لندن: عمار الجندي - دعا الامير تشارلز، ولي العهد البريطاني، والامير محمد الفيصل، الى تمتين العلاقة بين الاديان السماوية خصوصاً ان قيماً روحية ومثلاً سامية عدة تجمعها.
جاء ذلك بمناسبة افتتاح مشاريع اجتماعية وثقافية أزاح الاميران الستار عنها في مسجد شرق لندن، يعتبر من اقدم المساجد البريطانية، تلتها حفلة إفطار تصدر ضيفا الشرف المشاركين فيها. ولفت ولي العهد البريطاني الى القواسم المشتركة الكثيرة التي يلتقي عندها المسلمون والمسيحيون واليهود، موضحاً أن التعرف على الحقائق الدينية كفيل بوضع حد نهائي لاساءة الفهم وتشويه صورة الآخر. واعتبر الامير تشارلز أن العلاقات الطيبة التي حافظ عليها المسجد مع الكنيس الذي يجاوره، هي بمثابة مثال يُحتذى في التعايش بين الاديان وإثراء حياة أتباعها بصورة متبادلة. وأكد أن المسلمين والمسيحيين واليهود يشتركون في قناعات دينية عديدة، فضلاً عن "قيم اجتماعية رئيسية" من قبيل "الايمان بالعدالة والبحث عن الحقيقة الاعظم واحترام العائلة والمجتمع". واضاف أن "الحقيقة ليست حكراً على أحد"، موضحاً أن إدراك ذلك هو "الخطوة الاولى نحو الحكمة الحقيقية، وهو ضربة قاصمة للشك وإساءة الفهم اللذين يميزان غالباً العلاقات العامة بين أديان مختلفة". ومن جهته شدد الامير محمد الفيصل آل سعود على ضرورة سعي المسلمين البريطانيين الى إفادة المجتمع بمختلف فصائله والافادة منه في علاقة تقوم على الايثار والمحبة. واعتبر أن هذا التواؤم بين الاسلام والاديان السماوية الاخرى مستقى من صلب الدين الحنيف. وأشاد بالمشاريع الجديدة التي أطلقها مع الامير تشارلز، خصوصاً أنها تجسد الرغبة بتقديم مساهمة فعالة للمجتمع ككل على غير صعيد اجتماعي وثقافي وروحي.
وكان الاميران قد افتتحا رسمياً مشروع بناء "المركز الاسلامي" الذي سيكون ملحقاً بالمسجد. وسيقدم قسم "الفنون الاسلامية التقليدية والتصويرية" التابع لـ"مؤسسة الامير تشارلز" جملة من الخبرات الضرورية في مجال التصميم والعمارة للمشروع الجديد الذي تقدر كلفته بعشرة ملايين جنيه إسترليني. ويهدف المركز المتعدد الاغراض الى تزويد المنطقة بمرافق تعليمية وإجتماعية، وصولاً الى تنشيط المنطقة وتمتين عرى التعاون بين سكانها بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الاثنية.
وفيما أزاح ولي العهد البريطاني الستار عن مشروع بناء مساكن للعائلات المسلمة في موقع متاخم للمسجد، فقد تفقد بصحبة الامير محمد الفيصل آل سعود ضمن الجامع معروضات من انتاج قسم الفنون الاسلامية في مؤسسته، كما تعرف على عمل جمعيات تربوية واجتماعية إسلامية في المنطقة كانت إحداها معنية بشؤون المرأة. وعدا عن الترحيب الذي لقيه الامير تشارلز من مجموعة من الشخصيات الاسلامية في بريطانيا، كان بينها يوسف بيلوك، رئيس "المجلس الاسلامي البريطاني" وإقبال ساكراني، فقد التقى اثناء جولته مع الامير محمد الفيصل طلاباً وطالبات وعدداً من القائمين على المشاريع المختلفة. وقد حرص ولي العهد البريطاني خلال زيارته التي استغرقت قرابة ساعتين ونصف الساعة على مصافحة الكبير والصغير وتبادل الحديث مع من أمكن من مستقبليه المسلمين الآسيويين، على رغم البرد اللندني القارس. واللافت أن عدداً ممن احتشدوا للقائه، كانوا صغاراً أنفق الامير تشارلز بعض الوقت في التودد إليهم وسؤالهم عن مدارسهم.(الشرق الأوسط اللندنية)
&