&
&
&
&

ليست المعارضة الأفغانية، أو تحالف الشمال الذي استولى على كابول أمس الأول ومدن أخرى يوم أمس، إلا مزيجا عرقيا هشا من الحلفاء والخصوم يكاد لا يربط بينه إلا الرغبة في التخلص من طالبان.
وقد حصلت قوات التحالف على دعم مكثف تمثل في أكثر من شهر من القصف الأميركي على قواعد لطالبان على امتداد البلاد. ولكن واحدا من أقوى أسلحة التحالف، الزعيم العسكري أحمد شاه مسعود، النائب الفعلي لحكومة الرئيس برهان الدين رباني المخلوعة، قتل في أيلول الماضي.
وقد تم تعيين الجنرال محمد فهيم في منصب القائد العسكري، على الرغم من أن <<انتصارات>> التحالف العسكرية تعتمد على الدعم الغربي أكثر مما تعتمد على البطولة الشخصية أو صفات القيادة.
وقد ارتبط اسم فهيم باسم مسعود لوقت طويل وهو عين رئيسا للاستخبارات في حكومة المجاهدين التي تشكلت في كابول في العام 1992، بعد انهيار الحكومة الشيوعية السابقة، المدعومة من قبل السوفيات، والتي كان يترأسها نجيب الله.
في الآتي نبذة عن بعض الأحزاب الرئيسية في تحالف الشمال الذي قام بعدما استولت قوات طالبان على كابول في أيلول 1996. ومعظم حلفاء اليوم كانوا أعداء أشداء في ما مضى:
الجمعية الاسلامية: أنشأها سنة 1973 برهان الدين رباني، وهو أستاذ في الشريعة في جامعة كابول. والجمعية حزب سياسي يتألف في معظمه من الطاجيك وهو يقود التحالف، ويدعمه الطاجيك والأوزبك الناطقون بالفارسية والذين ينبذون سيطرة الباشتون (وهم الأقلية الأكبر في البلاد ويشكلون الغالبية في الجنوب)، على أفغانستان.
وغالبية الطالبان هم من الباشتون، وقندهار، قاعدتهم الروحية، تقع في أقصى جنوبي البلاد.
وحكم رباني وحزبه كابول لأكثر من أربع سنوات قبل أن يطيح الطالبان بهما. ويعتبر رباني حجر أساس في أي تسوية سياسية في البلاد، وهو يعتبر أنه ما زال رئيس الحكومة ويسيطر على معظم سفارات البلاد في الخارج ويحتفظ بمقعد أفغانستان في الأمم المتحدة.
مجلس الشورى الشمالي: أسسه الراحل أحمد شاه مسعود، والملقب بأسد بانجشير، وهو التنظيم العسكري السياسي الأفضل تنظيما في البلاد، يتعاون مع قادة الجمعية وأسس قوات في المناطق شكلت الجيش الاسلامي بقيادة مسعود.
ويعتقد أن هذه القوات قادت المقاتلين الذين استولوا الأحد على بلدة استراتيجية تسيطر على طريق كابول الرئيسية شمالا. والثلاثاء، كانوا الطليعة التي دخلت كابول.
الحركة الوطنية الاسلامية: أنشأها سنة 1991 الجنرال عبد الرشيد دستم وهو قائد شيوعي سابق بارز. يدعمها أساسا الأوزبك السنة.
وتقول المعارضة ان قوات دستم قادت الهجوم الذي ادى الى سقوط مدينة مزار الشريف الشمالية الرئيسية. وقامت قواته بالارتباط بقوات محافظ هيراة السابق اسماعيل خان للاستيلاء على المدينة الغربية القديمة يوم الاثنين.
وقد قامت الحركة عندما انشأت الميليشيات غير الباشتونية في الشمال، المتمركزة في مزار الشريف، تحالفاً جديداً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991. ويعرف عن عدد كبير من مقاتليها انهم افضل جنود افغانستان تدريباً وعتاداً.
الا ان دستم، وهو اوزبكي، اجبر على الفرار من البلاد عندما استولت قوات الطالبان على قواعد استراتيجية لتنظيمه في شمالي افغانستان في آب 1998. وادى رحيله،الى اوزبكستان فتركيا وايران، الى سقوط قواعد اخرى للمعارضة في الشمال.
حزب الوحدة (شيعة): برئاسة كريم خليلي، وهو تحالف لثماني مجموعات عسكرية شيعية صغيرة، وكان الحزب قوياً في منطقة هازاراجات في وسط البلاد الى ان طردته منها قوات طالبان في العام 1998. ابقى مقاتلوه السيطرة على جيوب مقاومة في الاقاليم الوسطى مما ابقى بعض خطوط الجبهة مفتوحة مع طالبان.
وقادت قواتهم المقاتلين للاستيلاء على بلدة باميان (وسط) يوم الاحد، مما عزز تهديد كابول من الغرب، بحسب ما تقوله المعارضة.
الاتحاد الاسلامي، رئيسه عبد الرب رسول سياف، استاذ سابق في الشريعة في جامعة كابول، كان في البداية مساعداً لرباني، ثم اصبح الرئيس المحايد لتحالف المتمردين الاول في العام 1980. وهو باشتوني اسس الحزب اساسا بمساعدة السعودية.
الجماعات المنشقة: يضم تحالف الشمال عدداً من المجموعات الصغيرة من بينها بعض المقاتلين الذين تركوا الحزب الاسلامي برئاسة قلب الدين حكمتيار، احدهم هو الجنرال عبد الملك، وهو اوزبكي ومساعد سابق لدستم. وهناك ايضاً اسماعيل خان المحافظ السابق لمدينة هيراة الغربية والتي كانت في الاساس خاضعة للجمعية الاسلامية الا انه صار يتصرف بشكل شبه مستقل، استولت قواته على حيرات الاثنين وهي الان تتجه عبر الصحراء الى قندهار، قاعدة طالبان الجنوبية.(السفير اللبنانية)
&