أنقرة - كمال خوجة: في الهجوم الدموي الذي تعرضت له الولايات المتحدة يوم الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) بلغ عدد المفقودين حتى الآن قريباً من خمسة آلاف.. والآمال انقطعت من قسم كبير منهم.. نظريات المؤامرة حول هذا الهجوم من الكثرة بحيث إذا اجتمع حب الاستطلاع مع الاحتمال تصبح نظريات المؤامرة التي تدور هناك وهناك مثاراً للاهتمام.. كل يوم ترد أسئلة العشرات من الناس، فهل هي صحيحة؟ لا، القسم الأكبر منها محض اختلاق. أما البقية فتحتاج إلى بحث، وقد يتبين أنها هي الأخرى مختلقة.. لقد جمعنا نظريات المؤامرة التي تدور في أنحاء كثيرة من العالم وكأنها كثير الجدية والخطورة.. وهذه بعضها: 1 جاء في العدد الصادر يوم السابع عشر من جريدة (هآرتس) الإسرائىلية أن خمسة من الإسرائيليين اعتقلوا لعلاقتهم بهجوم الحادي عشر من سبتمبر.. فلماذا لا تنشر وسائل الإعلام العالمية أسماء الإسرائىليين الخمسة الذين لا يزالون قيد الاستجواب؟ ولماذا لا يتحدث أحد عن الإسرائيليين الخمسة الذين اعتقلوا بعد الحادث بأربع ساعات؟ 2 من الذي صور مشهد الطائرة التي اصطدمت بالبرج الأول لمركز التجارة العالمي؟ مشهد اصطدام الطائرة الأولى بالبرج صور قبل ضرب الطائرة البرج.. يقال ان التصوير كان بعد صرخات الناس.. فلماذا لم يصور من كان خلف الكاميرا هؤلاء الناس؟ خيال الطائرة يظهر على الشاشة بعد ثوان، فمن أين عرف أن الطائرة ستصطدم هناك؟ 3 لماذا ألغى رئىس الوزراء الإسرائىلي مجرم الحرب أرييل شارون زيارته لنيويورك قبل يوم واحد فقط؟ ولماذا لم توجه الأنظار إلى تحذير (الموساد) لأربعة آلاف من العاملين الإسرائىليين في مركز التجارة العالمي من الذهاب إلى العمل؟ 4 (الموساد) أعطى قائمة بأسماء مائتين من الإرهابيين في شهر أغسطس (آب) إلى مكتب التحقيقات الفدرالي، فلماذا لم تتخذ التدابير؟ ولماذا لم تنطلق طائرات (إف 16) و(إف 15) الأمريكية نحو الأماكن التي تعرضت للهجوم بالرغم من أن المسافة لا تستغرق أكثر من ثماني دقائق؟ 5 العرب التسعة عشر الذين وردت أسماؤهم في قائمة الإرهابيين لدى وكالة التحقيقات الفيدرالية ظهر أنه ليس كلهم كانوا في الطائرة ذلك اليوم.. حيث تبين أن عدنان بخاري عميل لمكتب التحقيقات الفيدرالية، وأمير عباس بخاري توفي في حادثة الطائرة قبل عام، وأن عبدالرحمن العمري وبدر الحازمي كانا في المملكة العربية السعودية، وسعيد حسين غرم الله الغامدي كان في تونس، وأعلنت أسرتا كل من محمد عطا المصري وزياد سليم الجراح اللبناني أن لا علاقة لهما بالأحداث، فلماذا الاصرار على هذه الأسماء حتى الآن؟ 6 قائدو الطائرات المختطفة عرفوا بأنهم حاربوا في فيتنام وخدموا في القوات الجوية، وهم أعضاء في مجموعة "الجنود المعارضين لحرب فيتنام الامبريالية".. فلماذا لم تعلن عن هوية الطيارين؟ ويجب أن يضاف إلى كل ما سبق مؤامرة أن "الولايات المتحدة ضربت نفسها".. كل هذه الأمور تشير إلى مدى الاختلاط والخلل في العالم.. ستبقى أسرار هذا الهجوم تلف وتدور هنا وهناك وقتاً طويلاً خاصة بالنسبة للذين يبحثون عن ثوابتهم هم وليس عن الحقائق المجردة.. وطالما بقيت المعلومات الخاصة بهذا الهجوم غير معلنة للرأي العام فإن اختلاط الأمور لدى العقول يترك مكانه لنظريات المؤامرة.عندئذ يذهب العقل وتأخذ كانه الأحاسيس والأمور المنافية للحقائق.. بينما العالم اليوم أشد حاجة من أي وقت آخر إلى التفكير والتنفيذ العقلاني.. يتساوى في ذلك المحاربون والعاملون من أجل السلام.إن الحرب هي طريقة سيئة لمعاقبة المتورطين بالعمليات الارهابية حقيقة.. ويجب الآن قبل توسيع دائرة الحرب ايجاد الطريق المؤدي إلى انهائها.. وتركيا من هذه الناحية هي المفتاح على الحكومة في هذه المرحلة أن تأخذ زمام المبادرة وتكون أكثر فاعلية.. ان حرباً تشمل دولاً في المنطقة مثل ايران وسورية والعراق تعني الكارثة على هذه المنطقة.وتركيا لا تستطيع أن تعطي شيئاً.. ننصح الذين يطلقون صيحات الحرب طمعاً في آبار البترول في شمالي العراق أن يتذكروا التاريخ.(الرياض السعودية)
&