القاهرة : إيلاف
قال عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن "مؤتمر حوار الحضارات" الذي تنظمه الأمانة العامة للجامعة ، والذي سيبدأ أعماله صباح غد ويستمر لمدة يومين بهدف التوصل الي برنامج عمل لمواجهة الحملة التشويهية التي يشنها الغرب الآن علي الثقافة والهوية العربية والحضارة الاسلامية.. وذلك من خلال مشاركة أكثر من 75 شخصية عربية بارزة في الفكر والثقافة والأدب.
أضاف موسي في لقائه مع الصحفيين ان المؤتمر هو الأول من نوعه في تاريخ جامعة الدول العربية. حيث كان من الضروري ان يعقد مثل هذا المؤتمر كوقفة جادة في مواجهة الهجمة التي تشن حاليا والتي تصاعدت منذ 11 سبتمبر الماضي ضد الثقافة العربية والحضارة الاسلامية. مشيرا الي أن هذه القضية لم تكن جديدة. حيث ظهرت بعض النظريات في الغرب تتحدث عن صراع الحضارات بعد انتهاء حقبة الحرب الباردة. الا انها تصاعدت وتحولت من النظرية الي الممارسة في أعقاب أحداث نيويورك وواشنطن وأصبحت هناك ممارسات مستمرة ضد العرب في الخارج لمجرد كونهم عربا وزادت خطورة الموضوع مع صدور بعض القوانين التي تستهدف العمل السريع دون مراعاة ضوابط العمل القانوني. الأمر الذي يمكن معه القول بأنه أصبح هناك تهديد مباشر ضد العرب في الخارج.. خاصة وأن قضية صراع الحضارات أصبحت قضية مطروحة في الخارج في الاعلام والجامعات ومراكز البحوث بحيث يمكن القول بأنه أصبح قضية تمثل فكر الأغلبية وينفذها البعض.
أضاف عمرو موسي بأن جلسات العمل التي تستمر علي مدي يومين سوف تتناول تقييم الوضع الراهن من خلال مناقشة الأوراق التي تبلغ حتي الآن ثلاثين ورقة عمل. ووضع خطة التحرك علي المستويين الداخلي والخارجي وكذلك الدور الذي ينبغي أن تقوم به المؤسسات الاعلامية والتعليمية والثقافية المختلفة في العالم العربي لاظهار الصورة السليمة عن العرب والهوية العربية والجوهر الحقيقي للدين الاسلامي.. وأيضا كيفية التحرك والتواصل مع المؤسسات الثقافية والاعلامية في مختلف دول العالم.. الأمر الذي سوف يتطلب تفعيل التوصية التي أصدرها وزراء الاعلام العرب في اجتماعهم الأخير في بيروت بضرورة انشاء محطة فضائية عربية توجه للخارج.
يبحث المؤتمر كذلك كما يقول الأمين العام للجامعة. كيفية مشاركة المثقفين والمفكرين العرب في هذه المهام وما هو الدور الذي يجب أن يناط به لهم وأيضا سبل التنسيق في هذا الأمر بين الجامعة العربية والمنظمات الدولية والاقليمية والاسلامية المعنية وأيضا مع منظمات المجتمع المدني ومراكز الدراسات والأبحاث.
قال موسي بأن هذا المؤتمر هو بداية التحرك العربي في هذا المجال حيث يبدأ بالحوار مع الذات كخطوة أولي يتبعها خطوات لتوسيع الحوار فيما بعد في الإطار الاسلامي ثم علي المستوي الدولي بمشاركة مثقفين ومفكرين يمثلون الحضارات والثقافات المختلفة.
قال موسي ان الجامعة وجهت الدعوة الي عدد من ممثلي عرب المهجر في الولايات المتحدة وأوروبا وأيضا ممثلي المنظمات الاسلامية الكبري في هذه البلاد.
أضاف الأمين العام ان توصيات المؤتمر سوف يتم عرضها علي القمة العربية القادمة في مارس القادم بلبنان لبحثها ووضعها موضع التنفيذ. وان كانت هناك بعض التوصيات التي سوف يتم التحرك فيها سريعا عقب انتهاء المؤتمر. مشيرا الي انه بالنسبة للمشكلة الكبري وهي التمويل فان الأمانة العامة للجامعة قد أنشأت صندوقا خاصا لهذا الغرض وقد بدأت التبرعات بالفعل من جانب بعض الدول والجهات العربية.. خاصة وأن هذه القضية سوف تحتاج الي وقت وسنوات كثيرة نظرا لأهمية الموضوع حيث سيكون هناك خطة عمل علي المدي القصير والمدي المتوسط والطويل.
ومن أهم الشخصيات المشاركة في المؤتمر الأمير الحسن بن طلال ولي عهد الأردن السابق وغسان سلامة وزير الثقافة اللبناني وعلي عتيقة أمين عام ملتقي الفكر العربي وعدد من الوزراء السابقين الدكتور أحمد الربعي والدكتور محمد الرميحي من الكويت والدكتور كمال أبو المجد من مصر وطاهر المصري وكامل أبو جابر من الأردن ومحيي الدين عميمور من الجزائر .
&