏.‏ وبخصوص دعم القوات البريطانية لقوات التحالف الشمالي في التقدم لمواقع طالبان‏.‏
قال السفير‏:‏ ان هدف وجود هذه القوات هو تأمين تحقيق اهداف العمليات العسكرية وتغيير الحكومة‏.‏ والتأكد من شل حركة وعمل الارهابيين‏.‏ وأضاف ان هدفنا الذي نسعي اليه هو اقامة حكومة تستند علي قاعدة عريضة ونرفض ان ينفرد تحالف الشمال وحده بتشكيل الحكومة القادمة‏.‏
وعما اذا كان يتوقع ـ في ضوء انتصارات التحالف الشمالي ـ وفي حالة دخولها كابول ان تتوقف المعارك العسكرية وما اذا كان ذلك متوقعا خلال الأيام القليلة القادمة‏:‏ قال السفير‏:‏ كلا‏..‏ ان هذا تصور خاطئ‏..‏ وقد أوضح الرئيس بوش والسيد بلير وآخرون ان ذلك الأمر لن يتم بسرعة‏..‏ والأمر لايقتصر علي السيطرة علي العاصمة‏..‏ وانما تأمين كل افغانستان تمهيدا لتولي حكومة جديدة‏..‏
وسيستغرق ذلك بعض الوقت‏..‏ ومن الخطأ الاعتقاد بأن الأمر أوشك علي الانتهاء‏..‏ ولكننا نريد ان نسرع الايقاع بأسرع مما يمكن‏,‏ واعتقد ان التقدم الذي تم احرازه خلال الأسبوع الماضي مشجع للغاية‏.‏
وعن تأثير تلك الاحداث علي التعاون المصري البريطاني خاصة وان بريطانيا من اكبر الشركاء التجاريين لمصر ومن اكثر الدول الأوروبية تصديرا للسياحة الي مصر قال السفير‏:‏ ان تلك الأحداث لم تؤثر علي علاقات التعاون المشترك‏..‏ بل يتواصل التعاون بشكل طبيعي علي الصعيد التجاري والاقتصادي وقامت العديد من البعثات التجارية بزيارات لمصر‏.‏
وفيما يتعلق بمجال السياحة فانه تأثر بعض الشئ لكن ليس بصورة كبيرة بل ان حركة السياحة مستمرة وأكد السفير علي اهتمام قطاع الأعمال البريطانية بالتعاون مع مصر حيث يري فيها سوقا هامة‏.‏
وحول مسألة تسليم المصريين المطلوبين والموجودين لدي بريطانيا لتورطهم في اعمال عنف وارهاب قال السفير لاتوجد طلبات مصرية لتسليم اشخاص اليها‏..‏
واذا تم تقديم مثل هذه الطلبات فسوف نبحثها‏.‏
وفي هذا السياق اشار السفير الي قيام بلاده بتشديد القوانين لمكافحة الارهاب وحظر الجماعات المتطرفة من العمل في بريطانيا‏..‏ كما يجري الآن تشديد القوانين بشأن غسيل الأموال والتحريض علي الكراهية الدينية‏.‏ وفيما تعلق بحالة ياسر السري أوضح السفير انه قد القي القبض عليه وتجري محاكمته حيث وجهت له خمسة اتهامات ثلاث منها تتعلق بنشاط ارهابي‏.‏ ونفي السفير ان يكون السري قد تقدم بطلب لجوء لبريطانيا‏.‏(الأهرام المصرية)
&
&
&
&