&
إيلاف- نبيل شرف الدين: بعد ساعات قليلة من فرار تيسير علوني، مراسل قناة "الجزيرة" القطرية في العاصمة الأفغانية كابول، قال صحافيون في مدينة "قندهار"، أن مراسل "الجزيرة" هناك يوسف الشولي ومعه معاونوه، قد غادروا تلك المدينة التي تعد معقلاً تقليدياً لحركة طالبان في جنوب أفغانستان، فضلاً عن أنها آخر حصونها، التي يتخذ منها قائدها الملا عمر مقراً رسمياً له.

المراسل الفار تيسير علوني
وكانت القناة القطرية قد أذاعت أن الطائرات الأميركية قصفت مكتب الجزيرة في العاصمة الأفغانية كابول، ولم تقدر بعد حجم الخسائر التي لحقت بالمكتب حتى الآن، وأكد النبأ مراسل الفضائية القطرية في قندهار قبل فراره هو الآخر، لتصبح قناة "الجزيرة" بلا مراسلين في أي مكان داخل الأراضي الأفغانية، رغم أنها ظلت منذ وقوع
تفجيرات الثلاثاء الدامي 11 سبتمبر أيلول الماضي، وحتى أمس، هي القناة الوحيدة على مستوى العالم التي كانت تسمح لها حركة "طالبان" بوجود مراسلين لها داخل الأراضي الأفغانية التي تسيطر عليها الحركية.
ويعتبر كثير من المراقبين أن "الجزيرة" كانت تلتزم خطاً إعلامياً متعاطفاً بشكل واضح، مع حركة طالبان الأفغانية، كما أنها دأبت على بث تسجيلات فيديو وبيانات، للأصولي أسامة بن لادن، وعدد من قادة منظمة "القاعدة"، مثل الكويتي المنزوعة عنه جنسيته سليمان بو غيث، الناطق الرسمي باسم المنظمة التي تتهمها السلطات الأميركية بتدبير تفجيرات "الثلاثاء الدامي" في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي، وأيمن الظواهري قائد تنظيم "الجهاد" المصري المحظور، والذراع اليمنى لابن لادن، والذي كان بيانه الأخير قد بثته الجزيرة قبل أيام، وهدد فيه الظواهري بمزيد من الهجمات ضد الولايات المتحدة الأميركية.
وقال يوسف الشولي، مراسل الفضائية القطرية المثيرة للجدل في قندهار قبل فراره، أن زميله مراسل "الجزيرة" في كابول تيسير علوني فر من المكتب هارباً في طريقه إلى مكان مجهول، ويتوقع أن يكون قد اتجه إلى قندهار صحبة قادة طالبان الذين لاذوا بالفرار في أعقاب دخول قوات التحالف الشمالي إلى المدينة، وقصف مكتب "الجزيرة" الذي كان يعمل به.
وجدير بالذكر أن كلاً من مراسلي الجزيرة الهاربين من مدينتي كابول وقندهار، لم يكونا معروفين في الأوساط الإعلامية والصحافية العربية من قبل، وقد انفردت "إيلاف" قبل أكثر من شهر بمعلومات لمصادر أمنية عربية، أكدت فيها أنهما، ومعهما مراسلين آخرين في الجزيرة، وفضائية عربية أخرى، من المحسوبين بشدة على المقاتلين العرب في تنظيم "القاعدة"، والمعروفين بـ "الأفغان العرب"، وهو ما يفسر ـ بحسب المصادر ذاتها ـ أنهم كانوا المراسلين الوحيدين الذين سمحت لهما حركة "طالبان" بالبقاء في المناطق والمدن الخاضعة للحركة، ومواصلة التغطيات الخاصة التي انفردت بها الفضائية القطرية التي لم يعد لها مراسلون في أفغانستان، بعد دخول قوات التحالف كابول، ولا يتوقع أن يسمح لها بوجود مراسلين، نظراً للموقف العدائي الذي اتخذته "الجزيرة" من التحالف الشمالي، والانحياز إلى جانب "طالبان"، وتنظيم "القاعدة" المرتبط استراتيجياً وفكرياً وحركياً بالحركة.
وبعد أن ذاع صيت المحطة الفضائية القطرية بشكل خاص منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر ضد الولايات المتحدة لا سيما لتفردها ببث أشرطة فيديو للأصولي أسامة بن لادن، وكانت تنقلها عنها حتى كبريات الفضائيات الغربية، صارت الآن "الجزيرة"، تستند في نشراتها ومتابعاتها الإخبارية على مراسل "CNN" بموجب اتفاق خاص بين القناتين، وبدا واضحاً أن مراسل القناة الأميركية، لا يبث أخباره على النحو الذي اعتادته "الجزيرة"، بل إنه أنكر بوضوح الأسئلة التي وجهها إليه مقدم النشرة عن حالات القتل العشوائي، التي تحدثت عنها "الجزيرة" في تقرير تسجيلي سابق على الاتصال بمراسل CNN الذي دخل كابول صحبة قوات التحالف الشمالي، بعد أن كان يبث تقاريره قبل أيام من المناطق الشمالية.