الرباط: تشهد إسبانيا المزيد من الحملات المعادية للمغرب، منها اعتراض بعض سكان ألميرية-الإسبانية- على فتح قنصلية مغربية. وتدخلت شرطة مكافحة الشغب بألميرية-جنوب إسبانيا- يوم الجمعة لتفريق مظاهرة احتجاجية أمام البناية التي من المنتظر أن تشكل مقرا لقنصلية المغرب بحي ميديترانيو/أوليبيروس.
وذكرت وكالة أوربا بريس أن المئات من المتظاهرين احتجوا ضد افتتاح قنصلية المغرب قريبا من الحي وأن وحدة للتدخل تابعة للشرطة الوطنية لمالقة هرعت إلى مكان الاحتجاج لتفريق المتظاهرين.
وأضافت الوكالة أن الشرطة أقامت حاجزا أمنيا أمام البناية واستعملت القوة لإخلائها من الأشخاص الذين احتلوها وخلف ذلك العديد من الإصابات في صفوف المتظاهرين.
وأوضحت الوكالة أن نائب القنصل الذي تمكن من مغادرة القنصلية تحتح حماية قوات الأمن قوبل بالقذف والسب من لدن الجماهير الغاضبة.
ووقفت أربع عربات لشرطة مكافحة الشغب أمام مدخل العمارة لتجنب أي حادث وواصل الموظفون الاستعدادات اللازمة لفتح القنصلية.
ويأتي هذا الحادث غداة تنظيم مظاهرة أخرى أمام القنصلية شارك فيها حوالي ألفي شخص.
وتعود وقائع فتح القنصلية المغربية بألميرية إلى مارس الماضيحيث تراجعت السلطات المغربية عن فتح القنصلية في بداية الأمر في حي بيسكاديريا على إثر مظاهرات نظمها سكان الحي بدعوى أن فتح هذه الهيئة القنصلية سيؤدي إلى تنامي ظاهرة الإجرام في المنطقة.
وبعد أشهر عديدة من الانتظار قررت السلطات المغربية فتح قنصليتها بشارع سولداو اسبنيول، وكان القنصل المغربي قد صرح بأن الملف الذي قدم إلى العمدة يستجيب لجميع الشروط المطلوبة من أجل فتح القنصلية في حين أعلن المدافع عن الشعب الأندلسي خوسي شاميثو أن مصالحه ستفتح تحقيقا حول هذه المسألة.
وسجل شاميثو أنه عاجز عن فهم موقف سكان ألميرية الذين يعارضون للمرة الثالثة محاولات فتح قنصلية مغربية بالمدينة، ووصف هذا الوضع بالمقلق والمحبط للغاية مطالبا في هذا الصدد بتفسيرت حول عمق المشكل.
وأعرب المسؤول الأندلسي عن رفضه لادعاءات السكان التي تفيد بأن إقامة القنصلية في الحي منشأنه إشاعة جو من اللا أمن. وأكد أن المنشآت القنصلية تتوفر عموما على ضمانات أمنية ووجود مكثف لقوات الشرطة ملمحا في هذا الصدد إلى وجود دوافع أخرى وراء هذا الموقف مادام الاعتراض على هذا المشروع تكرر للمرة الثالثة.
وكانت مظاهرة ضخمة قد نظمت يوم رابع أكتوبر الماضي بحي خيرونا حيث كانت السلطات المغربية تعتزم إقامة مقر للقنصلية للمرة الثانية بألميرية.
وكان من المقرر أن تفتتح قنصلية المغرب بحي بيسكاديرياس حيث تواجد أعداد كبيرة من البحارة بيد أن السكان ومجموعة من المقيمين والعاطلين عارضوا بعنف ذلك عقب تعليق المفاوضات حول اتفاق الصيد البحير بين المغرب والاتحاد الأوربي.
ويجد فتح قنصلية المغربي بألميرية مبررا له في وجود جالية مغربية مهمة تعمل في القطاع الفلاحي بهذا الإقليم وبمورسية التي تحتضن بدورها آلاف المهاجرين. (عن صحيفة "العلم" المغربية).