& عمان&- اكد مسؤول عربي ان الحركات الاسلامية المتطرفة في مختلف انحاء العالم، وعلى رأسها الشبكات المرتبطة بالارهابي المفترض اسامة بن لادن، تمول في كثير من الحالات عن طريق تحصيل اموال الزكاة، وهي عملية تكمن خطورتها في ان هدفها الظاهر نبيل وبالتالي لم تكن تثير الشبهات.
&واوضح المسؤول نفسه الذي طلب عدم ذكر اسمه والذي تابع هذا الملف لفترة طويلة ان "في العديد من الدول العربية والاسلامية، تحل الزكاة محل الضرائب التي تحصل بمعرفة الدولة وهو ما يسهل توجيه اموالها الى جمعيات خيرية تقوم باستغلالها لخدمة ما تعتبره "قضايا اسلامية حيوية".
واعطى مثالا لذلك ما يحدث في العربية السعودية بل انه اعتبرها الرائدة في هذا المجال حيث يعهد الى مؤسسة دينية بجمع اموال الزكاة بينما لا توجد ضرائب تحصل في هذا البلد الذي يطبق الشريعة الاسلامية بصورة كاملة. وكشف ان "ملايين الدولارات من اموال الزكاة تصب شهريا في هذه المؤسسة بفضل التبرعات السخية للاثرياء السعوديين". واضاف المسؤول نفسه ان الوضع مماثل في الامارات العربية المتحدة حيث تصل احيانا قيمة الزكاة التي يقدمها كل ملياردير اماراتي الى ملايين الدولارات.
وقال المسؤول العربي ان "المنظمات غير الحكومية والشركات المالية الى جانب المصارف الاسلامية يعهد اليها بتوظيف هذه الاموال الطائلة في خدمة الاسلام من دون ان يعرف المانحون في اي مشروع بالتحديد تم توجيه اموالهم التي تزكوا بها". وبالتوازي مع ذلك، صدرت العديد من الفتاوى التي تبيح استخدام اموال الزكاة في نصرة القضايا الاسلامية.
وراى المسؤول العربي ان "المشكلة تكمن في ان هذا الدعم غير محدد وفي ان الاموال توجه فعليا في اغلب الحالات لتمويل شراء اسلحة لصالح مجموعات اسلامية وليس لتقديم مساعدات انسانية". وذكر على سبيل المثال بانه خلال الثمانينات قدمت منظمات سعودية، وبمباركة الولايات المتحدة، ملايين الدولارات الى المجاهدين الافغان لدعم حربهم من اجل تحرير بلادهم من الاحتلال السوفياتي.
&وفي الاعوام اللاحقة، قدمت اموال بالطريقة نفسها الى بن لادن والى شبكات تابعة له وكذلك الى المسلمين في الشيشان والبوسنة وفي جزيرة مورو (جنوب الفيليبين) والى حركة ابو سياف الاسلامية الفيلبينية والى العشرات من الحركات الاسلامية الاخرى في مناطق عدة في البلقان وفي اسيا وفي اميركا اللاتينية، بحسب المصدر نفسه. واضاف المسؤول ان "ما يقرب من 3 الاف مدرسة اسلامية اقيمت في باكستان بفضل اموال الزكاة ايضا التي قدمها اعضاء من العائلة المالكة في السعودية يرغبون في نشر المذهب الوهابي" المتبع في السعودية.
ولفت الى ان "هذه المدارس هي التي تخرج منها عناصر طالبان والاسلاميون الباكستانيون المتطرفون". وتابع "ومما يثير السخرية ان اموال الزكاة التي دفعها السعوديون دعمت ايضا بن لادن الذي يوظف اليوم هذه الاموال ضد النظام السعودي الحاكم" لانه يعتبره خارجا عن الدين لسماحه بتواجد قوات اجنبية على الاراضي السعودية. واعتبر المصدر نفسه ان كل ذلك اوجد في النهاية "وحشا مخيفا تصعب السيطرة عليه خاصة ان آلية التمويل قائمة بقوة ولا يمكن تتبع كافة خيوطها".
وكشف المسؤول نفسه عن آلية اخرى اكثر تعقيدا لتمويل الجماعات المتطرفة تتمثل في الاموال التي تخصصها مجموعات مالية عملاقة لمنظمات اسلامية متطرفة. واوضح المسؤول العربي طبيعة هذه الالية قائلا "تستغل هذه المجموعات المالية قيمة العمولات الناجمة عن التحويلات في تقديم الدعم المالي لشبكات اسلامية متطرفة متذرعة بانها لا يمكن ان تحتفظ لنفسها باموال الفوائد المصرفية التي تحرمها الشريعة الاسلامية" باعتبارها من اموال الربا.
وفي هذا السياق، اتهم الرئيس الاميركي جورج بوش مجموعة "البركة" بالاسهام في تمويل شبكة القاعدة التابعة لبن لادن حيث قال مؤخرا ان البركة "يملكها صديق لبن لادن يقدم له الدعم" المالي. كما ذكر بوش اسم مجموعة مالية اخرى يشتبه في تحويلها لاموال بن لادن وهي مؤسسة "ندى" للادارة والتي كانت تعرف سابقا باسم مجموعة "التقوى".
وكان الاردن اتهم فرعا لمجموعة التقوى في جزر البهاماس بالاسهام في تمويل شبكة تابعة لبن لادن القت السلطات الاردنية القبض عليها عام 1999 واتهم اعضاؤها بالتخطيط للقيام بعمليات ارهابية في مواقع سياحية يزورها سياح غربيون بمناسبة احتفالات بدء الالفية الثالثة.