القاهرة- انتقل الصراع الدائر بين الرئيس الاميركي جورج بوش والاصولي اسامة بن لادن من جبال افغانستان ووديانها الى سوق البلح في القاهرة حيث يستخدم التجار الاسمين ترويجا لمبيعاتهم مع اقتراب شهر رمضان
. فقد وضع عدد من التجار في سوق البلح الواقع في منطقة روض الفرج في القاهرة لافتات صغيرة باسم بن لادن فوق الاكياس التي تحوي نوعيات جيدة في حين اطلق اسم بوش على اصناف تعتبر رديئة جدا.
وقال التاجر سعد زكي مهران (52 عاما) صاحب احد المحلات انه اول من اطلق اسم بن لادن على البلح موضحا ان الزبائن يقبلون على الشراء بسبب الاسم احيانا او بسبب النوعية في احيان اخرى. وتتراوح اسعار بلح بن لادن بين 10 و15 جنيها (2،35و 3،25دولار) للكلغ الواحد في حين لا يتجاوز سعر بلح بوش 3،5جنيهات (75 سنتا) رغم ان النوعيات ليست الافضل او الاسوأ بالضرورة.
&واكد مهران ان اطلاق هذه التسمية كان "تيمنا ببن لادن فهو سلعة رائجة على الاقل واسمه يبيع بشكل جيد حاليا، ولهذا السبب قمت باختياره، والناس احرار في عملية الشراء". وقام البائع بوضع الكيس الذي يحوي بلح بن لادن في مكان اعلى من ذلك الذي وضع داخله بلح بوش.
وقالت ربة منزل كانت نظراتها حائرة بين انواع البلح المتعددة في السوق رفضت ذكر اسمها لفرانس برس انها لن تشتري بن لادن او بوش و"انما ما يعجبني" في حين سخر تاجر اخر من "هذا الهراء".
&وردا على سؤال حول عدم تسمية البلح خاصته ببن لادن او بوش، اكد التاجر الذي رفض الافصاح عن هويته ان من "يفعل ذلك يعتبر متخلفا بالتاكيد فلا يوجد شيء اسمه بن لادن في البلح". الا ان تاجرا اخر مجاورا له اكد ان الاقبال شديد على شراء بلح بن لادن نظرا لجودته وليس بسبب اسمه فقط.
وتصل كميات كبيرة يوميا من البلح غالبيتها العظمى من منطقة اسوان (الف كم جنوب القاهرة) الى السوق حيث تتم عمليات البيع والشراء بواسطة اصحاب الوكالات المتخصصة. وقال احد التجار ان الكميات المنتجة تتخطى العشرين الف طن سنويا لكن زميله خالفه القول مؤكدا ان ذلك خاضع لتقلبات المواسم.
وقال محمد جميل (47 عاما) المسؤول في احدى الوكالات ان الحركة شهدت تغيرا مقارنة مع العام الماضي حيث بلغ "حجم العمليات 70% عما كان عليه الموسم السابق" موضحا ان السبب يمكن في "الازمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد حاليا".
&واكد ان الحركة في سوق البلح تبدا منتصف شهر شعبان (قبل اسبوعين تقريبا من حلول شهر رمضان) وتبلغ ذروتها قبل بدء شهر الصوم بايام وبالتالي "باتت نهاية موسم عمليات البيع والشراء قريبة". ومن جهته، اوضح المهندس الزراعي صبري جمعة (40 عاما) الذي كان يحاول بيع منتجاته ان "البلد في حال ركود والامور تسير بعكس ما هو متوقع لها فهناك قلة في الانتاج وزيادة في التكاليف من حيث النقل خصوصا".
&واضاف "هناك ايضا جشع اصحاب الوكالات والمحلات الذين يشترون منا بجنيه واحد ويبيعون بثلاثة فما كما ببيعه بثلاث جنيهات بات سعره حاليا 1،75جنيها" واوضح ردا على سؤال ان الكميات غير المباعة ترد الى اسوان على ان تعود الى السوق في السنة التالية. ومن الاسماء التي يطلقها التجار على انواع البلح الذي تختلف الوانه بين الفاتح والغامق وكذلك احجامه "برتمودة" و"الزعيم" و"هداية" و"سكود" و"الشبح" و"غزال" و"شامية" و"البحار مندي" و"سكوتي" و"شيء من الخوف".