القاهرة : المحرر العسكري
اليوم كما يتصوره الكاتب الأميركي ، "مايكل موران" ، هو الخامس عشر من أغسطس عام 2015 ، والرئيس الأميركي يتلقى تقارير عن مهاجمة قاعدة جوية أميركية في الشرق
مقاتلات الشوارع
&الأوسط .. وتشير الدلائل إلى أن الرئيس العراقي "عدي حسين" وراء الحادث ، ويمتلك "عدي" ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية التكتيكية ، فما هي خيارات الرئيس الأميركي؟ في هذه التقرير نجيب عن هذا السؤال كما نجيب عن أسئلة خطيرة حول الأسلحة التي ستستخدمها الولايات المتحدة في الألفية الجديدة ، وفقاً لتصورات الخبراء الاستراتيجيين .
وحيال هذا الموقف ، وبعد الاستماع إلى نصائح الخبراء العسكريين وكبار الضباط ، يقرر وزير الدفاع الأميركي "دونالد رامسفيلد" استخدام "مقاتلات الشوارع" ، وهي عبارة عن مجموعة من السفن الصغيرة والسريعة ، التي تتميز بقدرتها على التسلل ، بينما تحمل على متنها فريقا قليل العدد ، وسوف تتصل تلك السفن بشبكة كمبيوتر للمعارك ، بما يسمح للقواد عليها بالتحرك والهجوم بدقة متناهية .
وقد رسم المسئولون في البحرية الأميركية تصورهم لدواعي وكيفية عمل قوات مقاتلات الشوارع في ضوء التغيرات التي ستحدث في القرن الحادي والعشرين خاصة وأن السفن التي عرفت في فترة الحرب الباردة لن تواكب تلك التغيرات.
وضمن تلك السفن سفينة هجوم بالصواريخ سريعة التحرك تم بناؤها على طوف وأطلق عليها اسم "سي لانس" بخلاف بارجة أخرى محملة بصواريخ "توما هوك" . ويمكن أن تعمل "سي لانس" مع غواصات صغيرة الحجم بدون قائد ، وتحمل طائرة هجومية سريعة الحركة على متنها1000 جندي ومعداتهم وتتحرك بسرعة تصل إلى خمسين عقدة بعيدا عن مناطق المعارك .
ويبلغ سعر سفينة "سي لانس" او "كورس اير" مئات الملايين من الدولارات فقط في حين أن سعر الحاملة "نيميتز" 4 مليارات دولار. وتمنح هاتان السفينتان البحرية الأميركية فرصة الاقتراب من المياه الساحلية للدولة العدو دون أن تخشى الصواريخ المتقدمة التي قد تستهدف طائراتها. كما ستوفر للولايات المتحدة غطاء جويا أثناء عمليات نشر القوات مثل بعثات حفظ السلام في هاييتي او تيمور الشرقية.
الثغرة
ويذكر "ويليام توركوت" رئيس قسم صنع قرار الأمن القومي في كلية الحرب البحرية -نافال وور- في ولاية "رود ايلاند" انه يمكن بالاستعانة بعدد من مقاتلات الشوارع ركوب مخاطرة اكبر وتشتيت التصويب بالنسبة للعدو في حين يرى "أرت سيبر وسكي" رئيس الكلية وهو من اشد المؤيدين لمشروع مقاتلات الشوارع, أن تلك السفن سوف تسد الفجوة بين الأساطيل الضخمة التي ظهرت أثناء الحرب الباردة للاشتباك مع البحرية السوفيتية في المياه العميقة والحاجة إلى قطع بحرية جديدة تناسب عمليات القرن الحادي والعشرين والتي ستهدف في الغالب ضرب الأهداف في عمق الدولة.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نشرت الأسبوع الماضي أن تقرير "رامسفيلد" سوف يوصي بتوقف البحرية الأميركية عن بناء الحاملات العملاقة مثل "نيميتز" ، والتي ظلت لأجيال درة الأسطول الأميركي ، وصاحبة البند الأكبر من الميزانية ، كما سيوصي التقرير بتحويل الميزانية لبناء حاملات اصغر ، يمكن للبحرية أن تخاطر بالاقتراب بها من سواحل دولة العدو .
ويتفق هذا الاتجاه مع ما نادى به "سيبر وسكي" لسنوات من استحالة المخاطرة بإرسال حاملة من طراز" نيميتز" إلى الخليج العربي في زمن التسابق على التسلح. ولكن نوابا في الكونجرس الأميركي دافعوا عن الحاملات العملاقة ومن بينهم ممثلو فيرجينيا حيث يوجد مقر "أسطول الأطلنطي" التابع للبحرية الأميركية في ميناء نورفولك وكذلك شركة بناء السفن "نيوبورت نيوز" التي فازت بعقد بناء الحاملة CVN-77 وهي احدث طرز الحاملة "نيميتز".
وقد سارع "سيبر وكسي" والمؤيدون الآخرون للتأكيد على أن "كورس اير" لن تحل محل حاملات الطائرات العملاقة.
إلا أن أيا من تلك السفن لن تستطيع أن تحل محل الحاملات الشبيهة ب"نيميتز" في القريب العاجل. حتى لو كانت السفينة CVN-77 الوحيدة من نوعها ,فإنها ستنضم إلى تسع حاملات أخريات ظهرت منذ عام 1975. وبالنظر إلى أن العمر الافتراضي للسفن العملاقة في الخدمة هو 50 عاماً ، فان الحاملات من عينة "نيميتز" ستظل ضمن الأسطول لبعض الوقت في القرن الواحد والعشرين .
&
&
&