&
ميشال موتو: بلغ عدد الأشخاص من دون مأوى في نيويورك مستوى قياسيا لاسيما اثر الاعتداء على برجي مركز التجارة العالمي الذي جاء وقعه ليضاف إلى انعكاسات وضع اقتصادي متقهقر أصلا كما تؤكد جمعيات عدة.
واكد تحالف المشردين، وهي منظمة غير حكومية تقدم مساعدات للأشخاص الذين لا مأوى لهم ان حوالي 29500 شخص يمضون حاليا لياليهم في الملاجئ العائدة للبلدية وغرف الفنادق التي تقدمها البلدية.
وقالت المنظمة ان هناك 12414 طفلا بين المشردين أي بزيادة نسبتها 60% مقارنة مع الفترة ذاتها قبل ثلاثة أعوام.
وتستند هذه الأرقام إلى الإحصائيات الصادرة عن دائرة تقديم الخدمات للمشردين التابعة لبلدية المدينة. إلا ان الدائرة رفضت تأكيد ذلك مشيرة إلى انه من السابق لأوانه إصدار أرقام نهائية.
واوضح تحالف المشردين ان "هناك 6596 عائلة تمضي لياليها حاليا في مراكز الإيواء أو في الفنادق، وهو أعلى رقم تشهده نيويورك في تاريخها".
واعتبر التحالف ان أحداث 11 أيلول (سبتمبر) زادت من هذا الاتجاه الذي بدأ بالظهور قبل اشهر عدة بسبب زيادة عمليات الصرف من الوظائف.
وقالت رئيسة التحالف ماري بروشنان سوليفان "لقد شاهدنا بعد 11 أيلول (سبتمبر) وصول عدد من الأشخاص الذين كانوا يعملون في مركز التجارة العالمي ولكن هناك أيضا العديد من الذين تهجروا من أماكنهم" واضافت "انهم جميعا من أصحاب الرواتب المتدنية".
ومن جهته، اكد باتريك ماركي، أحد مسؤولي التحالف ان "نحو 80 ألفا من سكان نيويورك، وغالبيتهم من العاملين برواتب متدنية، فقدوا وظائفهم في تشرين الأول (أكتوبر)".
واتهم ماركي رئيس البلدية المنتهية ولايته رودولف جولياني بأنه خفض، وبشكل كبير، الموازنة المخصصة لاسكان الأكثر فقرا في المدينة.
وتابع ان "الزيادة الدراماتيكية في أعداد الذين لا مأوى لهم، حتى قبل 11 أيلول (سبتمبر)، تؤكد بوضوح الثمن المرتفع لسياسات الاخفاق والخفض في الموازنة المخصصة للإسكان".
وتشير المنظمات التي تقدم مساعدات في مجال الإسكان والغذاء والصحة في نيويورك إلى أنها سجلت ارتفاعا كبيرا من حيث الطلبات خلال الشهرين الأخيرين.
وبدوره، قال غلين ماكيني مدير التطوير في جمعية "بعثة إنقاذ نيويورك"، وهي منظمة غير حكومية، ان "الناس تتوجه إلينا في أعداد لم نرها أبدا وبلغ الطلب على الخدمات التي نقدمها من حيث الوجبات الغذائية أو الإسكان مستويات لا نعرفها عادة إلا في عز موسم الشتاء".
وكانت برجا مركز التجارة العالمي والمباني المحيطة التي أفرغت من موظفيها الذين لم يعودوا إليها بعد، تضم أيضا عددا من العاملين في الصيانة و الطباخين والسعاة.
واكتفت دائرة خدمات المشردين في البلدية والتي تبلغ موازنتها 460 مليون دولار بإصدار بيان يؤكد ان "المدينة ستستمر في صرف المبالغ الضرورية تلبية لحاجات السكان الذين لا مأوى لهم".