موسكو ـ من سلام مسافر: اكد وزير الخارجية الروسي ان حركة طالبان "لم تدمر بعد", ولفت ايغور ايفانوف الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي، الى ان "نظام طالبان يتلقى الى الآن دعما كبيرا من الخارج", وقال: "حتى بتدمير طالبان، فان مشكلة الارهاب لن تنتهي",
بدوره عبر جورج روبرتسون، الذي اجرى اول من امس مباحثات في موسكو، وصفت بانها تهدف الى توسيع التنسيق بين موسكو والاطلسي، عن الاعتقاد بان قوات "طالبان" انسحبت "لكنها لم تدمر"، وقال: "من السابق لاوانه الجزم بان طالبان انتهت", واشار الى ان مجالات التعاون بين روسيا والحلف "لا تقتصر على محاربة الارهاب",
الى ذلك، اوضح الجنرال فاليري مانيلوف نائب رئيس الاركان الروسي السابق، "ان الطالبان حاذقون في استخدام المغارات والكهوف وطرق القوافل السرية", وقال الجنرال الذي حارب في افغانستان: "من الصعب العثور على مقاتلي الحركة وانصار اسامة بن لادن، فهؤلاء لن يستسلموا وسيقاتلون حتى النهاية".
ويقدر مانيلوف عدد المقاتلين "الاجانب" في صفوف طالبان بين 20 الى 40 الفا, وقال ان "لا سبيل اخر امام القوات الاميركية وقوات تحالف الشمال الا تدميرهم", وتوقع لجوء قوات "طالبان" الى تكتيك "حرب العصابات", واكد ان "من المبكر القول ان الحرب الاهلية تضع اوزارها في افغانستان",
ويرى المحلل العسكري الجنرال فلاديمير سليبشكينو، ان الولايات المتحدة ربما تفضل "تذويب" بن لادن وقادة "طالبان" على ان تلقي القبض عليهم احياء، "لان واشنطن لا تريد ازالة الغموض الذي يحيط بالهجمات ضد نيويورك وواشنطن", ويقول ان هجمات 11 سبتمبر كانت ايذانا بدخول العالم مرحلة جديدة من تاريخه "سيشهد فيها حروبا غير مسبوقة".
ويعتقد الجنرال سليبشينكو، ان الذين شنوا الحرب على اميركا لم يخترعوا سلاحا جديدا "فهذا ردهم على تطور ثوري لوسائل الحرب تجسد في الحملتين العسكريتين الاميركيتين على العراق ويوغوسلافيا عندما دمرت الولايات المتحدة البنى التحتية للبلدين بهجمات جوية وصاروخية", ويؤكد ان اهم ما يميز الحرب الارهابية الجديدة عن الحرب الكلاسيكية انها تحقق نتيجة مدهشة وفجائية عبر ضربات عدة غير عسكرية مع اخفاء الهدف السياسي المطلوب تحقيقه باستخدام وسائل العنف "المبتكرة",
ويعبر المحلل العسكري، الذي كان يترأس فريقا من الخبراء في الاستخبارات العسكرية السوفياتية (غرو) عن قناعته بان بلدانا كاملة ومنظمات دولية قديرة، وليس بن لادن وراء الهجمات على اميركا, ويقول: "جرت الاستعانة بالخبراء العسكريين والمدنيين والاقتصاديين والعلماء, ويمكن القول من دون مبالغة ان هيئة اركان حرب لا ندري هويتها وضعت خطة لعملية ارهابية غير مسبوقة وضبطت آلية تنفيذها",
ويضيف: "الى الآن لم يفسر الاميركيون، كيف ومن قام بتعطيل الدفاعات الاميركية في شمال اميركا, فنظام الدفاع الجوي هناك لم ينتبه مثلا الى ان طائرة الركاب التي اقلعت من بوسطن، استمرت في تغيير اتجاه وارتفاع طيرانها طيلة ساعة كاملة تقريبا، وهو ما يعد مخالفة صارخة لنظام الحركة الجوية، قبل ان تصدم احد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وصدمت الطائرة الثانية البرج بعد 18 دقيقة",
ويقول: "تم ايضا تعطيل نظام الدفاع الجوي الخاص بوزارة الدفاع التي صدمت مبناها طائرة اخرى", ويتساءل: "هل هذا مجرد اهمال او تقصير ام خيانة ؟"
ولا يستبعد المحلل العسكري تعرض مخزن من مخازن النفايات النووية ومصنع من المصانع الكيمياوية لهجوم مماثل, ويقول ان هذه المنشآت الموجودة في جميع بلدان العالم تقريبا تفتقر الى الحماية المطلوبة, ويشير الى ان العالم لا يعرف عمن تبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها "لان من دبروا ونفذوا الهجمات بطائرات الركاب المختطفة ليسوا في افغانستان".
ويقول: "مهما طالت عملية القصف الجوي التي تستهدف الكهوف في افغانستان، فان لا بد اخيرا من الزج بالبشر في المعركة، ولا بد من سقوط قتلى بين صفوف القوات الاميركية",
ويشكك في ان قوات الاطلسي تستطيع التغلب على جيش "طالبان", وبرأيه فان جنديا رث الهيئة من جنود الحركة "متعصب لدينه ويحمل رشاش كلاشنيكوف لا بد ان يخذل صاروخا يبلغ ثمنه مليون دولار".
ويتفق وزير خارجية الاتحاد السوفياتي السابق مع الاعتقاد السائد لدى لفيف من الخبراء والامنيين الروس بان وراء هجمات نيويورك دولا ومنظمات وليس بن لادن, وقال الكسندر بيسمرتنيخ في ندوة تلفزيونية ان هناك اوجه شبه بين ما حدث بعد مقتل الرئيس الاميركي السابق جون كنيدي وبين ما حدث بعد 11 سبتمبر "فعندما قتل الرئيس الاميركي نشرت بعد يومين صورة للقاتل المفترض لي هارفي اوزفالد وزوجته البيلاروسية، وكان ذلك تلميحا الى اثر سوفياتي في الاغتيال",
واضاف: "ما كاد ينهار برجا التجارة العالمي حتى ظهرت صورة بن لادن,,, وكان الاميركيون امضوا اكثر من عامين في محاولة القضاء عليه بتهمة تفجير سفارتين في افريقيا وتفجير سفينة حربية في اليمن, اما الموساد الاسرائيلي فيبحث عنه منذ العام 1992".
ويتابع: "تشهد العملية الهادفة الى تصفية بن لادن تطورا خطيرا، فهم يحاولون ان يضعونا جميعا داخل لعبة قد تستغرق 15 او 20 سنة بدعوى ان هناك قوى شريرة وفظيعة تريد تدمير العالم وعلينا الاحتماء بقوة كبرى تريد تخليصنا من هذا الشر وعلينا جميعا الانصياع الى هذه المعادلة تحت لافتة اهون الشرين",
ويصف بيسمرتنيخ هذه الحالة بانها تضع البشرية امام خيارين مصطنعين: اما ان تكون مع اميركا او ضدها, ويقول: "ولان من المقدر ان تستغرق هذه اللعبة عشرات السنين فانه يجب ان يبقى بن لادن وانصاره احياء طوالها والا فانه في حال قتله او اعتقاله ستختفي القوة الشريرة وعندها سينهار الائتلاف الذين شكله الاميركيون ليضمون جميعا تحت خيمتهم",
ولا يستبعد الوزير السابق، الذي يترأس حاليا رابطة السياسة الخارجية، وتضم لفيفا من وزراء خارجية سابقين من مختلف الدول، ان تجبر حال الرعب الناس على طرح حريتهم جانبا والاحتماء في كنف "دولة بوليسية", ويقول: "اذا حدثت عمليات ارهابية اخرى، فقد تمنح اجهزة الاستخبارات في ما يسمى بالعالم الحر صلاحيات استثنائية".(الرأي العام الكويتية)
&