بيروت - من وسام أبو حرفوش: قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في محاضرة عن "الارهاب" القاها أمس في بيروت "لست شخصيا مؤهلا ان أتحدث عن الارهاب وأسبابه، لأنه قد مر علينا في الحزب (الحزب التقدمي الاشتراكي) مراحل من ممارسة الارهاب الفكري وغير الفكري"، مشيرا الى انه "بعد انتهاء الحرب عينت وزيرا مع مجموعة من الارهابيين، وقبلت طوعا هذا الاختيار ولم أكن آنذاك أملك الجرأة الأدبية للرفض".
وأضاف جنبلاط: "أقول هذا ليس لاستدرار الرحمة من أحد، فلم أدع مرة في حياتي انني رئيس جمعية خيرية، ولست طالبا التوبة في كرسي الاعتراف، فقط أريد فتح مبدأ المحاسبة والمساءلة على قاعدة الصدقية الأخلاقية (,,,)".
ولفت النائب جنبلاط في سياق الحديث عن الارهاب الى انه "نستطيع ان نسترسل الى ما لا نهاية حول الارهاب الأميركي، أو بالأحرى ارهاب الامبريالية الأميركية, فمن حقوق الشعوب تقرير المصير وكيفية التمييز بين الإرهاب وحق الاعتراض أو مشروعية التحيز, شاه ايران مثلا والانقلاب على مصدق، وملاحقة الشيوعيين وغير الشيوعيين مثل سوهارتو في اندونيسيا وتصفية الحزب الشيوعي في تلك البلاد بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، الأمر الذي كلف أكثر من مليون ضحية، حرب فيتنام آنذاك قسمت العالم أيضا الى خير وشر وقال عنها مكنامارا لاحقا في مذكراته انها كانت غلطة يا لها من غلطة وقد أودت بحياة مليوني قتيل وأكثر من 50 الفا من المارينز وهناك أميركا اللاتينية وأنظمة القمع فيها أيام الحرب الباردة والتدخل المباشر لكيسنجر، بتصفية سلفادور الليندي وكم ان السجل الأميركي أسود في هذه القارة حيث عشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين والمخطوفين، والحقيقة تظهر تباعا في كتاب وليام غراندي عن أميركا اللاتينية".
أضاف: "اسرائىل والحماية المطلقة الأميركية للنظام الصهيوني في شتى المجالات، الأنظمة العربية بغالبيتها الرجعية والمتقدمة نعمت الكثير الكثير بحماية العم سام تحت شعار أن سعر برميل النفط أهم من كل شيء, اما الديموقراطية والحريات فإنها تفاصيل, وأتت قضية الأبراج، وفجأة انقسم العالم مجددا الى فئتين أو قسم العالم الى فئتين: الفئة المتحضرة أو التي تنطبق عليها المواصفات الأميركية الأمنية أولا، ثم السياسية والمالية, والفئة الثانية ارهابية ويظهر ان اللائحة فيها طويلة: من (حزب الله) الى ربما معارض شروط العولمة الاقتصادية المتوحشة في مؤتمر قطر، مرورا بجمعيات المجتمع الأهلي التي ترفض مبدأ الأمن أولا والقانون ثانيا, أما بن لادن خريج وكالة الاستخبارات الأميركية سابقا، فقرر ان يحرر العالم على طريقته، لكن فاته ان زمن الفتوحات الاسلامية انتهى، وان تصنيفه العالم الى قسمين أيضا يساويه من حيث الغباء الفكري هانتينغتون أو توني بلير أو سيلفيو برلوسكوني".
وتساءل جنبلاط: "من هو الحاكم العربي اليوم الذي يملك تلك المصداقية الأخلاقية أولا والسياسية ثانيا، الذي يستطيع ان يصنف أو ان يحاكم وفق معايير من هو ارهابي ومن هو غير ارهابي؟ وعطفا على هذا السؤال من هو السياسي اللبناني الذي يندرج تحت تلك المواصفات الأخلاقية أولا والسياسية ثانيا التي تؤهله التحدث أو التعبير أو الحكم؟".(الرأي العام الكويتية)