&
كتب علي بردى:& في ظلال الكتاب الذي يتألق في معرضين متوازيين بين اكسبو بيروت وبيروت هول، اطلقت السيدة منى الهراوي صرخة لثورة المرأة على "التقاليد البالية التي يسوقها الحكام"، فيما دعت النائبة بهية الحريري الى تحرير التعليم من قيود المؤسسات الرسمية عبر "لامركزية تفسح امام السلطات المحلية وهيئات المجتمع المدني للاضطلاع بدور اكبر في ذلك المضمار".
كان ذلك امس في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، في سنته الخامسة بعد الاربعين، اذا نظم النادي الثقافي العربي ندوة حول "تجربتي في العمل السياسي والاجتماعي" شاركت فيها السيدة الهراوي والنائبة الحريري، وقدمت لها الدكتور الهام كلاب البساط، وحضرها الوزير بشارة مرهج وغسان تويني وجمع من الشخصيات الثقافية والاجتماعية ورواد المعرض والزوار.
وقد كسب النقاش بين الهراوي والحريري حيزا اكثر اهمية من نصيهما المكتوبين بالنظر الى الحيوية التي اضفتها اسئلة الحضور.
وقالت الهراوي عن تجربتها:
"لم اتبوأ مركز القرار في المجال السياسي، ولكن عرفت كيف اضطلع به في المجال الاجتماعي، ايمانا مني بترابط المجالين من جهة، وانطلاقا من اقتناعاتي الشخصية من جهة اخرى، وكون زوجي اطلق يدي في هذا المجال الى ابعد الحدود، اذ آمن بعملي واعطاه كل الدعم المعنوي (...).
لقد انخرطت في العمل الاجتماعي منذ عام ،1965 اذ كنت في حينه عضوا في بنك الدم وفي لجنة الامهات في زحلة.
واثر انتخاب زوجي رئيسا للجمهورية، فرضت عليّ الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد بعد الحرب النزول الى الارض لمواجهة الحالة المأسوية ومساندة النازحين والمنكوبين داخل لبنان، والاطفال المشردين والايتام والمرضى.
لم اتفرد في الرأي بل اسست مع مجموعة من السيدات المتطوعات مطلع عام 1991 "اللجنة اللبنانية الدائمة للتنسيق" التي عملت على ثلاثة اصعدة: الصعيد الصحي والصعيد التربوي والصعيد الاجتماعي.
بعد عامين من العمل الميداني في حقل المساعدات المدرسية والانسانية، ركزت اللجنة جهودها في اتجاه انشاء مركز طبي متخصص يعنى بالاطفال المصابين بالتلاسيميا والسكري متروكين فريسة قدرهم نظرا للتكلفة الباهظة للعلاج ولفقدان الرعاية الطبية والاجتماعية المنتظمة. صممنا على التصدي لهذه المشكلة فأطلقنا حملة توعية شاملة واعلنا عن برنامج فوري في مقر موقت فبدأ العمل على مستوى الاطفال عام 1992 قبل شراء الارض وبناء المركز. وفي ايار ،1993 تم تنظيم Telethon للمرة الاولى في لبنان والشرق الاوسط، ساهمت حصيلته في انشاء مركز الرعاية الدائمة (...).
لقد تناولت حتى الآن الشق الاول من تجربتي في العمل الاجتماعي والذي يمكن ادراجه تحت عنوان: الرعاية الصحية والاجتماعية الشاملة ومن ثم المتخصصة.
اما الشق الثاني فيكمن في العمل علي تمكين المرأة اللبنانية وزيادة الوعي المواطني لديها، وحثها على تحمل المسؤوليات العامة واتخاذ المبادرات التي تمكنها من الوصول الى مركز القرار في كل الميادين.
ان عملي في هذا المجال تكثف عام 1994 عبر التحضير للمشاركة في المؤتمر العالمي الرابع الخاص بالمرأة في بيجينغ، واستمر هذا العمل رسميا عبر اللجنة الوطنية لمتابعة شؤون المرأة اللبنانية التي كان لي شرف تأسيسها وترؤسها منذ مطلع 1996 حتى نهاية 1998 (...).
يبقى ان اوجز الشق الثالث من عملي الاجتماعي وهو يتناول اهتمامي الدؤوب والمستمر في موضوع التراث اللبناني، عبر ترؤسي المؤسسة الوطنية للتراث التي تمكنت من الاسهام في اعادة تأهيل المتحف الوطني وافتتاحه لتتيح لاولادنا فرصة التعرف الى تاريخهم وتراثهم الثقافي والفني، والتي تعمل دون كلل على تنفيذ مشاريع تصب جميعها في خانة التعريف بتراث لبنان الانساني والمحافظة عليه".
&
الحريري
وفي تجربة النائبة الحريري: "لا أستطيع ان افهم السياسة خارج الهم الوطني وبعيدا عن النزوع نحو سلطاتها ودفئها والتنعم بها. حاولت منذ البداية ان أواجه ثلاثة أمور: اولا النجاح& في تجسيد رسالة رفيق الحريري الانقاذية، وثانيا العمل الدؤوب من اجل اتساع دائرة المساعدة على أكبر مقدار ممكن، والناحية الثالثة وهي ان أكون وفية لنوعي البشري كامرأة تعمل في الحقل العام. وأردت منذ البداية ان أثبت لنفسي ولمجتمعي ان المرأة اللبنانية العربية قادرة على القيام بواجباتها تجاه وطنها وأمتها وانها على قدر المسؤولية.
وباختصار شديد عرفت ان السياسة او الشأن العام هي الغيرية المطلقة التي لا يمكن ان تتوافق مع النزعات الشخصية والانانية. ان العامل في الحقل العام هو نقطة تقاطع أحلام الناس وآلامهم وحاجاتهم وامكاناتهم، وان مهمته هي احداث ذلك التوازن الدقيق والسير بهم نحو التقدم والازدهار. من هنا فان اللحظة التي نعيشها هي اكثر لحظة تحتاج اليها فيها اوطاننا ومجتمعاتنا وأمتنا لكي نترك ذاتياتنا جانبا ونقلع عن الحسابات الصغيرة والضيقة ونعيش اللحظة بكل توتراتها وتداعياتها ونكون شديدي الثقة بأنفسنا وبأمتنا وقيمنا السامية. ويجب ألا نقع في دائرة الاتهام وان لا نعمل للدفاع عن انفسنا بما نتهم به. فنحن أهل حضارة وأهل ثقافة وأصحاب رسالات سامية ولم نكن يوما الا رافدا من روافد الاستقرار والامان للبشرية جمعاء. ولن نسمح لأحد بأن يهز هذه الصورة على الاقل امام أنفسنا وأجيالنا الطالعة (...)".
&
تواقيع
وفي موازاة الندوة والنشاطات الاخرى، ازدحمت اجنحة دور النشر بالزوار والرواد، فيما كان بعضها يستضيف المؤلفين لتوقيع كتب جديدة.
ففي جناح "دار النهار للنشر" وقع الدكتور جان جبور كتابه الجديد "النظرة الى الآخر في الخطاب الغربي" الى العشرات الذين توافدوا اليه لشراء الكتاب - الدراسة التي ترصد تطور نظرة الغربيين الى الشرق من القرون الوسطى حتى مطلع القرن العشرين، عبر تحليل نماذج أدبية - مختارة من الرواية والمسرح وأدب الرحلة - لكتاب فرنسيين معروفين، امثال راسين وفولتير وفولناي وشاتوبريان وهوغو ولامارتين وفلوبير وغيرهم... ولكن، رغم هذه النظرة المضللة بفعل طغيان الموروث الثقافي والايديولوجي على الفكر النقدي والموضوعي، تدعو الدراسة الى محاذرة الوقوع في فخ "الاستشراق المعكوس" او التسليم بمقولة صراع الحضارات، وبأن "الشرق هو الشرق والغرب هو الغرب"، ذاك ان التحدي الحقيقي يكمن في الايمان بتفاعل الثقافات وبدورها المشترك في قيام مجتمعات اكثر انسانية.
وعند ناحية اخرى، وقع الدكتور سمير خلف كتابه الجديد "المقاومة الثقافية، وشركاء عالميون ومحليون في الشرق الاوسط" الصادر باللغة الانكليزية عن "دار الساقي" التي غصت بالزوار الذين أقبلوا على اقتناء الكتاب الانيق المهدى الى ادوارد سعيد والذي يعرض اولا للعلاقة بين الولاءات التقليدية والتغيير الاجتماعي، متعمقا في أزمة المثقفين العرب وفشلهم في الاضطلاع بدور فاعل في التحول الايديولوجي داخل مجتمعاتهم. ومن جانب آخر يتطرق الكتاب الى النقد التفصيلي للاستشراق البروتستانتي وتراثه في الشرق الاوسط، عارضا لدرجات الوعي في عدد من الصور حول الاسلام في الشرق وعلاقتها بتاريخ البعثات البروتستانتية واثرها على التغيير الثقافي في العالم العربي. ويحلل خلف اثر الحرب الاهلية اللبنانية من النواحي النفسية والاقتصادية والاجتماعية في اطار الهويات المشتركة وولاءات الجماعة، وفي اطار النفسية الجمعية واستشراف الآخر.
وعلى الغلاف الاخير للكتاب كلمة لغسان تويني يلاحظ فيها ان الاكثر اهمية في الكتاب تحليل خلف لأحادية النموذج اللبناني.
والى ذلك، وبدعوة من "ندوة العمل الوطني"، وقّع الدكتور عصام سليمان كتاب "لبنان في الثقافة العربية وتحديات المستقبل"، في جناح دار العلم للملايين.
وكذلك وقّع الزميل عارف العبد كتابه "لبنان والطائف، تقاطع تاريخي ومسار غير مكتمل"، في جناح مركز دراسات الوحدة العربية ويوقعه اليوم ايضا بين الخامسة والثامنة مساء..
&
لقاءان
وشهدت قاعة المحاضرات في المعرض لقاءين، الاول مع الدكتور عباس طشقندي حول موضوع "المكتبات العربية مطلع الالفية الثالثة"، قدمت له الدكتورة مود اسطفان هاشم.
وخصص اللقاء الثاني للانتفاضة الفلسطينية في عامها الاول، وتولى الحديث عن هذا الموضوع شفيق الحوت الذي قدمه عمر فاضل.
&
اليوم وغداً
* دعت "دار الحوار" و"مكتبة بيسان" الى حضور توقيع كتاب "المقاصد الكلية والاجتهاد المعاصر"، تأسيس منهجي وقرآني لآليات الاستنباط" للدكتور حسن محمد جابر، من الساعة 6.00 حتى 8.00 مساء غد الخميس، في جناح مكتبة بيسان.
* ينظم النادي الثقافي العربي ندوة بعنوان "رؤية مستقبلية حول حوار الحضارات"، يتحدث فيها الطيب تيزيني ويقدم له الدكتور غسان العزي، الساعة السادسة مساء اليوم الاربعاء، في قاعة المحاضرات.
* توقع الدكتورة مريم سليم كتابها الجديد "ادب الطفل وثقافته"، الساعة الخامسة عصر اليوم الاربعاء في جناح دار النهضة العربية.
* توقع السيدة هيا طارق زيادة مجموعتها الشعرية الجديدة "قمر يمشي ولا يتعب" بين الرابعة والسابعة من مساء اليوم الاربعاء في جناح النادي الثقافي العربي، ويعود الريع الى صندوق المجلس النسائي اللبناني.
* ينظم النادي الثقافي العربي ندوة بعنوان "تحليل للمشهد الثقافي العربي في مواجهة قضايا العصر الراهن"، يتحدث فيها الدكتور حسن حنفي ويقدم له الدكتور احمد موصللي، الساعة السادسة مساء غد الخميس، في قاعة المحاضرات.
* يوقع الدكتور حسن جابر كتابه "المقاصد الكلية والاجتهاد المعاصر"، بين السادسة والثامنة من مساء غد الخميس في جناح مكتبة بيسان.
* يجري توقيع الكتاب الاول باللغة العربية من "سلسلة اطلس - DIV - الفلسفة" بحضور المترجم الدكتور جورج كتورة، الساعة السادسة مساء غد الخميس في جناح "المكتبة الشرقية".
* يوقع الشاعر مازن معروف ديوانه "وكأن حزننا خبز" بين الخامسة والسابعة من مساء غد الخميس في جناح "دار الفارابي". (النهار اللبنانية)