حاوره في طهران أحمد أمين: أكد رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق السيد محمد باقر الحكيم ان "الشعب العراقي سيرحب بأي هجوم دولي ضد النظام الارهابي في العراق في اطار قرارات الأمم المتحدة التي تدعو لحماية الشعب العراقي والدول المجاورة من ارهاب النظام".
وأعرب الحكيم في حديث لـ "الرأي العام" أجري معه في طهران أمس عن اعتقاده بأن "الشعب العراقي والجيش العراقي سيستثمران كل فرصة مواتية للتحرك ضد النظام، وما يمنعهما اليوم هو منهج القمع اللامحدود الذي يمارس، وعندما يشعر الشعب والجيش بعجز النظام عن القمع سيتحركان للخلاص من الظلم والاستبداد والقهر".
وعلمت "الرأي العام" ان الفصائل العراقية الشيعية عقدت اجتماعا تداوليا طارئا لها في العاصمة طهران لتحليل وتدارس التطورات الأخيرة على خلفية الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة والهجوم الأميركي على أفغانستان، واطلاق بعض مسؤولي البيت الأبيض تصريحات لا تستبعد تعرض العراق هو الآخر لهجوم أميركي على غرار ما حصل في أفغانستان.
وقال الحكيم ردا على سؤال لـ "الرأي العام" عن موقف المجلس الأعلى من أي هجوم أميركي محتمل ضد العراق: "نحن لا نتوقع هجوما أميركيا ضد العراق في الوقت الحاضر، ولكن اذا كان المستهدف بالهجوم الشعب العراقي فهو أمر مرفوض من قبلنا، واما اذا كان المستهدف من الهجوم هو النظام الارهابي في العراق وفي اطار قرارات الأمم المتحدة التي تدعو لحماية الشعب العراقي والدول المجاورة من الارهاب الذي يمارسه النظام ضدها فهذا أمر موكول الى المجتمع الدولي نفسه، واعتقد ان الشعب العراقي سوف يرحب بذلك عند وقوعه، بل نحن نحمل المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري في العراق من قتل وتدمير وتشريد على يد النظام".
وهل يعتقد الحكيم ان واشنطن جادة هذه المرة في موضوع اطاحة صدام حسين ونظامه؟ يجيب: "يبدو من خلال التصريحات والأجواء السياسية في المنطقة، ولا سيما قضية الفلسطينيين والموقف الأميركي المتحيز لاسرائىل ان الادارة الأميركية ما زالت مترددة في توجيه ضربة للنظام العراقي، وهي متوقفة عن ذلك في الوقت الحاضر".
وهل ما زال يراهن على الجيش العراقي وانضمامه الى صفوف الشعب؟ يقول الحكيم: "نحن نعتقد ان الشعب العراقي ومنه الجيش العراقي سوف يستثمر كل فرصة مواتية للتحرك ضد النظام، والذي يمنعه من ذلك هو منهج القمع اللامحدود الذي يستخدمه النظام ضد الشعب، وعندما يشعر الشعب والجيش بعجز النظام عن ذلك فسوف يتحركان من أجل الخلاص من الظلم والاستبداد والقهر (,,,) ان موقف المؤسسة العسكرية من النظام واضح وهو الانفصال، وأفضل دليل على ذلك هو فرض "قصي" (النجل الأصغر للرئيس العراقي) وأمثاله عليها، والتصفيات المستمرة التي تجري فيها، وايجاد المؤسسات البديلة والرديفة لها, واما الوضع الدولي، فلم يتغير حتى الآن حتى يكون سببا للاطمئنان، بل ما زال يتسم بالغموض، ولا بد من الانتظار حتى الفراغ من افغانستان.
وهل سيستغل "المجلس الأعلى" الفرص التي يوفرها أي هجوم أميركي ضد العراق كما حصل بالنسبة لتحالف الشمال في أفغانستان؟ وهل لـ "فيلق بدر" القدرة على الحركة أم انه محكوم بالعاملين الدولي والاقليمي؟ يجيب السيد الحكيم: "نحن نعتقد، كما اكدنا مرارا، ان مسؤولية التغيير هي مسؤولية داخلية يتحملها الشعب العراقي وقواه الفاعلة، والمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية حماية الشعب العراقي ودول المنطقة من عمليات القمع والارهاب التي يمارسها النظام، ومسؤولية قوات بدر وغيرها من القوى العسكرية هي مساعدة الشعب العراقي في القيام بمهمة التغيير وفي اطار مصالح الشعب وأهدافه المقدسة في اقامة الحق والعدل والمشاركة الشعبية في انتخاب الادارة السياسية والاجتماعية للعراق والخلاص من الاستبداد والطغيان الحاكم في العراق, ولا شك في أن أي حركة سياسية أو عسكرية لا بد لها ان تأخذ بنظر الاعتبار الظروف الاقليمية والدولية، لأنها ظروف متداخلة، لا سيما وان القضية العراقية أصبحت ذات أبعاد اقليمية ودولية".(الرأي العام الكويتية)