واشنطن - من سمير القدسي: يقول المسؤولون الأميركيون إن جميع خاطفي الطائرات الأميركية الأربع الـ19 الذين نفذوا عمليات نيويورك وواشنطن يوم 11 سبتمبر الماضي دخلوا الولايات المتحدة بصورة قانونية، ولكن ثلاثة منهم كانوا تجاوزوا فترة تأشيراتهم يوم تنفيذ العملية,
ويضيف المسؤولون بناء على معلومات جديدة عن تواريخ دخول هؤلاء إلى الولايات المتحدة إن الخاطفين الـ 19 كانوا يعملون كخليتين منفصلتين، وأن الكثير من التخطيط لعمليات مهاجمة مبنى مركز التجارة العالمية والبنتاغون تم خارج الولايات المتحدة, كما يقولون إنه يعتقد أن أشخاصا آخرين ساهموا في التخطيط لهذه العمليات ولكن هؤلاء غادروا البلاد قبل التنفيذ, ويسود الاعتقاد بأن غالبية الخاطفين ربما كانوا يعتقدون حتى اللحظة الأخيرة ان العمليات ستكون عمليات اختطاف طائرات تقليدية، وليست انتحارية.
وتبين آخر المعلومات التي حصل عليها المحققون في شأن أسماء الخاطفين وتواريخ وصولهم إلى الولايات المتحدة والبلدان التي حصلوا فيها على تأشيرات دخول أميركية، أن ستة من الخاطفين الـ 19 كانوا في الولايات المتحدة قبل الربيع المنصرم، وأن الـ13 الباقين قدموا الى الولايات المتحدة في الربيع بفارق أيام فقط بين وصول كل منهم والآخر.
ونقلت صحيفة لوس انجليس تايمز عن أحد المسؤولين في وزارة العدل ان ما "يدل عليه ذلك بوضوح هو أن قدرا كبيرا من التخطيط للعمليات الإرهابية تلك تم خارج الولايات المتحدة"، مضيفا أن من "المؤكد أن أشخاصا مهمين في المؤامرة حضروا الى الولايات المتحدة قبل تواريخ دخول الـ13 بفترة أطول للقيام بأعمال جمع المعلومات والتخطيط، لكن هؤلاء لم يرغبوا في إدخال بقية أعضاء فريق التنفيذ إلا في الاشهر الأخيرة من العملية,"
ويقال إن الـ13 رجلا الذين دخلوا في الربيع الماضي، ومعظمهم سعوديون، لم تكن لديهم أية خبرة في شؤون الطيران قبل ذلك التاريخ، وأنهم دخلوا البلاد بصورة قانونية بتأشيرات مختلفة وفي أوقات متقاربة, واضافوا أن ستة من الخاطفين لم يتم حتى الآن تحديد تواريخ محددة لدخولهم الولايات المتحدة بسبب الفروقات بين أسمائهم التي وردت في سجلات الهجرة في المطارات الأميركية وسجلات قوائم المسافرين على الطائرات الأربع التي تم خطفها يوم 11 سبتمبر,
كما أن هناك حتى الآن شكاً في ما إذا كان واحد أو اثنان من الخاطفين الـ 19 قد استخدموا أسماء مزورة لدى دخولهما الولايات المتحدة وعلى متن الطائرات المختطفة عند حجز تذاكرهما, لكن المعلومات المتوفرة لدى المسؤولين الأميركيين الآن تشير إلى وجود "علاقة
مؤكدة" بين أسماء الاشخاص الـ19 الذين تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات أميركية ودخول الولايات المتحدة وبين أولئك الذين حجزوا تذاكر على الطائرات الأميركية الاربع قبل أن يقوموا بالسيطرة عليها وتدميرها يوم 11 سبتمبر الماضي, وتؤكد السجلات ما كان ذكر سابقا من أن 15 من الخاطفين يحملون جنسيات سعودية وأن اثنين منهم من الإمارات العربية المتحدة، إضافة الى المصري محمد عطا واللبناني زياد الجراح.
وتفيد المعلومات أنه يوم تنفيذ عمليات الاختطاف كان 16 من الخاطفين يقيمون اقامات قانونية في الولايات المتحدة بتأشيرات زيارة سارية المفعول، في حين أن اثنين منهم كانت انتهت تاشيراتهما ولم يطلبا تجديدها، وأن واحدا فقط، وهو سعودي، كان يحمل تأشيرة طالب مع أنه لم يلتحق بالجامعة التي كانت أرسلت اليه طلب الالتحاق والقبول.
وتورد الصحيفة إن المعلومات المتوافرة حاليا تشير إلى أن الخاطفين الـ 19 كانوا منقسمين الى خليتين رئيسييتين, الأولى وعددها ستة، بقيادة المصري محمد عطا، وهي مكونة من مواطنين عرب آخرين كانوا يقيمون سابقا في هامبورغ, وإضافة الى الأعضاء الاصليين في الخلية وهم أربعة بمن فيهم عطا نفسه، فإن الخلية تمكنت من تجنيد اثنين آخرين هما اللبناني الجراح والإماراتي مروان الشيمي, وتفيد المعلومات أن ثلاثتهم تنقلوا كثيرا داخل الولايات المتحدة وخارجها الى دول في الشرق الأوسط وأوروبا في الفترة التي سبقت تنفيذ العمليات, كما تشير أن ثلاثتهم تلقوا جميعا تدريبا على قيادة الطائرات في منطقة فلوريدا، وهم الذين سيطروا على قيادة ثلاث من الطائرات الأربع المخطوفة، الاثنتين اللتين دمرتا برجي مركز التجارة العالمية والرابعة التي تحطمت في سهول بنسلفانيا نتيجة عراك بين الخاطفين والركاب كما تبين لاحقا.
وتبين التحقيقات أن عطا والجراح حصلا على تأشيرتيهما من القنصلية الأميركية في برلين، فيما حصل الشيمي على تأشيرته من القنصلية الأميركية في دبي, وتشير المعلومات أيضا الى أن شخصا رابعا كان يفترض أن يكون الخاطف الرقم 20، وهو اليمني رمزي بنلشيب، رفض طلبه للحصول على تأشيرة أميركية مرات عدة، وأنه فار من وجه العدالة ولا يعرف مكانه الآن.
أما المجموعة الثانية المكونة من 13 شخصا، فتتشكل كلها من سعوديين كانوا يقيمون في ولايات أريزونا وضواحي مدينة سان دييغو في كاليفورنيا, وتفيد المعلومات أن شبهات حول علاقة اثنين من هؤلاء بالإرهاب، وهما خالد المحضار ونواف الحازمي، قد أدت الى وضع اسميهما في أغسطس الماضي على قائمة مراقبة فيديرالية، لكن السلطات لم تتمكن من تقفي وجودهما في الولايات المتحدة.
لكن التحقيقات لم تتمكن حتى الآن من كشف الكثير من الألغاز التي ماتت مع الخاطفين، ومنها ما اذا كان جميع الخاطفين يعلمون منذ زمن ماهية مهمتهم، وما اذا كانوا جميعا يعرفون أحدهم الآخر، وكيف تعرف قادتهم على أحدهم الآخر.
وتفترض السلطات أنه بعدما انتهى وضع التفاصيل الدقيقة للخطة، بدأ "كادر من الرجال العرب الشباب" بالوصول تباعا الى الولايات المتحدة في الربيع الماضي، أو بعد ذلك، إذ وصل عدد منهم في مايو أو يونيو الماضيين فقط، خصوصا أولئك الذين جاؤوا من السعودية أو من الامارات العربية.
وتقول السلطات ان هناك بعض التخمين من أن الخاطفين الـ13 من الخاطفين الذين وصلوا في وقت لاحق من الربيع والصيف الماضيين ربما لم يكونوا يعرفون تماما طبيعة العملية، بل ولربما دفعوا الى الاعتقاد بأن العمليات ستكون عمليات اختطاف تقليدية، لا عمليات انتحارية كما حصل.
وتفيد وزارة الخارجية الأميركية ان المعلومات تفيد أنه لم تقع أخطاء في منح أي من هؤلاء تأشيرات دخول، إذ ان أسماءهم تم فحصها ومقارنتها بقائمة من الأشخاص المتهمين بالإرهاب وغيره من الجرائم، ولم يثبت لهم أية علاقة بهذه أو تلك حين حصلوا على تأشيراتهم.(الرأي العام الكويتية)