من ابتهال السامرائي:أنهالت مقالات الكاتب الأميركي تشارلز ريس على الحكومة الأميركية بعد أن قام القراء بالاطلاع عليها عبر عدد من الصحف المحلية وعبر شبكة الانترنت. حيث كتب ريس عن الثمن الذي يدفعه الأميركيون بسبب دعم حكومتهم اللامحدود لإسرائيل.يستغرب الكاتب هذا التنفذ الواضح الذي تملكه "اسرائيل" على الولايات المتحدة الأمريكية، وهي دولة لا تتجاوز بحجمها ولاية نيوجيرسي الأمريكية، فالتحكم الإسرائيلي وصل إلى القرارات التنفيذية داخل الحكومة الأمريكية لدرجة أعطتها الحق بأن تتحدث بلسانها وتقرر بالنيابة عنها. وأعطى مثالاً لما تعرضت له مصر من قبل عدة سنوات عندما رفضت التوقيع على الاتفاقية الدولية بما يخص الأسلحة النووية إلا عندما توقع عليها إسرائيل، فقامت اسرائيل بتهديدها بأنها إذا لم تصمت، فإن المعونات والبضائع الأمريكية ستتوقف عنها، وكأنها الناطق الرسمي باسم أمريكا. ويقول تشارلز انه من المخجل ان يكون هناك كل هذا الصمت والتغاضي عما تقوم به اسرائيل من تطوير لأسلحة دمار شامل بما في ذلك النووية والجرثومية، ولا تسمح بدخول مراقبين دوليين لأراضيها، ولا توقع أي اتفاقية لحفظ الأمن والالتزام بعدم استخدام هذه الأسلحة. بينما تقوم القائمة على العراق لحيازتها على أسلحة لم نر منها أي شيء يذكر خلال حرب الخليج.تحدث ريس ايضاً عن حجم الدعم المادي الذي تزوده أمريكا لإسرائيل، الذي وصل حتى الآن إلى ما يقارب التسعين بليون دولار أمريكي، وربما يكون أكثر من ذلك نظراً لأن وزارة الدفاع الأمريكية ترفض اعطاء أي أرقام دقيقة لحجم هذا الدعم. ويرى ان هذه المبالغ لم تكن لتجمع لولا وجود دافعي الضرائب من الشعب الأمريكي، ويقول انه كان من الأولى لهذه المبالغ ان تصرف على الاستثمار داخل المجتمع الأمريكي سواء في بناء مدارس أو انشاء جسور أو تغطية احتياجات الفقراء من الشعب الأمريكي وتطوير البنية التحتية الاقتصادية في أمريكا.ويضيف بأنه ليس هناك أي قانون يسمح للكونغرس بأن يدعم حكومة خارجية ومصالح ذاتية على حساب الأمريكيين، تلك المصالح التي كان منها تفجير بعض المرافق الدبلوماسية داخل مصر، والهجوم على سفن أمريكية في بعض المحيطات حول العالم.وقد وجه ريس انتقاداً حاداً للدعم الأمريكي للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومساعدته على احتلال أراضي تشمل لبنان وسوريا ايضاً بالاضافة إلى فلسطين، الأمر الذي أدى إلى الحاق الضرر ليس بالعرب فقط، وإنما بالمسلمين في كافة أنحاء العالم، وبالطبع فإن الكره المتنامي سيعبر عنه بأساليب ارهابية، وقام بوصف الإرهاب بأنه أسلوب الرجل الضعيف والمغلوب على أمره في الحرب.ويختتم ريس مقالته بالمطالبة بوقف الدعم الأعمى لإسرائيل، وذلك لأنها تستغله في انتهاك حقوق الإنسان، وخرق القانون الدولي، ويرى ان هذا الأمر سيكلف أمريكا الكثير، ليس مادياً فقط، وإنما في الأرواح ايضاً. ويضيف بأنه ليس من حق أي لوبي تابع لأي دولة خارج الولايات المتحدة ان يسمح له ان يستغل المصالح الأمريكية وحياة الأمريكيين ليخدم مطامعه الخاصة المتمثلة بفرض القوة. لذا فعلى جميع الأمريكيين بما فيهم الزعماء ان يتساءلون الآن: أي دولة نحن مواليها؟(الرياض السعودية)
&