ايلاف- سمر عبدالملك: وجهت الولايات المتحدة الاتهام الى خمس دول بتطوير أسلحة جرثومية وبالتالي خرق معاهدة "الأسلحة الجرثومية" التي أبرمتها أكثر من 140 دولة بما فيها الولايات المتحدة عام 1972.& ويهدف هذا الاتهام الذي يأتي خلال&مؤتمر عالمي في جنيف، إلى تعزيز التقيد بالمعاهدة وإخضاع الدول تلك إلى شروطها.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" تصريحات رسمية& أميركية تفيد بأن الدول الخمس التي حددتها الولايات المتحدة هي كوريا الشمالية، العراق، إيران، ليبيا وسوريا. كما ترى واشنطن ان ثمة دول اخرى منها صديقة للولايات المتحدة& تخرق المعاهدة سرا، إلا أنها ليست مستعدة الآن لتحديدها.
ويرجح أن تؤدي اتهامات ممثل وزير الخارجية في المؤتمر العالمي جون بولتون في حضور ممثلي الدول المحددة، الى مغادرة حكومات تلك الدول المتهمة .
الخطاب الذي يلقيه بولتن، والذي يتوقع أن يتهم بن لادن بمحاولة تطوير أسلحة بيولوجية،& سيتناول قلق واشنطن من أن تكون دولة لم تحددها تدعم بن لادن في محاولته الحصول على أسلحة جرثومية.
وورد في نسخة عن الخطاب الذي يلقيه بولتن أمام& المؤتمر، والذي أعطى صورة عنه لصحيفة "نيويورك تايمز" بأنه "قبل اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) الإرهابية على أميركا كان البعض يتفادى استراتيجية تسمية الأشخاص في اتهامات من هذا النوع"، إلا أنه عازم على اتباع مقاربة أخرى كجزء من استراتيجية جديدة تقوم على إحراج الدول المشتبه بأنها تطور الأسلحة الجرثومية وحثها على التوقف عن الغش والتقيد بالشروط التي تنص عليها المعاهدة، حيث أن " العالم تغير عما كان عليه، وكذلك طريقة عملنا المعتادة".
تجدر الإشارة إلى أن الادعاءات ليست محددة ولا المصدر الذي لم زود واشنطن بالأدلة.
ويهدف هذا الخطاب إلى دحض الانتقادات الموجهة الى الإدارة الأميركية والتي تتهم واشنطن بإضعاف المعاهدة التي ابتدعتها، حيث أفاد نقاد من داخل وخارج الدولة بأن الإدارة الأميركية هي المسؤولة عن إعاقة المعاهدة لأنها رفضت الصيف الماضي إبرام اتفاقية تهدف الى إنشاء نظام تفتيش يقوي الالتزام بنص المعاهدة.
ورفضت الإدارة الاميركية التقيد بالبروتوكول في الحين الذي دعمته الأغلبية الساحقة من الأطراف الأخرى في المعاهدة لأنها اعتبرت أنه يضعف برنامج الدفاع الأميركي ضد الإرهاب، ويعطي العالم حسا زائفا بالأمان من خلال فشله في منع الغش.
ويأمل رسميون في الإدارة الأميركية بأن تمكن سياسة اتهام الدول الجمهور من توجيه الغضب على البلدان التي أبرمت ووقعت على المعاهدة لتغش في شروطها، وليس على أميركا. كما يأملون أن تشجع الاستراتيجية الدول على اتخاذ تدابير بديلة اقترحتها الولايات المتحدة عليها وتهدف إلى تقوية المعاهدة وطاعتها.
وأفادا لمسؤول السابق خلال عهد بوش الاب، ومؤرخ للرئاسة الولايات الأميركية فيليب زيليكوو بأن الوعي لمخاطر الأسلحة الجرثومية بدأ& بعد الاعتداءات الإرهابية على بلاده ورسائل الجمرة الخبيثة التي أرسلت بعدها إلى الكونغرس ومنظمات الأخبار.
ويسأل بولتون في نص الخطاب الذي يلقيه "هل سنكون شجعان، صامدين ونتخذ التدابير المناسبة في الوقت المناسب خلال تطويرنا الوسائل الملائمة التي تساعدنا على التعامل مع التهديدات التي تواجهنا اليوم؟ أم أننا سنذعن للميكانيكيات غير السريعة المتعددة والتي تتناسى ما يجري في العالم الحقيقي؟"
واعتبرت المسؤولة السابقة في إدارة الأسلحة ووكالات نزع السلاح& التي توحدت مع وزارة الخارجية، ماري اليزابيث هوينكس أن الإعلان العلني عن الدول التي يشتبه بأنها تطور أسلحة جرثومية "يخدم في تحويل الضغط عن إدارة بوش لرفضها نظام تفتيشي هام". وأضافت أن واشنطن ما كانت في السابق لتحدد دولة مشتبه بأنها تغش بالاتفاقية إلا بعد إدراجها في تقارير الشكاوى السنوي وإجراء محادثات مع الولايات الفردية.
وأشارت هي وخبراء آخرون الى أن بولتن لم يشمل في خطابه روسيا، الصين، إسرائيل، مصر ودولا أخرى تشك واشنطن بأنها تنتهك المعاهدة.
ويعتبر بولتن أن ما يقلق واشنطن بعد شبكة القاعدة التابعة لبن لادن هو الجهود التي تقوم بها& العراق& لتصنيع أسلحة جرثومية، ويضيف أن "المزعج" هو التفاني على الصعيد الوطني لدى كوريا الشمالية لتمتلك الأسلحة الجرثومية، التي لديها الإمكانية لتصنيع "كميات كافية من الأسلحة البيولوجية لأهداف عسكرية وذلك خلال أسابيع".
أما إيران فيعتبر أنها من الممكن أن تكون قد أنتجت هذه الأسلحة وتسلحت بها،& ولدى ليبيا الإمكانية لتنتج كميات قليلة من الأسلحة الجرثومية.
أضاف بولتن أن سوريا التي لم تبرم المعاهدة تعمل على تطوير برنامج يمكنها من انتاج كميات قليلة من هذه الأسلحة.
واعتبر السودان التي لم يبرم أو توقع على المعاهدة بانه من الممكن أن يكون مهتمة جدا بتطوير برامج لإنتاج الأسلحة الجرثومية.