اعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية امس انه تم التعرف على هوية مرتكب تفجير الخبر الأخير، في السابع من اكتوبر الماضي، حيث تبين انه هو نفسه الشخص الثاني الذي توفي في الانفجار، واعلنت السلطات في حينه انه لم يتم التعرف على هويته نظراً لتمزق جثته وتناثرها اشلاءً وعدم وضوح معالمها، ثم قيل لاحقاً ان هذا الشخص لم يكن يحمل معه اي اوراق ثبوتية تدل على شخصيته.
وحرص المسؤولون السعوديون في اعقاب حصول الانفجار في الخامس من الشهر الماضي، اي قبل يوم واحد من بدء الضربات العسكرية الاميركية في افغانستان وفي غمرة الاستعدادات لها، على عدم تأكيد او نفي اية دوافع سياسية وراء الانفجار، وكذلك عدم تأكيد او نفي انه "عمل انتحاري" رغم المعلومات شبه المؤكدة التي ترددت عن ان الشخص الذي ارتكب التفجير كان يلف حزاماً ناسفاً حول جسمه.
وبدا ان هذا الحرص كان دافعه عدم اعطاء الانفجار بعداً اكبر من حجمه بالنظر الى الظروف المحيطة، كما يبدو انه تم التريث في الإعلان عن هويته للظروف نفسها، خصوصاً بعد اندلاع الحرب على افغانستان, وكانت المعلومات الأولية التي تسربت بعد الحادث اشارت الى ان مرتكب التفجير، ربما كان باكستانياً او افغانياً، بالنظر الى ان نوعية الملابس التي كان يرتديها، كما افاد شهود، وكذا ضخامة جثته، وتبين الآن، ان هذا الشخص المدعو أيمن محمد أمين سعيد ابو زناد، فلسطيني الجنسية، وربما يكون ارتدى هذه الملابس للتمويه.
واعلن المصدر المسؤول في وزارة الداخلية ان الفلسطيني أبو زناد يبلغ من العمر 30 عاماً ويحمل وثيقة سفر مصرية خاصة بالفلسطينيين، وأنه اعزب وحاصل على شهادة البكالوريوس من احدى الجامعات الهندية ويعمل طبيب اسنان في احدى العيادات الخاصة في الرياض، حيث قدم الى عائلته التي تقيم في الدمام قبل الحادث كعادته كل نهاية اسبوع.
واضاف البيان انه عثر اثناء التفتيش في الغرفة الخاصة به في منزل والده على كل وثائقه الشخصية وكذلك على جوازي سفر هنديين باسمه وصورته الشخصية ساريي المفعول، كما عثر على بقايا للمواد التي استخدمها في حادثة التفجير.
واشار البيان مرة اخرى الى ان التحقيقات لا تزال قائمة لمعرفة الأسباب والدوافع وراء الحادث الذي نتج عنه وفاة شخصين احدهما اميركي الجنسية ويدعى مايكل مارتن جيرالد والآخر هو الفلسطيني مرتكب التفجير, وكان الاميركي يعمل مهندساً في احدى شركات النفط في الدمام, كما اصيب في الحادث اربعة اشخاص احدهم اميركي والآخر بريطاني وشخصان من الجنسية الفيليبينية.
ولم يشر البيان الى الطريقة التي استخدمت في التفجير وما اذا كانت عبر قيام الشخص بزرع عبوة ناسفة في المحل التجاري الذي وقع فيه الانفجار ويقع في شارع رئيسي في الدمام ام بواسطة وضع حزام ناسف حول جسمه، وهو الاحتمال الارجح كما تفيد المعلومات شبه المؤكدة، وما افاد به شهود من ان الشخص خرجت احشاؤه وتناثرت على بعد امتار خارج المحل وتهشم الجزء السفلي من وجهه.
وتشير المعلومات الى ان الانفجار جاء نتيجة "عمل انتحاري" وان دوافعه سياسية بالنظر الى اختلاف طبيعة هذا الانفجار عن كل التفجيرات السابقة التي شهدتها الرياض والخبر منذ نهاية نوفمبر الماضي والتي كانت تتم، اما بوضع عبوات ناسفة في السيارة التي يستقلها الاشخاص المستهدفون او عبر طرود مفخخة او وضع عبوات ناسفة امام الاماكن المقصودة.
كما تشير المعلومات الى ان الاعلان عن الاسباب والدوافع سيتأخر بعض الوقت حتى اكتمال التحقيقات وان هذه التحقيقات تركز الآن على ارتباطات هذا الشخص وانتماءاته لمعرفة ما اذا كان قام بهذا العمل منفرداً او مدفوعاً من منظمات سياسية او تنظيمات اسلامية خارجية.(الرأي العام الكويتية)