واشنطن- اعلن محام اميركي استعداده "التفكير" في تمثيل اسامة بن لادن في حال ملاحقته امام القضاء الاميركي. وقد اشتهر هذا المحامي في الولايات المتحدة بعد توليه الدفاع عن ارهابيين ذائعي الصيت امام المحاكم. ولن تكون هذه القضية الاولى من نوعها في سجل ستانلي كوهين البالغ من العمر 47 عاما.
&فهو سبق ان تولى الدفاع عن اصوليين مسلمين، كما مثل هنودا وناشطين من الجيش الجمهوري الايرلندي واعضاء في الدرب المضيء. قال المحامي في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس في مكتبه في نيويورك "لست نعامة". ويفهم من هذا الكلام ان المحامي المفعم بالحماسة والحدة، ذا اللحية الكثة والشعر الرمادي الطويل المتدلي فوق ظهره هو في الواقع من اشد المعارضين للرئيس الاميركي الحالي. واوضح "لا اخفي رأسي في الرمل تاركا جورج بوش يملي علي الخير والشر ويقول لي من المذنب ومن البريء". وينطلق كوهين من معارضته هذه الشرسة لبوش ليعرب عن استعداده لتولي الدفاع عن العدو الاول للاميركيين الذي تعتبره واشنطن المدبر لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. ويقول باندفاع ان "اي محام لا يقبل بتولي هذا الملف يكون احمق".
&ويتابع "ان القي القبض على بن لادن وتلقيت اتصالا منه او من عائلته من اجل تمثيله في المحكمة، فسوف افكر في الامر. سادرس الوقائع والظروف المحيطة بالملف، ساتحدث اليه وسآخذ قراري". واستطرد مشيرا الى ان الوقائع المنسوبة الى بن لادن الذي لم توجه اليه التهمة رسميا بتدبير اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر لن يكون لها في مطلق الاحوال تأثير على قراره. وانتقد بشدة المشروع الذي اقترحه بوش بتشكيل محكمة عسكرية خاصة تتولى محاكمة بن لادن او اعضاء في تنظيمه "القاعدة".
وقال ان "المحكمة العسكرية تشكل انتهاكا لحقوق جميع المواطنين الاميركيين. فدستورنا يمنح الجميع الحق في قضاء مدني عادل وعلني". ورأى ان محكمة مدنية دولية برعاية الامم المتحدة قد تؤمن محاكمة اكثر عدلا لبن لادن. واوضح "انني مقتنع بان شخصا يشتبه في ضلوعه في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر لا يمكن ان يحظى بمحاكمة عادلة في الولايات المتحدة، سواء امام محكمة عسكرية او مدنية".
غير ان وزير العدل الاميركي جون اشكروفت يرفض هذا المنطق. واعلن عبر محطة السي. ان.ان. الثلاثاء "حاولوا ان تتصوروا مشهد جنود قبضوا على ارهابيين في افغانستان وهم يعيدونهم الى هنا الى جانب محام متألق مترف..." ومن بين مجموعة "زبائن" ستانلي كوهين الشيخ عمر عبد الرحمن الذي يمضي عقوبة في السجن في الولايات المتحدة لتورطه في اول اعتداء على مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993. كذلك تولى الدفاع عن موسى ابو مرزوق العضو في المكتب السياسي لحركة حماس فتمكن عام 1995 من تجنيبه الطرد الى اسرائيل. ويقيم مرزوق اليوم في سوريا. وقد اعلن المحامي مؤخرا لصحيفة "اتلانتا جورنال اند كونستيتيوشن" "لقد اصبح من اصدقائي المقربين".
وتابع ساخرا "اكلمه كل شهر. وهذا يعجب كثيرا السي.اي.ايه. اذ يسمح لها بالاطلاع على اخباره وهي تتنصت على خطي الهاتفي". لكن هل انه يدرك المخاطر التي يتعرض لها؟ يقول بنبرة حاسمة "ان المسألة لا تتعلق بالشجاعة". غير انه يقر بانه لا يلقى استحسان جيرانه في الحي، وان كلبه مهدد. ويتابع بلهجة ملتبسة "اخشى على كلبي اكثر مما اخشى على نفسي". ويختم "لو اردت ان اكون طبيبا، لكنت درست الطب. انا محام، محام سياسي. هذا ما اتقنه. هذا ما اقسمت عليه".