&
خالد الفواز
إيلاف- نبيل شرف الدين: أصدرت الحكومة البريطانية قائمة جديدة تتضمن 20 اسما لأشخاص ومنظمات اعتبرت أن لها صلات بمنظمة "القاعدة"، وجاء في مقدمة اللائحة أسماء شهيرة منها أبو حمزة المصري وأبو قتادة، والسوري عمر بكرى محمد،
القيادي البارز في حزب التحرير الإسلامي ـ والذي انشق ليكون جماعة" المهاجرون "، والجزائريان قمر الدين خربان وعبد الله أنس، وهما من أخطر قادة جماعات الإرهاب الجزائرية ، والمصري ياسر توفيق السري الصادر بحقه حكم قضائي بالإعدام في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري الأسبق د. عاطف صدقي، والمحبوس حالياً على ذمة قضية اغتيال القائد الشمالي الأفغاني أحمد شاه مسعود، فضلاً عن اتهامات أخرى تتعلق بدعم الإرهاب ، وكمال الهلباوى مسئول جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في أوروبا الغربية وأحد قادة التنظيم الدولي للجماعة ، فضلا عن محمد المسعري وسعد الفقيه وعدد من الباكستانيين والأفغان العرب الذين يرجح أن تشملهم القائمة الجديدة على خلفية اتهامات بإنشاء صلات مع منظمة "القاعدة" للقيام بمهام مالية ودعائية وحركية وحتى تدريب عناصر على الأعمال القتالية كما سيأتي تفصيل ذلك لاحقاً ، ويعتمد هؤلاء الأصوليون على توغل خلايا موالية لهم في عدد من العواصم الغربية من بينها باريس وبرلين فضلا عن خبرة العناصر الأصولية في عمليات تهريب الأسلحة إلى شمال إفريقيا ، وخاصة الجزائر وارتباطاتهم الوثيقة مع شبكات في البلقان والشيشان وعصابات المافيا في الجمهوريات المستقلة حديثا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي والتي باتت تعرض كل شئ للبيع من النساء إلى الأسلحة المحظورة دوليا ..

ابو قتادة
ومنذ وقوع حوادث التفجيرات في نيويورك وواشنطن في سبتمبر الماضي ، وما أعقب ذلك من تطورات أبرزها تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب ، الذي لعبت فيه بريطانياً دوراً يأتي في المرتبة التالية مباشرة بعد الدور القيادي الأميركي، وصدور تعديلات على قانون مكافحة الإرهاب ، وملاحقة بعض العناصر الأصولية في بريطانيا،
فضلاً عن تتبع أموال بعضهم مثل عمر محمود أبو عمر الشهير بأبي قتادة الفلسطيني، وما كشفت عنه التحقيقات حول الانتحاريين الذين نفذوا هجمات "الثلاثاء الأسود" في أميركا ، من أن الكثيرين من تلك المجموعات قد مرت بلندن قبل تنفيذ عملياتهم الانتحارية ، كل هذه الوقائع والاعتبارات جعلت من أمر تغيير السلوك السياسي والقانوني المتسامح مع هذه العناصر مسألة شبه مؤكدة ، وقد بدت أولى خطواتها بالفعل مؤخراً
وتؤكد مصادر أمنية عربية أن أولى ضحايا هذه التغييرات البريطانية ، ستكون - مبدئياً - سبع جهات أصولية عربية تتخذ من الأراضي البريطانية مقرا لها لمناوئة أنظمتها ، وإدارة كيانات دعائية للتشهير بها وجميع قادتها مطلوبون إما إلى المحاكمة أو إلى السجن أو حتى إلى الإعدام كما تؤكد تلك المصادر .
أما أبرز الجهات المرشحة للائحة البريطانية الجديدة هي: ـ
*جماعة (المهاجرون) التي يرأسها عمر بكري ، الذي تقول المخابرات البريطانية انه (التنظيم العسكري الأصولي الأكثر انتشارا ونماء في العالم) ، وهو خلاف رؤية أجهزة الأمن العربية التي تراه مجرد "متجر استخبارتي المنشأ" للمتاجرة بقضية رائجة ، والمعروف عن بكري أنه من انشق على قيادة سابقة لحزب التحرير ، هو عبد القديم زلوم وقام بتكوين جماعته في ظروف غامضة ، وهي تعول على المتشددين الآسيويين ، ولها حضور مكثف في باكستان وأوزبكستان ، وبعض مناطق السلطة الفلسطينية ، بينما يكاد ينعدم حضورها في بقية العالم العربي .
* (لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية في السعودية التي يرأسها المنشق السعودي محمد المسعري الذي صدر بحقه قبل سنتين قرار من وزارة الداخلية البريطانية بإبعاده عن البلاد إلى جزيرة الدومينيكان ، لكنه استطاع بفضل جهود فريق من المحامين الحصول على حكم بالبقاء في لندن أربع سنوات اخرى .
* (المرصد الإعلامي) , الكائن في (ميدا فال) غربي لندن الذي يديره الأصولي المصري ياسر السري ذو العلاقات الوثيقة بتنظيم طلائع الفتح المنشق عن جماعة الجهاد المصرية ، وهو الذي أوقف مؤخراً وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب البريطاني ، ووجهت له اتهامات من الشرطة حول تزويده الجزائريين قاتلي القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود بأوراق تسهيل مهمتهما ، وجدير بالذكر أنه صادر بحقه حكم قضائي مصري بالإعدام في قضية محاولة اغتيال د. عاطف صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق ، وحكم آخر بالمؤبد في قضية العائدين من ألبانيا .ورجحت مصادر الأمن المصرية أن تكون هناك اتصالات بين السري وقادة "القاعدة" ، كانت تتم عبر الإنترنت ، ومن خلال برامج "المحادثة الصوتية" ، حيث يصعب متابعتها أو مراقبتها ، وأضافت أن السري ليس بعيداً عن دور حركي يتمثل في إعداد وثائق مزورة ، خاصة وأن اعترافات المتهمين في قضية "العائدون من ألبانيا" في مصر أكدت أنه كان مسئولاً عن إعداد هذه الوثائق إبان إقامته في اليمن ، وقبل انتقاله إلى لندن .
* (حزب التحرير) وهو تنظيم أصولي متطرف أسسه تقي الدين النبهاني ، ويتخذ مقراً له في (توتنهام) بقلب العاصمة لندن ، ويدعو إلى إقامة ما يطلق عليه "نظام إسلامي في بريطانيا" ، إلا أن هذا التنظيم الذي يقوده الآن فريد قاسم ويغلب عليه الطابع السياسي ، إنما هو جزء من حركة دولية تحمل نفس اسمه ومحظورة في كل الدول العربية .
* (جبهة الإنقاذ) الجزائرية الداعية من بريطانيا إلى قلب نظامي الحكم في الجزائر ومصر , وهي تمثل بعض قادة (جبهة الإنقاذ) الهاربين من الجزائر , إلا أن جناحها العسكري محظور في المملكة المتحدة .
* (فلسطين المسلمة) التي يعتقد الإسرائيليون أنها جناح من (حماس) تجمع لها التبرعات المادية .
* (أنصار الشريعة) وهي حركة حديثة النشأة نسبياً ، أسسها مصطفى كامل الشهير بلقب "أبو حمزة المصري" ، ولها ارتباطات بالجماعة الإسلامية الجزائرية ، وهو أيضاً مطلوب للحكومة اليمنية لضلوعه في التخطيط والتحريض والإعداد لحوادث اختطاف السياح الأجانب في اليمن ، ويذكر أن ابنه ضمن المجموعة التي ألقي القبض عليها في اليمن ، كما أن مصطفي كامل الشهير بأبي حمزة& مطلوب من قبل السلطات في مصر ، وهو شخص تثور حوله علامات استفهام كثيرة ، فقد بدأ حياته كحارس في ملهى ليلي ، وقد اشتهر بأعمال البلطجة ، ثم انضم لجماعة أصولية وسافر إلى أفغانستان حيث فقد يديه وإحدى عينيه هناك ، قبل أن يعود إلى بريطانيا التي حصل على جنسيتها بعد الزواج من إنجليزية ، وتناصبه العداء فضلاً عن السلطات المصرية واليمنية كثير من المنظمات والشخصيات الأصولية .
وأخيراً يأتي الأصولي المتشدد عمر محمود أبوعمر الشهير بأبي قتادة ، والذي تطالب بتسليمه الأردن ، وقد تم التحفظ على أمواله مؤخراً في لندن .