كتب حسين الحربي وسليمان السعيدي: سارعت الكويت إلى التحرك دولياً لتطويق التحرشات الحدودية العراقية، من خلال تقديم شكوى الى مجلس الأمن تناولت اطلاق القوات العراقية قذيفة هاون وأعيرة نارية على أراضيها, وكشف مصدر ديبلوماسي مطلع لـ"الرأي العام" أن الكويت شكت لمجلس الأمن ادخال العراقيين "اسلحة ثقيلة الى المنطقة المنزوعة السلاح من دون ان تلحظها" قوات "يونيكوم"، مطالبة المجلس بضمانات لعدم تكرار حادث اطلاق القذيفة وبضرورة أن تقوم قوات "يونيكوم" بدورها في هذا الاطار, وفي موازاة ذلك، كان اللافت في التحرك العربي الذي قامت به الكويت أنه انطوى على نوع من عتب، اذ شددت الكويت على أن "الأوان آن" لتتخذ جامعة الدول العربية "موقفاً حازماً"و"وقفة جادة" من استفزازات العراق وادعاءاته.
وقال القائم بالاعمال الكويتي لدى مصر والجامعة العربية عبدالرحمن العتيبي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بعد لقائه العاجل مع الامين العام المساعد للشؤون العربية بالجامعة والمكلف بالملف الكويتي - العراقي السفير احمد بن حلي"إن الذي طلبناه رسميا من الجامعة هو اتخاذ موقف حازم وفاعل ضد هذه الاستفزازات العراقية اذا كانت هناك رغبة عربية جادة لتحسين الاجواء العربية".
واكد أن الكويت تريد "وقفة جادة" من الجامعة العربية تجاه المزاعم العراقية تجاه الكويت والتي كان آخرها ما جاء على لسان طارق عزيز الذي ادعى أن الكويت جزء من العراق وكذلك ما تم يوم اول من امس من حادث اطلاق قذيفة هاون على الكويت.
واضاف انه آن الاوان ليكون للجامعة العربية موقف قوي وجاد وكذلك الذين يدعمون لرفع الحصار عن العراق موضحا أن الكويت تدعو دائما لرفع الحصار عن الشعب العراقي لكن النظام العراقي بتصرفاته الاستفزازية يفقد اية مصداقية له على المستويين العربي والدولي.
وطالب المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الامم المتحدة محمد ابو الحسن مجلس الامن "بالتدخل لدى الحكومة العراقية للطلب منها الكف عن تجاوزاتها واحترام سيادة وامن دولة الكويت", وقال ابو الحسن، في رسالة وجهها الى رئيس مجلس الامن ان "الاعتداءات والتجاوزات العراقية على حدود دولة الكويت تعتبر تصعيدا ودليلا على رغبة العراق في زعزعة الاستقرار على جانبي الحدود الكويتية - العراقية والمنطقة بأسرها" و"تعكس مجددا النوايا غير السلمية للحكومة العراقية" و"توضح بجلاء ان السلطات العراقية لاتزال تضمر الشر وتعمل بكل ما في وسعها لزعزعة أمن واستقرار الكويت".
وفيما قالت فرنسا انها تنتظر الحصول على تفاصيل حول واقعة اطلاق قذيفة هاون من الاراضي العراقية على الاراضي الكويتية، واستنكرت في الوقت نفسه "اي شيء من شأنه تغذية التوتر في المنطقة"، صدر من الكويت أول موقف عربي مندد بالاعتداء، اذ استغربه رئيس مجلس الشعب المصري الدكتور احمد فتحي سرور واعتبر انه "لا يتناسب مع الظروف الراهنة التي تتطلب مزيدا من التكاتف وبالتالي فما حدث يثير الدهشة ويثير الاستنكار في الوقت ذاته".
وفي الاطار نفسه، تفقد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح أمس مركزي حدود ام قصر والعبدلي.
وعلمت "الرأي العام" أن مساعد رئيس قوة اليونيكوم في المنطقة المنزوعة السلاح العميد محمد شهيد اسلام أكد للخالد، ان "كل الانتهاكات والخروقات في المنطقة المنزوعة السلاح تبدر دائماً من جانب النظام العراقي"، مشيراً الى ان العراق "لم يلتزم حتى الآن بالاتفاقيات المتعلقة بتأمين المنطقة المنزوعة السلاح", وقال ان تقريره الذي سيرفعه الى الأمم المتحدة والمتعلق بالاعتداء العراقي الاخير على الحدود الكويتية، سيتضمن الانتهاكات التي يمارسها الجانب العراقي.
وعلم أن الخالد اطلع على خرائط تخص مواقع المراكز الحدودية التابعة لوزارة الداخلية وكذلك اماكن مراكز "يونيكوم" وكذلك على السلك الحدودي المكهرب المراقب بالكمبيوتر.
أما العراق فادعى مجدداً أنه "يعمل جاهدا من أجل أمن واستقرار المنطقة", وقال وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي ان العراق هو الذي يتعرض يوميا الى هجمات من قبل الطائرات الاميركية والبريطانية والتي ينتج عنه ضحايا من الاطفال والنساء والشيوخ، زاعماً ان "هذه الطائرات تستخدم ارض ومياه واجواء الكويت في عدوانها المستمر على العراق، وبالتالي فإن الكويت تشترك في هذه الاعمال العدوانية وتتحمل مسؤولية هذه الاعمال طبقا لميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي ولهذا فإن العراق يحتفظ بحقه في المطالبة بالتعويضات جراء هذا العدوان المستمر استنادا الى مبادئ القانون الدولي",(الرأي العام الكويتية)