&كتماندو& - خرق المتمردون الماويون في النيبال وقف اطلاق النار المستتب منذ اربعة اشهر مطلقين سلسلة من الهجمات ادت الى سقوط 34 قتيلا على الاقل من رجال الشرطة والجنود، وفق ما اعلن مسؤولون حكوميون اليوم السبت. وادت العملية الاكثر دموية الى مقتل 14 شرطيا في اقليم سيانغج على مسافة 225 كلم غرب كتماندو، حيث القيت قنبلة مساء الجمعة حسب مسؤولين في وزارة الداخلية.
كذلك قتل عشرة شرطيين وستة جنود في اقليم دانغ على مسافة 320 كلم جنوب غرب العاصمة، حين فجر المتمردون مروحية في مطار سورخت الواقع على مسافة 460 كلم جنوب غرب كتماندو، حسب ما اوردت الاذاعة الوطنية.
وانفجرت المروحية الروسية الصنع التابعة لشركة الخطوط الجوية الاسيوية بعد قطع الكهرباء عن المطار بهدف تسهيل الهجوم على مستودع للوقود على ما يبدو. وادت العملية الى تدمير مروحيتين اخريين جزئيا. كذل القيت قنبلة على مبنى اداري في مدينة هيتودا على مسافة تسعين كلم جنوب العاصمة النيبالية، كما انفجرت قنابل في اقليمين جنوب شرق البلاد وفي مدينة بخارى السياحية في الغرب، في هجوم منسق على ما يبدو.
&وافادت الشرطة ان هذه العمليات لم تسفر عن ضحايا. وعقد رئيس الوزراء شير بهادور دوبا اجتماع عاجلا مع الملك غيواندرا بعد سلسلة الهجمات. وانتفض الماويون النيباليون عام 1996 في محاولة لاطاحة الملكية الدستورية، فخاضوا معارك ونفذوا اعتداءات ادت الى سقوط حوالي 1800 قتيل. وشكلوا قوة تضم حوالي 8500 مقاتل مدربين تدريبا جيدا ومدعومين من 15 الف "متطوع" يتقاضون اجرا. وقاوم المتمردون الشرطة، فعمدت حكومة كتماندو الى تشكيل قوة خاصة من 15 الف رجل لمحاربتهم.
&وتم الاتفاق على وقف اطلاق النار في تموز/يوليو الماضي مع تسلم رئيس وزراء جديد السلطة في كتماندو. وكان غيريجا براساد كوارالا سلف دوبا اضطر الى تقديم استقالته بعدما اتهم بالضعف حيال المتمردين. وجرت منذ ذلك الحين ثلاث جولات من المفاوضات، غير انها لم تسمح بتحقيق اي تقدم.
&وحذر رئيس الحزب الماوي بوشبا كمال دهال المعروف بلقب براشاند هذا الاسبوع من ان الهدنة "قد تصبح بلا هدف" ان لم تحرز المفاوضات اي تقدم. ولم يصل براشاند الى اعلان سقوط الهدنة، غير ان الماويين اعلنوا الجمعة اضرابا عاما في 7 كانون الاول/ديسمبر. ورد رئيس الوزراء متهما المتمردين بالتراجع عن تعهدهم بالمشاركة في اجتماع رابع من اجل وضع حد لست سنوات من التمرد. وقال دوبا الخميس ان "الحكومة تبقى على استعداد لعقد جولة رابعة من المفاوضات مع الماويين من اجل التوصل الى تسوية سلمية. لكن القادة الماويين بدأوا يدعون ان الحكومة غير جدية في ما يتعلق بهذه المفاوضات، وهذا غير صحيح".
&وحذر وزير الداخلية خوم بهادور خدكا من جهته بان الحكومة ستعيد نشر قوات امنية لمواجهة المتمردين ان انتهكوا وقف اطلاق النار. وتعثرت المفاوضات عند مطالبة المتمردين بقلب الملكية المستتبة منذ اكثر من قرن واحلال الجمهورية. واعلنوا في مطلع الشهر انهم جمدوا طلبهم هذا قبل جولة المفاوضات الرابعة المقرر عقدها خلال الاسابيع المقبلة، غير انهم اصروا على تشكيل جمعية تاسيسية لوضع دستور جديد، وهو امر ترفضه الحكومة.