&
كتبت ـ أسماء الحسيني‏:‏أعلنت بدرية سليمان مستشارة الرئيس السوداني عمر البشير للشؤون القانونية أن حكومتها ستعيد النظر في عدد الوزارات والولايات والأجهزة التنفيذية في اتجاه ترشيد النفقات‏,‏ حتى توجه كل موارد السودان إلي التنمية‏.‏
وقالت ـ في تصريحات خاصة لمندوبة الأهرامـ إن الحكومة السودانية ستعقد مؤتمرا قبل نهاية العام الحالي لتقويم تجربة الحكم الاتحادي‏,‏ وإنشاء مجلس قسمة الموارد المالية والأراضي والغابات الذي ينص عليه الدستور‏.‏
وأضافت أن الحكومة السودانية تعتزم أيضا إنشاء مجلس للشوري يضم رؤساء الجمهوريات ورؤساء الوزراء والبرلمانات السابقين وبعض ذوي الكفاءات والخبرات العلمية‏,‏ ليكون هذا المجلس هيئة استشارية قوية‏,‏ وأشارت إلي أنهم حاولوا الاستفادة من تجربة مصر في إنشاء هذا المجلس‏.‏
وأوضحت أن تقويم تجربة الحكم الاتحادي في السودان أصبح ضرورة‏,‏ في ظل ما يوجه له من اتهامات بترهل أجهزته والإنفاق الكبير عليه‏,‏ الذي كان من الممكن أن يوجه إلي التنمية‏,‏ حتي لا تترهل الأجهزة التنفيذية‏.‏
وردا علي سؤال حول الأنباء التي ترددت عن احتمال إجراء تعديل وزاري قالت إن أي أمر يتم سيكون في إطار الاتجاه لتقليل تكلفة الحكم وآلياته‏.‏
وحول التأثيرات السلبية لحرب الجنوب علي التنمية قالت مستشارة البشير إننا ننفق علي الحرب أضعاف ما ننفقه علي التنمية‏,‏ وكل ما نفعله للتنمية يكون عرضة للتخريب بسبب الحرب‏,‏ فالتنمية والحرب لا يجتمعان‏,‏ ورغم ذلك استطاعت ثورة الإنقاذ طيلة الأعوام الإثنتي عشر الماضية رغم الحصار والحروب الداخلية والخارجية والظروف الصعبة المحيطة بها من استخراج البترول وشق الطرق وإقامة شبكة اتصالات ومياه ونشر التعليم‏.‏
لكنها قالت إن الظروف الآن في السودان تتغير بعد أن أدرك السودانيون أن الحل السلمي هو الحل الوحيد والحقيقي للمشكلة السودانية‏,‏ وأن جلوسهم إلي بعضهم البعض علي مائدة التفاوض هو أقصر الطرق للوصول إلي هذا السلام المنشود‏.‏
وردا علي سؤال حول ممتلكات بعض المعارضين التي صادرتها الحكومة ولم ترد إليهم حتي الآن قالت بدرية سليمان إن قرارا رئاسيا صدر برد كل الممتلكات المصادرة إلي أصحابها‏,‏ وإن هيئة المظالم والحسبة العامة هي التي كلفت بتنفيذ ذلك القرار‏,‏ وأن ي تعطيل لذلك يكون في إجراءات التنفيذ‏,‏ مؤكدة أن سياسة الحكومة السودانية هي إعادة جميع الممتلكات إلي أصحابها‏.‏
وحول مدي جدية الحكومة في القبول بحكومة انتقالية وتداول سلمي للسلطة قالت مستشارة البشير إن الحديث عن الحكومة الانتقالية ورد ضمن بنود المبادرة المصريةـ الليبية بشأن السودان التي قبلتها الحكومة السودانية فورا‏,‏ وأشارت إلي أن الحكومة الحالية هي حكومة ائتلافية من بعض الأحزاب التي قبلت المشاركة في الحكم‏,‏ لكنها أكدت أن الحديث عن حكومة انتقالية لا يعني المساس بوضع الرئيس السوداني عمر البشير‏,‏ التي قالت إنه سيظل في منصبه كرمز للسيادة والسلطة في ظل الحكومة الانتقالية التي سيقوم بتشكيلها وتضم باقي القوي السياسية‏.‏
وأشارت إلي أن تلك الحكومة ستتشكل بعد جلوس تلك القوي إلي مائدة الحوار‏,‏ ووصولها إلي اتفاق‏,‏ سيتم بعد تحديد الإجراءات لتشكيل تلك الحكومة‏,‏ مؤكدة أن أحدا لم يتحدث عن انتهاء فترة رئيس الجمهورية‏.‏
وقالت إنه تم تشكيل مجلس للتخطيط الاستراتيجي لإعداد استراتيجية قومية في السودان لمدة ربع قرن‏,‏ وقالت إن الحكومة السودانية حرصت علي أن يضم هذا المجلس ممثلين من الأحزاب السودانية ومنظمات المجتمع المدني والمعاهد الاستراتيجية والجامعات والوزارات ذات الصلة لإشراك الجميع في التخطيط للشأن العام‏.‏
وحول ما يثار من مطالب في السودان بضرورة تعديل الدستور الحالي قالت بدرية سليمان‏:‏ أدركنا بعد تطبيق الدستور الحالي للسودان والممارسة العملية أنه لابد من تعديل بعض نصوص الدستور‏,‏ لاسيما ما يتعلق بتوازن السلطات بين الأجهزة الاتحادية وأجهزة الولايات‏,‏ كما أدركنا ضرورة أن تكون هناك قسمة عادلة للموارد والسلطات‏,‏ وكل ذلك يتطلب تعديلات دستورية‏,‏ ولما كانت مسألة الوفاق مطروحة في الساحة السياسية في السودان رأينا أنه لابد من الانتظار وإشراك باقي القوي السياسية وأخذ رأيها في التعديلات المقترحة للدستور‏.‏
وأكدت مستشارة البشير أن رابطة نساء وادي النيل التي أقرت السيدة سوزان مبارك إنشاءها أخيرا لتصبح إطارا يجمع النساء في مصر والسودان تعد خطوة نحو التكامل وتبادل الخبرات وتعميق العلاقات بين شعبي البلدين‏.‏
وأعربت عن اعتقادها بأن تلك الرابطة ستكون نواة صلبة لدعم العلاقات بين البلدين‏,‏ التي وصفتها بأنها ممتدة في جذور التاريخ‏.‏
وقالت إن قمة المرأة العربية الأخيرة بالقاهرة كانت قمة ناجحة‏,‏ استطاعت توحيد الرؤي حول القضايا العربية في ظل التحديات الراهنة بعد أحداث‏11‏ سبتمبر‏.‏
وأعربت بدرية سليمان عن اعتقادها بأن العلاقات المصريةـ السودانية تسير الآن في الطريق الصحيح بعد الاتفاقيات الثنائية واجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين‏.‏
وأشادت بالسيدة سوزان مبارك حرم الرئيس‏,‏ وقالت إنها لمست لدي لقائها بها مدي حبها للسودان وأهله‏.‏ وأضافت أنها رائدة في العمل الخيري والاجتماعي‏,‏ وأعربت عن أملها في أن تتمكن المرأة في السودان من الاستفادة من خبراتها وتجاربها ومشروعاتها في مجال المرأة والطفل‏.‏(الأهرام المصرية)
&
&
&
&
&