دمشق ـ من جانبلات شكاي: قال ممثل "الاتحاد الوطني الكردستاني" في سورية عادل مراد، ان احد النواب الاردنيين يقيم علاقات مع "القاعدة"، و"تم التأكد من ذلك عبر الاتصالات الهاتفية الفضائية التي كان يجريها الى فترة قريبة وفي شكل شبه يومي مع عبد المنعم ابو حليمة" المشهور بـ" ابو بصير"، احد ابرز "الافغان العرب" المنضويين حاليا تحت جناح "جند الاسلام" في كردستان العراق.
وناشد المعارض العراقي، في حديث مع "الرأي العام"، اهالي القتلى من "الافغان العرب" الذين سقطوا خلال المواجهات التي جرت نهاية سبتمبر وبداية اكتوبر الماضيين، بين "الاتحاد الوطني" و"جند الاسلام"، التوجه الى كردستان العراق من اجل التعرف على الجثث واستلامها، موضحا ان الاتحاد لم يتعرف على الهويات الحقيقية للقتلى، "لكن اقاربهم لا بد وانهم عرفوا بالامر عبر الاتصالات الهاتفية الفضائية التي نجح الاتحاد الوطني بالتصنت على بعضها".
واكد مراد ان المعلومات المتوفرة لدى تنظيمه، اضافة الى اعتراف العديد من الاردنيين بان اقارب لهم قتلوا في كردستان، "دليل قاطع على وجود افغان عرب ومن جنسيات مختلفة تقاتل الى جانب جند الاسلام، خلافا لما ادعاه اخيرا زعيم وحدة الحركة الاسلامية في كردستان العراق الملا علي عبد العزيز من طهران وابنه احسان من لندن".
ورفض مراد الكشف عن اسم النائب الاردني، لكنه اكد انه "كان يتحدث من منزله الواقع في جبل عمان يوميا مع ابو بصير" الاردني من اصل فلسطيني، و"قد اعطينا اسمه للسلطات الاردنية، وقبل ذلك سجلنا كل المكالمات التي استطعنا التنصت عليها, وطبيعة الاتصالات التي كان يجريها ابو بصير مع النائب الاردني، تؤكد تورط الاخير في تنظيم القاعدة، لان النائب الموجود في عمان كان يتبادل المعلومات مع الافغان العرب في كردستان، ولا ندري ماذا كان يفعل بهذه المعلومات، وذلك طبعا لا يعني انه كان عقدة وصلهم الوحيدة مع تنظيم القاعدة لان الافغان العرب في كردستان كانوا يجرون ايضا اتصالات مباشرة مع زعمائهم في افغانستان".
وقال مراد: "ان الاتصالات شبه اليومية استمرت حتى المعارك الاخيرة التي جرت بيننا ثم انقطعت، وهذه المعارك اسفرت عن تكبدهم خسائر مهمة، حيث يوجد لدينا منهم 19 جثة، اضافة الى ان جند الاسلام قامت بسحب قسما من جرحاها اثناء تقهقرها، وحاولت ادخالهم الى ايران من اجل علاجهم، الا ان السلطات الايرانية رفضت ذلك، ما اضطرهم الى اعادتهم الى مناطق نفوذهم وتوفي على اثر ذلك العديد منهم".
واوضح ان "موقف ايران من القضية ممتاز حاليا، والسلطات متعاونة معنا، وهي لم تتسلم الجثث حتى لا تبدو متورطة في القضية، خصوصا بعدما ان اكتشفت ان الافغان العرب كانوا يدخلون الى الاراضي الايرانية بجوازات سفر مزورة قدمها اسامة بن لادن لهم لينتقلوا بها الى افغانستان، من مدينة مـشهد".
وعن نسبة العرب ضمن جماعة "جند الاسلام"، قال "انهم لا يشكلون رقما كبيرا، وفي تصوري فان عددهم يراوح بين 25 و30 شخصا من مختلف الدول العربية، وستتكشف المزيد من المعلومات عنهم تدريجيا".
وفي ما يتعلق بالمعلومات التي نشرتها يوم الجمعة صحيفة "الوطن" السعودية، وكشفت فيها اسماء اربعة من الاردنيين المنضويين في تنظيم "القاعدة"، وقتلوا في المواجهات التي جرت بين "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"جند الاسلام" في 27 سبتمبر وفي الخامس من اكتوبر، وهم لؤي الكايد، معتصم موس عبد الله الدرادكة، رائد عبد الله الخلف الخريسات، ومحمود خليل النسور، ذكر مراد ان "هذه الاعترافات تدحض ادعاءات احسان علي عبد العزيز، ابن زعيم جماعة وحدة الحركة الاسلامية والذي كان سببا في معظم الانشقاقات التي اصابت الجماعة، من انه يتحدى الاتحاد الوطني بانه لا يوجد افغان عرب بيننا، والعرب الموجودون في الحركات الاسلامية في شمال العراق هم لاجئون عرب عراقيون ممن هربوا من نظام بغداد ومن الروادي والموصل، وايضا تنفي صحة التصريحات التي ادلى بها زعيم الحركة الملا علي عبد العزيز للرأي العام، وقال فيها انه لا يوجد افغان عرب في جند الاسلام وانما متطوعون من العرب العراقيين".
وقال مراد: "بعد المذبحة البشعة التي نفذتها جند الاسلام في قرية خيلي حمه في 23/24 سبتمبر الماضي، وراح ضحيتها اكثر من 40 من بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني، قتل معظمهم بالسيوف والسكاكين على الطريقة الجزائرية البشعة مع التمثيل بجثث 25 قتيلا، قام الاتحاد بشن حملة عسكرية شارك فيها نحو خمسة آلاف من مقاتلينا واستمرت ثلاثة ايام (26/27/28 سبتمبر)، وتم خلالها تمشيط وتطهير سلسلة جبلية تدعى شنروي على الحدود العراقية ـ الايرانية والى مسافة 50 كيلومترا شرق مدينة حلبجة، واسفرت عن قتل وجرح الكثيرين من اتباع جند الاسلام, ولدينا حاليا 19 جثة، ولا ندري ان كان اصحابها من العرب او الاكراد، لان جميعهم يرتدون الزي الكردي التقليدي, لكن اعترافات اهالي الاردنيين بوفاة اقاربهم في كردستان، يؤكد وجود الافغان العرب".
وعن الطرق التي عرف بها الاردنيون بموت اقاربهم، اذا لم يكن "الاتحاد الوطني" بلغ السلطات في عمان بذلك، قال: "عبر الاتصالات الفضائية التي تحدثنا عنها سابقا، بالتأكيد", واضاف ان "القوات الاميركية القت القبض خلال المواجهات الاخيرة في افغانستان على ثلاثة من الاكراد، وتم نقل هؤلاء الى باكستان، وطالبنا من جهتنا بالتعرف على اسمائهم لكنهم لم يقدموها لنا الى الان، ولا بد من ان هؤلاء سيكشفون خلال التحقيق معهم عن الكثير من التفاصيل المتعلقة بنشاط تنظيم القاعدة في كردستان العراق والجهات المتورطة معهم".
وتطرق مراد الى جذور الحركة الاسلامية في كردستان العراق، وقال انها "تعود الى العام 1988، حيث تم تأسيس التنظيم من مجموعة من رجال الدين من بقايا تنظيمات الاخوان المسلمين في العراق من خارج اقليم كردستان، اضافة الى بعض رجال الدين المتنفذين في طهران وبأموال خليجية".
واضاف ان "التركيبة التي تكونت منها، كانت مجموعة من الاسلاميين الذين جاء كل واحد منهم من واد، فبينهم الاسلامي القومي، والاسلامي الايراني، والاسلامي التركي، وآخرون، وتم تبديل اسم الحركة من الحركة الاسلامية في كردستان العراق الى وحدة الحركة الاسلامية في كردستان، بعدما انضمت اليها حركة النهضة الاسلامية، وهذه الاخيرة كانت حديثة النشأة ولم تدم طويلا، حيث انضمت الى الحركة الاسلامية".
وذكر مراد ان "اول مواجهة بين الحركة الاسلامية والاتحاد الوطني الكردستاني حدثت العام 1993، بعدما حاولت الحركة الاسلامية فرض سلطانها على الناس بالقوة، مستهزئة بالقوانين والتعليمات الادارية الصادرة عن البرلمان الكردستاني وحكومة الاقليم، وحينها استطاع الاتحاد كبح جماح الحركة الاسلامية".
واعلن مراد ان "الحركة الاسلامية ومنذ تأسيسها كانت تضم ثلاث تيارات رئيسية، هي، تيار الملا عثمان عبد العزيز، الذي توفي لاحقا فاستلم شقيقه الملا علي عبد العزيز قيادة الحركة حتى الان، ويعتبر هذا الجناح التيار المعتدل في الحركة, وتيار الجماعة الاسلامية في كردستان العراق، الذي اسسه علي بابير، ونصب نفسه اميرا عليها، بعد انشقاقه عن الحركة الاسلامية على اثر خلافات مع الملا علي عبد العزيز، وانضم لاحقا رجل الدين الايراني الشيخ محمد البرزنجي الى جناح علي بابير وتم تنصيبه مرشدا للجماعة, والتيار الاخير هو تيار الملا كريكار، واسمه الحقيقي نجم الدين فرج، ويعتبر من المتطرفين الاصوليين وعراب العلاقات مع افغانستان، وصرح مرارا بعلاقاته مع تنظيم القاعدة، وكثيرا ما قام بتمجيد اسامة بن لادن واعوانه".
وعن تشكل جماعة "جند الاسلام" في كردستان، قال مراد انها "حركة مسلحة اسلامية سلفية اعلنت نفسها بداية سبتمبر الماضي في مدينة ديارة الحدودية، وهي تؤمن بالعنف المسلح والارهاب وزرع الرعب في قلوب الاخرين وتغيير المجتمع عنوة للوصول الى السلطة، وتطبيق نظام حكم اسلامي شبيه بنظام حكومة طالبان في افغانستان, وجند الاسلام تعتبر حكومة طالبان، الحكومة الاسلامية الحقيقية الوحيدة، وباقي الحكومات الاسلامية فاسدة لا تعبر عن الاسلام، خصوصا منها الحكومة الايرانية، وتدرب مسؤولي التنظيم في قواعد تنظيم القاعدة في افغانستان".
واضاف: "تشكلت هذه الحركة من اتحاد ثلاثة مجموعات اسلامية سلفية متشددة، اولها تنظيم حماس الاسلامي في كردستان العراق، وانشقت هذه المجموعة عن الحركة الاسلامية في كردستان العراق في سبتمبر العام 1997 وزعيمها يدعى عمر عبد الكريم الملقب بملا عمر بازياني، وهو من طلبة ايمن الظواهري, وتدرب افراد هذه المجموعة في معسكرات الفاروق وخالد بن الوليد وابو بكر الصديق التابعة للقاعدة في افغانستان، ودخل معظمهم اليها عن طريق مدينة مشهد الايرانية".
واضاف ان "المجموعة الثانية هي جماعة التوحيد الاسلامية، وقد انشقت ايضا عن حركة وحدة الحركة الاسلامية في ابريل العام 2000، ويتزعمها ابو عبد الله الشافعي الذي يعتبر حاليا امير جماعة جند الاسلام، وهو كان غادر كردستان العام 1988 الى افغانستان لمحاربة السوفيات، وبقي هناك فترة ثم عاد الى كردستان, اما المجموعة الثالثة، فهي قوة سوران، وتعتبر مجموعة عسكرية سلفية انشقت عن وحدة الحركة الاسلامية في كردستان في اغسطس العام الجاري، ويدعى زعيمها اسعد محمد حسن، وهو خريج جامعة اربيل, وسبق لعدد من افراد هذه المجموعة ان تلقى دورات تدريب عنيفة في جبال افغانستان وتحديدا في قندهار، اقامها لهم تنظيم القاعدة، اضافة الى محاضرات سياسية في الاسلام السلفي قدمت من لجنة الإفتاء والدراسات، وطبعت هذه المحاضرات على كراسات، وعندما احتلينا احدى مقار جند الاسلام، استولينا على نسخ من جميع هذه الكرسات المخطوطة باللغة العربية، وهي تتألف من ستة كراسات تراوح صفحاتها من 80 الى 300، وتتناول مسائل فقهية واخرى تتعلق بالاسلام، اضافة الى تفسير وجهة نطر القاعدة عن الاسباب التي تجعل من الدول الاسلامية خائنة".
وقال "ان الذين كانوا في افغانستان تلقوا تدريبات خاصة في الاغتيالات والتفجيرات المفخخة على يد عناصر متخصصة، من سورية والاردن ومصر وشمال افريقيا، وتعتبر جماعة التوحيد الاسلامية، اكبر المجموعات الثلاث السابقة عددا، وشكلت العصب الرئيس لجماعة جند الاسلام, كما انهم كانوا وراء اغتيال احد ابرز قادة الحزب الديموقراطي الكردستاني، فرنسوا الحريري".
واعلن مراد ان "جماعة جند الاسلام موجودة حاليا في قصبتي ديارة وطويلة، وتسيطر عليهما بالقوة، والناس تتمنى رحيلها لانها تتبع سياسة مطابقة لسياسة طالبان في افغانستان، حيث حطمت الصحون الفضائية اللاقطة، وتدخلت في شؤون الناس، من قبيل منع عمل المرأة وفرض الحجاب حتى على الاطفال".
وقدر مراد عدد اتباع جماعة "جند الاسلام" بنحو 250 عنصرا حاليا، بعدما تم قتل اكثر من 20 منهم، اضافة الى استسلام 18 آخرين، وترك آخرين هذا التنظيم, وقال ان "كل مسؤولي جند الاسلام تدربوا في افغانستان على يد ضباط في الجيش الباكستاني، وهؤلاء الضباط هم من قام باختراع حركة طالبان، ومن ابرز القادة الافغان العرب الذين استطعنا التعرف على اسمائهم من اعترافات عناصرهم المستسلمين: الشيخ عبد المنعم ابو حليمة (اردني من اصل فلسطيني)، وابو مصعب (سوري)، ابو ياسر، ابو الدرداء وكان مدرسا في مدرسة الفاروق في افغانستان وخبير في شؤون التلغيم والتفخيخ، الشيخ ابو عبد الرحمن، وكان الممثل الشخصي لاسامة ابن لادن في كردستان وقتل في المعارك التي جرت في الثامن الشهر الجاري، سعدون محمد لطيف ابو وائل وهو عراقي من مدينة الموصل وكان احد زعماء حركة الاخوان المسلمين في العراق وانشق عنهم وغادر الى افغانستان ثم عاد الى كردستان وما زال موجودا فيها، وابو قتادة".
واضاف ان "هؤلاء ومع بداية وصولهم الى كردستان العراق طرحوا اموالا كثيرة المعلن منها 250 الف دولار، وهذا طبعا ليس بالرقم بالصغير، اما الاسلحة المتوفرة لدى جند الاسلام فهي على الغالب من الانواع التي يمكن حملها من قبل الانسان وفي احين الاحوال من الاسلحة المتوسطة، لكن لا توجد لديهم اسلحة ثقيلة من قبيل المجنزرات والدبابات، وما يتفوقون به تكنيك التفجيرات، حيث يتقدمون علينا بعشرات السنين, ومن بين هذه الاساليب تفجير السيارات عن بعد، او تفخيخ المقار التي ينسحبون منها بما فيها الجدران واثاث المنازل، وحتى جثث قتلاهم".
واكد مراد ان "كل التنظيمات الموجودة في المنطقة تبرأت من جند الاسلام، من بينها وحدة الحركة الاسلامية التي انشقت عنها، وحتى حركة الاخوان المسلمين في العراق ارسلت لنا برقية بهذا الخصوص حملت توقيع المنسق العام لها، اسامة التكريتي، والمعروف برئيس الحزب الاسلامي العراقي الموجود في لندن".
واعلن ان "الاتحاد الوطني سيشن حملة واسعة من اجل استئصال هذه الجماعة والقضاء عليها نهائيا، خصوصا ان العفو الذي كان رئيس الاتحاد جلال طالباني اصدره في 24 اكتوبر الماضي، انتهت فترته التي امتدت 30 يوما، والامر بات قريبا جدا بعد الاتفاق الذي رعته ايران بيننا وبين جماعة وحدة الحركة الاسلامية اخيرا، وتم فيه الحصول على ضمانات من ايران، بالا تتغاضى عن أي اختراقات لحدودها من جماعة جند الاسلام, وبالنسبة الى الافغان العرب الموجودين في الجماعة عليهم ان يغادروا المنطقة الى افغانستان او الى أي جهة اخرى، ونعتبرهم رأس الفتنة.
وقال: "اذا لم يتم تسليم القتلة الذين نفذوا مجزرة خيلي حمة، وعملية اغتيال فرنسوا حريري، فاننا سنضربهم بقسوة، اما الاكراد الذين لم تلطخ يدهم بالدماء وانضموا الى جند الاسلام بعدما غرر بهم، فهؤلاء سيستفيدون من العفو".(الرأي العام الكويتية)