&
عمان- حرصت الدولة الاردنية على العمل على ابراز الصورة السمحة للاسلام اثر اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر التي اتهم مسلمون بالتورط فيها، وذلك من خلال الدروس واللقاءات الدينية التي تزداد خلال شهر رمضان من جهة والتحركات الخارجية للعاهل الاردني من جهة اخرى.
&واكد امين عام وزارة الاوقاف والشؤون الدينية الاردنية عبد الفتاح صلاح ان "هذه الدروس واللقاءات لن تقتصر فقط خلال شهر رمضان على المساجد التي تشهد عادة ازديادا في اعداد المصلين بل ستمتد ايضا الى النوادي والى الجامعات في شتى انحاء المملكة".
واشار الى ان "هناك اكثر من 2500 خطيب وامام موزعين من قبل وزارة الاوقاف على اكثر من ثلاثة الاف مسجد بمختلف محافظات المملكة من اجل تقديم الدروس الدينية التي تتناول كل ما يهم المسلمين من شؤون دينهم بالاضافة الى قضايا المجتمع المحلي والمشاكل المعاصرة ومن بينها سماحة الدين الحنيف".
واضاف ان العديد من هذه الدروس تبث يوميا عبر التلفزيون الاردني ومن ابرزها "المجالس العلمية الهاشمية" التي تعقد بمعدل مجلس واحد اسبوعيا عقب صلاة الجمعة بمشاركة "نخبة من العلماء الاجلاء" وتبث على الهواء مباشرة عبر التلفزيون والاذاعة الاردنيين.
واشار امين عام وزارة الاوقاف الى ان "احدى حلقات هذه المجالس العلمية ستخصص لموضوع سماحة الاسلام".
واضاف ان الوزارة دعت كذلك العديد من علماء الدين من العديد من الدول والمؤسسات الدينية العربية والاسلامية ومن بينها الازهر للمشاركة في هذه اللقاءات الدينية خلال شهر الصوم.
ويؤكد وزير الاوقاف احمد هليل في هذا الصدد على "اهمية رسالة الوعظ والارشاد في توعية الناس وتبصيرهم بامور دينهم وباحكام الشريعة الاسلامية السمحة" وشدد على "ضرورة تكثيف دروس الوعظ والارشاد لهذا الغرض في جميع مساجد المملكة خلال شهر رمضان".
واذا كانت هذه الدروس موجهة في المقام الاول للمسلمين فان العاهل الاردني الهاشمي الذي يرقى الى سلالة النبي محمد، قام بدور مماثل باتجاه العالم الغربي.
وخلال جولاته الخارجية التي تكثفت منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر ضد الولايات المتحدة، شدد الملك عبد الله في كل مناسبة على ضرورة عدم الربط بين الدين الاسلامي من جهة وبين الارهاب والتطرف من جهة اخرى.
وكانت اخر مناسبة في هذا الاطار اجتماعه قبل نحو اسبوعين مع اسقف كانتربري خلال زيارة دولة قام بها الى بريطانيا.
ومع بداية شهر رمضان، عهد الملك عبد الله الى عمه الامير الحسن بن طلال بالنهوض بالحوار الاسلامي بهدف اظهار الصورة المعتدلة للاسلام.
وطلب الملك من عمه "استئناف المشروع الحضاري الكبير في ادامة وتنشيط الحوار بين اهل المذاهب الاسلامية من منطلق الفهم والتفاهم والقبول المتبادل كل لاخوته في الدين وكذلك تأدية مهمة عزيزة علينا وهي ابراز الهوية الاسلامية على حقيقتها الوسطية" والعمل على "تشجيع الحوار والتواصل بين الاسلام والمسيحية".
وتلفت الاوسط السياسية في عمان الى ان هذه تعد ابرز مهمة يعهد بها العاهل الاردني الى الامير الحسن منذ ارتقائه العرش في شباط/فبراير 1999، مما يؤشر على مدى اهتمامه بهذه القضية وحرصه على معالجتها بسرعة.
وقد رعى الامير حسن ولي العهد السابق، في تشرين الثاني/نوفمبر 1999 في عمان المؤتمر السابع للسلام والدين بمشاركة ممثلين عن الاسلام والمسيحية واليهودية ومعتقدات اخرى، كما انه الف كتابا بعنوان "الاسلام والمسيحية".
على صعيد اخر وبالتوازي مع كل هذه الجهود، بدا الممثل الاردني الشهير هشام يانس في تجسيد شخصية اسامة بن لادن من خلال المسرحية الكوميدية "ابن لادن وافغان وامريكان" التي تتناول الاحداث الجارية في افغانستان والتي تعرض في احد فنادق عمان.