القدس- اعتبر المسؤولون الاسرائيليون الثلاثاء غداة خطاب وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول انهم كسبوا بعض النقاط على المدى القصير، بينما يراهن الفلسطينيون على المستقبل للاستفادة من "الرؤية" الاميركية الجديدة خلال المفاوضات على الوضع النهائي.
&ودعا باول في خطابه المتوقع منذ ثلاثة اشهر السلطة الفلسطينية الى بذل "مئة بالمئة من الجهود الان لوقف العنف والارهاب" كما دعا في المقابل اسرائيل الى وضع حد للاستيطان في الضفة الغربية وغزة وللاحتلال من دون ان يستخدم هذه المرة كلمة "الان". وقال ارييه ميكيل المتحدث باسم الحكومة "لا يمكننا الا ان نكون مرتاحين لكلام وزير الخارجية الاميركي الذي جعل في مرحلة اولى كل الضغط على السلطة الفلسطينية عبر الاصرار على وقف فوري للعنف والارهاب كشرط مسبق لاي محادثات".
&كما اشاد المتحدث الاسرائيلي بكون باول تجنب الطلب من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون التخلي عن المطالبة بفترة السبعة ايام من الهدوء كشرط مسبق قبل الدخول باي تفاوض سياسي مع الفلسطينيين. كما نوه ايضا بكون باول شدد على ضرورة "قبول الفلسطينيين بكون اسرائيل دولة يهودية (...) ليرفض بذلك اي حق للاجئين الفلسطينيين بالعودة الى اسرائيل".
&وكانت قمة كامب ديفيد التي عقدت في تموز/يوليو 2000 بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني بحضور اميركي تعثرت خصوصا بسبب الخلاف على عودة اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في الشتات والذين يبلغ عددهم حاليا حسب الامم المتحدة نحو 8،3 ملايين نسمة. على الجانب الفلسطيني اشاد وزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث عبر اذاعة صوت فلسطين ب"التغير في الموقف الاميركي" مع مطالبته بان يتحول الكلام الوارد في خطاب باول الى "افعال".
&وقال شعث "اقول لشعبنا ان الانتفاضة والتضحيات التي قدمناها احدثت تغيرا في الموقف الاميركي". واوضح ان خطاب باول اتاح للولايات المتحدة "شرح موقفها بشكل واضح من التسوية النهائية وما يجب عمله على الفور". الا ان شعث اشار ايضا الى ان باول لم يقدم روزنامة لتطبيق خطة ميتشل مع التحذير بانه "في حال لم يترجم كلام باول الى افعال على الارض فان هذا الخطاب سيلقى نفس مصير خطابات اخرى سبقته".
&وينص تقرير ميتشل باسم السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل على وقف العنف وعودة الهدوء واجراءات ثقة بينها تجميد الاستيطان واستئناف مفاوضات الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية. اما بشأن النداء الذي وجهه باول لوقف الاستيطان الاسرائيلي قال المتحدث الاسرائيلي ان "حكومة شارون تعهدت بعدم اقامة مستوطنات الا اننا نواصل البناء لتغطية الحاجات الناتجة عن الزيادة الديموغرافية الطبيعية في المستوطنات". واضاف "على اي حال هذا الملف غير مدرج على جدول الاعمال في الوقت الراهن نظرا الى انه لن يطرح الا في مرحلة لاحقة من خطة ميتشل التي لن يبدأ تطبيقها الا بعد وقف الارهاب.