الرياض - ينتظر ان تشتد المشاعر المعادية للحرب في افغانستان مع بداية شهر رمضان منتصف الاسبوع الاسبوع الجاري في المملكة العربية السعودية التي تحتضن الاماكن الاسلامية المقدسة.
وفي هذا البلد الذي يطبق الشريعة الاسلامية بصورة كاملة، اعرب رجال الدين والخطباء والكتاب بل وكبار المسؤولين ايضا عن معارضتهم علانية للضربات الاميركية في افغانستان والتي ينتظر مبدئيا ان تستمر خلال شهر رمضان.
وبالرغم من الانباء التي اشارت الى مقتل مئات المدنيين في افغانستان، الا ان لجنة العلماء، التي تعد اعلى مرجعية دينية في السعودية ويراسها المفتي، لم يصدر عنها تعليق بهذا الخصوص. الا انه رصدت في الوقت نفسه انتقادات شديدة صدرت عن عدد من اعضاء اللجنة للحرب باعتبارها تهدد حياة "اخوان مسلمين".
&وصرح محلل سعودي في الرياض "يمكنني القول انه رغم رفض العديد من السعوديين لاعتداءات (11 ايلول/سبتمبر) التي استهدفت الولايات المتحدة ولافعال اسامة بن لادن (الذي جرد من جنسيته السعودية) الا انهم يعارضون بقوة الحرب ضد افغانستان". ويضيف المحلل نفسه الذي طلب عدم ذكر اسمه ان "الشعب السعودي متدين ولا يمكنكم ان تتوقعوا انهم (السعوديين) سيؤيدون قتل مسلمين اخرين، وفي هذا السياق، اعتقد ان مشاعر الرفض للحرب ستزداد خلال شهر رمضان" الذي يبدا هذا العام غدا الخميس او بعد غد الجمعة.
وحرصت الولايات المتحدة والدول الغربية على التذكير مؤخرا بانه لا يوجد في الشريعة الاسلامية ما يحرم الحرب خلال شهر رمضان. واشارت التقارير الصحافية الغربية الى ان النبي محمد قام بفتح مكة خلال شهر رمضان في سنة 630 ميلادية.
&وتبلغ مشاعر التضامن والتعاطف مع المسلمين في كافة انحاء العالم، خصوصا في افغاستان والعراق والاراضي الفلسطينية، ذروتها خلال شهر الصوم كما ان مفاهيم الجهاد والتضحية من اجل رفعة الدين الاسلامي تكون حاضرة بقوة في اذهان المسلمين خلال هذا الشهر. وفي غالبية مساجد السعودية، يخصص الخطباء عادة خطبهم لبيان مزايا الصيام والانتصارات التي حققها المسلمون على مر التاريخ لا سيما انتصار صلاح الدين الايوبي على الصليبيين والذي مكن المسلمين من استعادة القدس عام 1187.
&وتلقى العديد من الخطباء تعليمات من وزارة بتجنب الحديث عن الاوضاع في افغانستان او توجيه نقد صريح للولايات المتحدة. وكان خطيب سعودي اعتبر ان الحرب في افغانستان يشنها "طغاة متعجرفون (الولايات المتحدة) بواسطة الة حربية متطورة ضد مدنيين ابرياء".
ويشير المحلل السعودي الى انه خلال شهر رمضان "يمكن ان تلمس مثل هذه المشاعر بصورة اكثر كما ان المسلمين يستذكرون خلاله اكثر من اي وقت اخر ماضيهم المجيد وتضامنهم واتحادهم". واسفرت حملة تبرعات نظمها الشهر الماضي التلفزيون السعودي لصالح الشعب الافغاني عن جمع ما يقرب من 40 مليون دولار بحسب الصحافة السعودية. وكان من ابرز المتبرعين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير عبد الله.