&
القاهرة- تتضمن المسلسلات الرمضانية المصرية للسنة الحالية موضوعات مختلفة لكن ثلاثة منها تطرقت الى النضال الوطني والتضامن المصري الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الذي تعرض له البلدان في فترات تاريخية متباعدة.
ويعرض مسلسل "اوراق مصرية" من تاليف طه حسين سالم واخراج وفيق وجدي النضال الوطني المصري ضد الاحتلال البريطاني والمتعاونين من المصريين ورجالات القصر ابان ثلاثينات القرن الماضي عبر مسيرة عائلة من الباشاوات.
ويتضمن المسلسل عرضا للصراع الداخلي بين حكومة اسماعيل صدقي باشا وحزب الوفد ودور الملك والاحتلال البريطاني في تاليب الصراع استنادا الى المتعاونين معهم اضافة الى ظهور الحزب الشيوعي المصري ودور اليهود فيه وكذلك دخول الحركة الصهيونية المعترك بشكل سري الى جانب الانكليز لتفتيت صفوف الحركة الوطنية.
ويربط المسلسل بين الحركتين الوطنيتين المصرية والفلسطينية، بشكل مكثف مقارنة بالمسلسلين الاخرين، من خلال راقصة ومغنية فلسطينية تقدم فنا بعيدا عن الابتذال وتبدي اهتماما بقضايا بلدها.
واقتناعا منها بترابط القضية الوطنية العربية، تندفع الراقصة للمشاركة في العمليات العسكرية التي تنفذها منظمة "مصر الحرة" ضد الانكليز ويتحول النادي الليلي الذي تملكه مع راقصة مصرية الى منبر للدعوة الى الوطنية.
ويتناول المسلسل الحزب الشيوعي المصري ودور الكومنتيرن في تأسيسه وترابط الشيوعيين المصريين والفلسطينيين ودور اليهود اضافة الى الخلاف بين الحركة الوطنية الفلسطينية والشيوعيين الفلسطينيين. ويقوم بدور البطولة الفنان صلاح السعدني ومعه سوسن بدر وفريدة سيف النصر ووائل نور ومحمود الجندي الى جانب اخرين.
ومن جهته، يعالج مسلسل "البر الغربي" من تاليف محمد جلال عبد القوي واخراج اسماعيل عبد الحافظ علاقة حب قبيل حرب عام 1948 وتاثير هذه الحرب على مصر والموقف الشعبي منها.
ويكشف المسلسل في لحظات عابرة تخاذل بعض الباشاوات والتزامهم الموقف البريطاني ويجسدهم الفنان عزت ابو عوف، في حين يرفض ذلك فاروق الفيشاوي الغارق لاذنيه في حب النبيلة الانكليزية (رغدة).
ولا يتردد الاخر في ارسال شقيق زوجته في اليوم التالي لحفل زفافه للالتحاق بالجيش المصري المحارب في فلسطين ويعلن بشكل واضح ضرورة اقتلاع الكيان الذي يحاولون غرسه هناك.
وبدوره، تدور احداث مسلسل "بنات افكاري" للكاتب محسن زايد والمخرج يحيى العلمي خلال العامين الاخيرين عبر قصة حب تجمع بين كاتب افلام ومسلسلات مسن ومتزوج (محمود مرسي) وامراة تعمل في مجال الانتاج الفني (الهام شاهين).
ويبرز الخط الدرامي تناقضات الكاتب مع زوجته وابنتيه التي تقوم احداهما (دينا) بقيادة مجموعة طلابية للتظاهر دعما للانتفاضة الفلسطينية وتتعرض للاعتقال لكنها تحافظ على موقفها المبدئي وترفض موقف والدها الذي لا يؤيد اتخاذ مواقف سياسية خوفا على مصالحه وزوجته وكيلة احدى الوزارات.