ايلاف- سمر عبدالملك: ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية نقلا عن مصادر أميركية مطلعة أن حوالي 360 شخصا يشتبه في انهم على علاقة بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن او بمجموعات ارهابية اخرى، معتقلون حاليا في خمسين بلد بمساعدة من وكالات الاستخبارات الأجنبية ووكالات الشرطة وبناء على طلب من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه".
وأفاد دبلوماسي اوروبي لم تكشف هويته بأن اجهزة الاستخبارات الاميركية تمارس ضغوطا هائلة تهدف الى حمل الدول الاخرى على تقاسم استخباراتها مع الولايات المتحدة واعتقال المشبوهين، حيث اكد انه "لا يمكن التخلص من هؤلاء (سي آي ايه)".
ومن بين الـ360 معتقلا حوالي& مئة& في أوروبا، أكثر من مئة في الشرق الأوسط، 30 في أميركا اللاتينية و20 قي أفريقيا.
تجدر الاشارة الى أن هذه الاعتقالات أجهضت أربع مخططات لعمليات اعتداء ارهابية من بينها خطة معممة لتفجير السفارة الأميركية في باريس.&
كما نفذ مكتب التحقيق الفدرالي "إف بي آي" برنامج اعتقالات واسع& في الولايات المتحدة& طال أكثر من 1100 شخص في اطار التحقيق حول تنظيم القاعدة الذي يشتبه في انه نفذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول(سبتمبر).. من بينهم مجموعة صغيرة يعتقد أن لديها معلومات عن الارهابيين، أما المجموعة الأكبر فتحمل جنسيات شرق أوسطية، ما زال اصحابها محتجزين بتهم خرق قوانين الهجرة.
يظهر هذا العدد المتنامي من الاعتقالات، التي تشكل جزء من الحرب "الخفية" ضد الارهاب، والتي لطالما المح الرئيس الأميركي جورج بوش اليها، درجة من التعاون الذي تحاول تأمينه الأمم الأخرى لمساعدة الولايات المتحدة في جهودها لسحق تنظيم "القاعدة".&
وأحصت الأبحاث الواسعة التي أجرتها الصحف التي تصدر باللغة الانكليزية حول العالم& 75 شخصا من الأجانب من أصل 200 معتقل اعترف بوش بهم في تصريحه قي 21 تشرين الأول (أكتوبر)، الأمر الذي يظهر تكتما ملحوظا من الادارة الأميركية& وازديادا في أعداد المعتقلين لاشتباه السلطات بتورطهم بالاعتداءات الارهابية على أميركا.
وأشارت التقارير الاستخباراتية في احدى قضايا الـ"سي أي آيه"، الى أماكن عامة يتواجد فيها مشبوهين ولديهم معلومات متقدمة عن الاعتداءات، وتبين لاحقا أن& مجموعة صغير ممن ألقي القبض عليهم اشتبهت السلطات بامكانيتهم تنظيم اعتداءات ارهابية في المستقبل.
واوردت الصحيفة مثلا لما يمكن للـ"سي آي ايه" ان تقوم به لبلوغ اهداف تحقيقاتها. فروت انه بلغ الامر بفريق من الجواسيس حد تنظيم عملية سطو على مبنى في بلد اجنبي بهدف وضع اليد على معلومات في المكان الذي كان يتواجد فيه مشبوه وذلك لان الحكومة المحلية رفضت مشاطرة الولايات المتحدة معلوماتها. وفي خلال 12 ساعة، تم تحديد مكان تواجد المشبوه واعتقل بفضل "التعاون التام" لاجهزة استخبارات البلدين.
وقال مسؤول رفيع المستوى في البيت الابيض لم يشأ الكشف عن هويته "عندما لا نتمكن من القاء قنابل او ارسال فرق كوماندوس، علينا العمل سرا لاستئصال "الارهاب"، فان اهمية العمل المشترك لاجهزة الاستخبارات تتساوى، في هذه الحال، مع اهمية قيام تحالف دبلوماسي وعسكري ضد الارهاب في افغانستان".
وساعدت الاستخبارات الأجنبية في مصر الـ"سي أي آيه" بشكل كبير، حيث أن عددا من الذين اعتقلوا في المناطق الأخرى لاشتباه السلطات بتورطهم باعتداءات& 11أيلول (سبتمبر) أرسلوا الى مصر ليخضعوا للمحاكمة أو الاستجواب على أيادي الاستخبارات المصرية المعروفة بأنها من بين أهم الوكالات وأكثرها قسوة في الشرق الأوسط، اذ تشير التقارير الى أنها تلجأ الى التعذيب في عمليات التحقيق مع المعتقلين.. الامر الذي ولد القلق لدى ادارة بوش.
وتعكس الجهود الاستخباراتية الأجنبية قلق البيت الأبيض، وزارة العدل، مكتب التحقيق الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية من أن ينفذ بن لادن وشبكته "القاعدة" اعتداءات ارهابية مخطط لها مسبقا على المنشآت الأميركية داخل البلد وخارجها في& المستقبل.
وحتى اليوم يبقى عدد العتقلين بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) الارهابية على أميركا مجهولا وكذلك هوياتهم. هذا اضافة الى الاعتقالات التي اخذتها على عاتقها بعض البلدان والتي تطال& مئات الاشخاص.