باريس - يؤكد خبراء ومحللون ان سقوط نظام طالبان في افغانستان وحتى قتل اسامة بن لادن لا يعني درء مخاطر تنفيذ هجمات ارهابية على نطاق واسع في الولايات المتحدة او اوروبا من قبل عناصر شبكة القاعدة.
&ويؤكد جان فرانسوا داغوزان الباحث في المؤسسة الفرنسية للبحث الاستراتيجي ان "شبكة القاعدة لن تنتهي بموت اسامة بن لادن".&ويضيف الباحث الذي شارك في ندوة عقدت هذا الاسبوع في باريس ان "المنفذين هنا والاسلحة ايضا"، داعيا الحكومات الى توعية الراي العام بهذه المخاطر.
&ويقول جان لوك ماريه، وهو باحث اخر في المؤسسة الفرنسية، ان "تنظيم القاعدة مؤلف من خلايا مستقلة ستستمر في الوجود".&ويضيف ان عناصر القاعدة التي يتزعمها اسامة بن لادن والذين تلقوا تدريبات في افغانستان، تلقوا تعليمات بشأن 130 او 150 هدفا تم اختيارها قبل اربع او خمس سنوات. وترك لهذه الخلايا امر تنظيم تحركها قبل ان تضرب اهدافها.
&وعليه فانه يستحيل تفكيك هذه الخلايا عبر ضرب راسها، كما كان من الممكن ان يحدث مع منظمات ارهابية اخرى.&ويقول ماريه المتخصص في شؤون الارهاب ان هذه الخلايا الداخلة في حال "سبات" ستظل قادرة على توجيه ضربة، عدا العشرات من المنظمات الارهابية الاخرى التي لم تختف. وعلاوة على ذلك، فان معظم اعضاء هذه الخلايا معبأون ايديولوجيا ومتحمسون، ومن هنا خطرهم.
&ويقول اوليفييه ليبيك، المتخصص في اسلحة الدمار الشامل، البيولوجية والكيميائية خصوصا، ان في العالم حوالي عشر دول يمكن للارهابيين ان يصلوا بسهولة الى مخزوناتها من الاسلحة الكيميائية والبيولوجية.&وفي هذه الحال، يضيف ليبيك، "من المشروع ان نخشى فرضية حدوث هجوم بيولوجي باستخدام عناصر معدية".
&ويشدد الباحث على درجة الدراية التي لوحظت خلال الهجمات الاخيرة بالجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة، والتي تثبت حسب قوله ان تنظيم القاعدة، او ان دولة مثل العراق، يمكن ان تكون وراءها.
&وتحدث الباحث من جهة ثانية عن فرضية عدم ضلوع بن لادن في مثل هذه الهجمات مشيرا الى حديث لبن لادن مع مجلة باكستانية اعلن فيه انه يملك اسلحة كيميائية ونووية دون ان يشير الى اسلحة بيولوجية.&ولكن جنرالا فرنسيا مشاركا في الندوة قلل، ردا على تشاؤم الباحثين، من مخاطر حدوث هجمات جديدة قائلا ان "ارهاب بن لادن لا مستقبل له".
&فرد الباحثون مذكرين بالخلايا الارهابية القريبة من القاعدة التي تم كشفها في ميلانو وبروكسل، ومؤكدين ان الخلايا الاخرى، وفي ضوء هذه الاخفاقات، ستصبح اكثر حذرا وبالتالي اكثر خطورة.
&وقال داغوزان ان "الحملة العسكرية الاميركية لا تحل المشكلة تماما ونهاية طالبان لن يكون لها اي انعكاس كبير على المدى الاستراتيجي على الارهاب".