&القدس- طاردت اسرائيل الفلسطيني محمود ابو هنود، القائد العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية على مدار السنوات الثماني الاخيرة، في زمن السلم وزمن الحرب، حتى نالت منه اخيرا عندما اغتالته واثنين من مساعديه وحولتهم الى اشلاء بصواريخ مروحياتها العسكرية. وسقط ابو هنود (34 عاما) المولود لعائلة مزارعين من بلدة عصيرة الشمالية المجاورة لمدينة نابلس، في قرية ياصيد القريبة ايضا، عندما طاردته ومساعديه مروحية عسكرية اسرائيلية امطرت السيارة التي كانوا يستقلونها بوابل من صواريخها.
واستنادا الى شهود فان ابوهنود، خريج كلية الدعوة واصول الدين في جامعة القدس، نجح في مغادرة السيارة ، لكن مروحية الاباتشي واصلت مطاردته واصابته صواريخها مباشرة في جسده الذي تحول اشلاء. وتنهي عملية الاغتيال التي اعترفت بها اسرائيل رسميا، رحلة طويلة من المطاردة الاسرائيلية المستمرة للناشط الاسلامي الذي تحول خلال ثمانية اعوام الى قائد الجناح العسكري لحركة حماس.
&وتعود جذور الحملة الاسرائيلية هذه الى نهاية العام 1994، بعد وقت قصير على البدء في تطبيق اتفاق اوسلو وتشكيل سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة. عندها، باشر ابو هنود الذي يصفه اقرانه بانه، هادىء الطبع، مهذب ومتوسط الذكاء، اولى هجماته باطلاق النار على دورية عسكرية اسرائيلية في وادي الباذان قرب نابلس. بعدها اصبح المعارض الاسلامي لاتفاقات الحكم الذاتي مطاردا ايضا من قبل اجهزة الامن الفلسطينية واعتقل لفترة وجيزة قبل ان يطلق سراحه ويعود مجددا للعمل العسكري الذي تتبناه حركة حماس ضد اسرائيل .
&وعاد اسم ابو هنود الى الاضواء في عام 1997 بعدان اتهمته اسرائيل بتجنيد فلسطينيين من قريته نفذوا عمليات انتحارية في اسرائيل، وشن الجيش الاسرائيلي في حينه حملة مطاردة جديدة ضد ابوهنود واخضع عصيرة الشمالية لحصار مشدد عدة ايام. وتتهم اسرائيل ابو هنود بالمشاركة في عمليات انتحارية في القدس اسفرت عن مقتل نحو 20 مدنيا عام 1997.
وتعرض ابو هنود في آب/اغسطس 2000 لعملية فاشلة نفذتها وحدة خاصة من الجيش الاسرائيلي كانت تريد القاء القبض عليه او قتله ولكنه اصيب بجروح وتمكن من الفرار قبل ان يستسلم للشرطة الفلسطينية. وكان هذا الهجوم الفاشل ضد ابو هنود في آب/اغسطس عام 2000 نكسة للجيش الاسرائيلي الذي خسر في حينه ثلاثة من جنوده بعد ان اطلق جنود اسرائيليون النار على زملائهم عن طريق الخطأ. واستنادا الى مسؤولين فلسطينيين، كان ابو هنود فر من سجنه في نابلس في ايار/مايو 2001 خلال غارة شنتها مقاتلات اسرائيلية على السجن.
واصيب يومها بجروح في هذه الغارة. وكانت اسرائيل ابعدت ابو هنود الى لبنان عاما واحدا في 1992 مع 412 ناشطا آخر زعمت انهم من حركتي حماس والجهاد الاسلامي المعارضتين لعملية السلام. وبعد عودته، اعتقلته السلطات الفلسطينية ولكنه تمكن من الفرار بعد ان خدع حارسه. واعتبر آفي بازنر لمتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اليوم السبت ان تصفية المسؤول في حركة المقاومة الاسلامية حماس محمود ابو هنود "احد ابرز الانتصارات التي حققتها اسرائيل في حربها ضد الارهاب".
&وقد ادت استراتيجية اغتيال الناشطين الفلسطينيين المشتبه بتورطهم في هجمات ضد الاسرائيليين الى مقتل اكثر من 60 شخصا منذ ان قامت اسرائيل بتنفيذها في تشرين الثاني/نوفمبرعم 200. ونفذت العملية قبيل قدوم مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز والجنرال المتقاعد انطوني زيني وسيغادر المبعوثان الاميركيان واشنطن الاحد الى الشرق الاوسط بهدف المساهمة في التوصل الى وقف اطلاق نار بين اسرائيل والفلسطينيين.