شيء ما يجري في مخيم عين الحلوة الفلسطيني وحوله ,,, فـ "الكانتون" الفلسطيني الاكبر في لبنان، القريب من مدينة صيدا حقق صعوداً لافتاً الى الواجهة مع الحرب الاميركية على الارهاب وبعدما تحدث رئيس الولايات المتحدة جورج بوش عن حركة "عصبة الانصار" كمنظمة "ارهابية" تختبئ في هذا المخيم، الذي شهد في مرحلة لاحقة "قرقعات" امنية تجلت في القاء قنبلتين قرب حاجز للجيش على بوابته الرئيسية.
وبدا اخيراً ان ملف هذا المخيم، المقفل في وجه السلطة اللبنانية لاعتبارات اقليمية، فتح مع تحذيرات قاسية اطلقها الجيش، بدت بمثابة انذار مفتوح على احتمالات شتى وافضت الى تحرك "سياسي" لـ "سلطة" عين الحلوة، المتمثلة بالفصائل العشرة، التي بدأت اتصالات داخلية شملت فعاليات المخيم و"خارجية" في اتجاه السلطة اللبنانية، والهدف تشكيل مرجعية تأخذ على عاتقها ضبط الامن وتكون مسؤولة امام الاجهزة اللبنانية.
ورغم ذلك، لم يكن مضى ساعات على عودة وفد "الفصائل العشرة" من وزارة الدفاع في سابقة املتها تلك التطورات حتى اعلن عن القاء قنبلة على بعد نحو 12 متراً من الحاجز "المتقدم" للجيش على المدخل الرئيسي للمخيم، الامر الذي عزز الاعتقاد ان هذا "الحراك" الامني والسياسي في المخيم وحوله ربما يكون خطوة في سيناريو متعدد الفصول.
هذا الانطباع ولد اسئلة عدة من بينها : هل يتحول مخيم عين الحلوة "دفعة على حساب" اللوائح الاميركية للارهاب، أم ان اللحظة الاقليمية ـ الدولية الراهنة صارت ملائمة لاقتصاص السلطة اللبنانية من "الكانتون" الذي تحول ملجأ للهاربين من العدالة؟
هل تحذيرات الجيش اللبناني هي لـ "رفع العتب" بعدما بلغ الارتجاج الامني الذي يتسبب به المخيم حداً يصعب معه السكوت ام ان ما يجري ليس سوى مقدمات لتحضير الرأي العام ايذاناً بفك استعصاء عين الحلوة على السلطة اللبنانية؟
ازاء هذه الاسئلة لم يعد مهماً السؤال : من يرمي المتفجرات؟ فالاهم ان القنابل اصبحت تحوط مصير عين الحلوة بـ "دخان" كثيف لا يمكن تبديده الا في ضوء معرفة اتجاه الريح في المنطقة المترنحة بين "ممانعة" الحد الادنى للحملة الاميركية والسعي الى اعلان النوايا الحسنة للتعاون في مكافحة الارهاب.
وفي "الوقت الضائع" سجل اكثر من تطور لافت على الجبهة المستنفرة في عين الحلوة، منها:
?& قيام وفد فلسطيني بزيارة وزارة الدفاع اللبنانية للمرة الأولى، التقى خلالها وزير الدفاع خليل الهراوي، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، ومدير المخابرات العميد ريمون عازار.
واشارت المعلومات الى ان الوفد سمع كلاماً واضحاً مفاده ان فعاليات المخيم مطالبة بضبط الامن فيه ومنع التعديات على المدنيين والعسكريين والحؤول دون اي اختراقات.
?& انعقاد اكثر من اجتماع بين التنظيمات الفلسطينية في المخيم في مقر "الكفاح المسلح" وسواه وبحضور ممثل عن "عصبة الانصار" هو شقيق "اميرها" الشيخ ابو طارق.
وقال متابعون ان مشاركة ممثل لـ "عصبة الانصار" في اجتماعات علنية، والى جانب "منظمة التحرير"، هو تطور الاول من نوعه.
?& ان تلك التحركات جاءت بعد موجة من القاء القنابل على مقربة من حواجز الجيش اللبناني في محيط المخيم، الا انها لم تحل دون توقف هذا المسلسل بعدما اعلن يوم الخميس عن متفجرة جديدة.
في ضوء تلك الوقائع يصبح مبرراً القول ان شيئاً ما غير عادي يجري في مخيم عين الحلوة وحوله، ربما تمهيداً لشيء آخر ,,, غير اعتيادي.(الرأي العام الكويتية)