إيلاف : نبيل شرف الدين
في الوقت الذي عبر فيه أكثر من مصدر أمني عربي عن عدم رغبة البلدان التي ينتمي إليها أعضاء تنظيم "القاعدة" الذين اشتهروا باسم "الأفغان العرب" ، في استلامهم ، أو محاكمتهم خشية تداعيات هذا الأمر على الصعيدين السياسي والأمني ، بينما عبر أحد المصادر الأمنية الرفيعة عن هذا الموقف بقوله لـ (إيلاف) : "إننا نفضل استلام جثثهم ، على استلامهم أحياء" ، إلى ذلك فقد ذكرت صحيفة "وشنطن بوست" الأميركية ، نقلا عن ثلاثة مقاتلين باكستانيين ، عادوا للتو من أفغانستان أن الأفغان العرب قد احتجزوا زوجات وأطفال مئات من المقاتلين في حركة طالبان لمنعهم من الاستسلام أو الفرار من مواجهة برية بدأت بالفعل مع قوات التحالف الشمالي في مدينة "قندوز" الاستراتيجية في شمال أفغانستان .
وقال عطا محمد، قائد قوات التحالف الشمالي في قندوز ، إن حركة طالبان كانت قد وافقت بالفعل على تسليم الأفغان العرب ، قبل أن يعودوا ويتراجعوا عن هذا الموقف ، وهو ما أكده الملا خان ، وهو أحد القادة البارزين أيضا، الذي صرح لشبكة NBC بأن المفاوضات متصلة رغم بداية الحرب البرية بالفعل ، وأضاف الملا خان أن بعض قوات حركة طالبان حاولت مغادرة قندوز بالرغم من أن المقاتلين من جماعات "الأفغان العرب" الموالين لأسامة بن لادن ، قد حالوا إجبارهم على مواصلة القتال البري ضد قوات التحالف الشمالي .
وأضاف الملا خان إنه في مساء الأربعاء انشق أكثر من 300 مقاتل من مقاتلي حركة طالبان ومعهم دبابات وأسلحة ، وأضاف أنه تم تأمين مرورهم ليعودوا إلى قندهار من دون التعرض لهم بعد تسليم أسلحتهم لقوات التحالف الشمالي .
وقال الملا خان ، الذي قاد الجبهة الأمامية في كابول خلال جهود التحالف الشمالي التي استمرت خمس سنوات من أجل استرداد المناطق التي سيطرت عليها قوات حركة طالبان، " إن التحالف الشمالي لا يقبل طلب حركة طالبان بتأمين مرور المقاتلين الأجانب (الأفغان العرب) إلى قندهار أو إلى باكستان" .
ومن المعلوم أن مقاتلي "الأفغان العرب" الذين يقدر عددهم في "قندوز" بالآلاف يخشون من قيام مقاتلي التحالف الشمالي بارتكاب مذابح ضدهم على النحو الذي حدث في مدينة "مزار الشريف" ، التي عثر فيها على مقابر جماعية تضم أكثر من 600 جثة قيل أنها للأفغان العرب .
وكان الجنرال عبد الرشيد دوستم قد قال للصحفيين : "إن المعارضة مستعدة لمنح عفو لقوات طالبان المحلية الذين يسلمون أنفسهم لقوات التحالف الشمالي ، لكن "الأفغان العرب" الذين يقاتلون إلى جانبهم لن يلقوا نفس المعاملة ، بل سنتعامل معهم طبقاً للقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان" ، وكان مراسل شبكة NBC ، جيم ميكلاشفسكي، قد قال إن وزارة الدفاع الأمريكية تدرس احتجاز مسجونين من القاعدة في مراكز اعتقال في مناطق تابعة للولايات المتحدة في المحيط الهادي ، ومن الممكن أن تستخدم منطقة أو أكثر في المحيط، لم يتم تحديدها، كمسرح لمحاكمات عسكرية لإرهابيين مشتبه فيهم بموجب قرار أصدره الرئيس بوش هذا الشهر.