لندن: عمار الجندي-أكدت مصادر قريبة من "المجلس الاسلامي البريطاني" لـ"الشرق الأوسط" أنها احتجت بشدة على المقال "المسيء" للإسلام، الذي نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في عددها الصادر يوم السبت الماضي. وأشارت الى أنهم تلقوا "آلاف الشكاوى من المسلمين البريطانيين الذين عبروا عن تذمرهم البالغ من المقال الذي وقعه الكاتب الأكاديمي جون كيسي، وظهر بجانبه رسم يمثل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم". وأوضحوا أن "مصدر السخط الواسع كان الرسم اضافة الى عنوان المقال الذي لفق اتهامات كاذبة في حق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والاسلام".
الجدير بالذكر أن عنوان المقال الذي نُشر على الصفحتين 12 و13 من عدد "ديلي ميل" اشتمل على ادعاءات منها أن الاسلام "قادر على القيام بقدر استثنائي من الخير والشر (السوء) الى درجة لا توصف".
وشدد أعضاء بارزون في المجلس الذي أثنى عليه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في أكثر من مناسبة، على أن الحدث غير المسبوق يستوجب رداً مناسباً. وقالوا في اتصال هاتفي مع "الشرق الأوسط" ان المسؤولين في "ديلي ميل" اعتذروا لهم ، خصوصاً أن مئات الشكاوى انهالت على الصحيفة. وأضافوا ان "اجتماعاً تم ترتيبه مع رئيس التحرير الذي سنلتقيه في 29 الشهر الجاري، كما أبدى مدير التحرير أسفه مبرراً ما حصل بجهل المسؤول عن الانتاج في الصحيفة بالمحرمات الاسلامية لجهة نشر صورة الرسول صلى الله عليه وسلم وسوء اختياره للعنوان المسيء".
وكانت الاوساط الاسلامية قد ألقت باللوم على المسؤول عن الانتاج، وليس على الكاتب الذي وصفوه بـ"الأكاديمي الموضوعي الذي كتب مراراً بشكل منصف عن الاسلام". وشددوا على القول ان "محتوى المقال نظيف ولم نجد فيه إساءة تذكر، لكن المشكلة تكمن في الرسم وفي العنوان".
من جهة ثانية عقد "المجلس الاسلامي البريطاني" اجتماعاً طارئاً الليلة الماضية بهدف تحضير رد رسمي على مشروع القانون الذي قدمه وزير الداخلية ديفيد بلانكيت للبرلمان. فيما اعتذر أحد الخبراء القانونين لدى المجلس عن عدم الخوض في تفاصيل موقف المؤسسة باعتبار أن بياناً سيوضح ذلك لاحقاً. واستوضحته "الشرق الاوسط" عن قضية "اعتبار إثارة العداء الديني جريمة" يعاقب عليها القانون، فأكد ان "هذا التشريع صحيح من حيث المبدأ، فمن غير المعقول أن يحمي القانون بعض المواطنين ويترك بعضهم الآخر عرضة للاعتداءات". ورحب بالتشريعات الجديدة التي "إذا أقرها البرلمان ستمنح المسلمين الحماية التي يحتاجونها، خصوصاً ان وتيرة الاعتداءات عليهم قد ارتفعت ارتفاعاً ملحوظاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول)".(الشرق الأوسط اللندنية)
&