دبي- رأى مسؤولون وخبراء ان دولا عربية كانت هدفا لنشاطات اسلامية في الماضي عن استعدادها لاستقبال رعاياها المؤيدين لحركة طالبان على امل تجنب هجمات ارهابية محتملة في المستقبل.
وقال محمد صلاح المتخصص في الشؤون الاسلامية الذي يتمركز في مصر ان هناك حكومات عربية مهتمة باستجواب مواطنيها عن علاقاتهم بتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن.
واضاف ان هذه الحكومات وخصوصا تلك التي واجهت العنف الاصولي تريد التأكد من عدم وجود "خلايا نائمة" لتنظيم القاعدة الذي يشك بانه خطط ونفذ الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة في ايلول/سبتمبر الماضي.
وفي اوج حصار قندز آخر معقل لحركة طالبان في شمال افغانستان، اقترح الزعيم الليبي معمر القذافي الاربعاء الماضي تسليم المقاتلين العرب لبلدانهم من اجل محاكمتهم فيها.
ويبدو ان مصير الاجانب وبينهم عرب في قندز قد تمت تسويته آنيا بعد استسلام طالبان السبت ويفترض ان يتم تجميعهم في منطقة مزار الشريف كبرى مدن الشمال الافغاني.
وقد اكد الرئيس برهان الدين رباني الاحد في كابول انه يضمن سلامة هؤلاء المقاتلين الاجانب موضحا انه اصدر توجيهات الى قادة التحالف الشمالي بعدم "جرحهم او مضايقتهم"، بدون ان يتطرق الى مصيرهم. ومن بين الفي مقاتل سلموا اسلحتهم الى تحالف الشمال في قندز، هناك 600 من العرب وغيرهم من الاجانب.
وبعد استسلامهم، دعا وزير الدفاع السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز الى عودتهم الى بلادهم.
وقال في مؤتمر صحافي "نأمل ان يعود كل شخص عربي او مسلم الى بلده". اما وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني فقد اكد انه حصل من وزير الخارجية الاميركي كولن باول على تاكيد بان العرب "لن تتم تصفيتهم".
وقال النائب الكويتي احمد الربعي "حتى اذا لم يكن هناك حل لمشكلة هؤلاء المقاتلين المعقدة فان الدول العربية يجب الا تقف مكتوفة الايدي وتعهد للآخرين قضية تعنيهم".
من جهته، اكد سفير السعودية في اسلام اباد علي سعيد عسيري مؤخرا ان السعوديين الذين سيعودون الى بلادهم سيتم استجوابهم.
واضاف ان "القعوبات المناسبة ستفرض على الذين يثبت انتماؤهم الى تنظيم القاعدة". وقد ارسلت الرياض بعثة الى باكستان لمتابعة قضية اعادة هؤلاء السعوديين الذين قاتلوا في صفوف طالبان، حسبما ذكرت صحيفة "الحياة" الجمعة.
وقال الصحافي السعودي جمال خاشقجي المتخصص في الشؤون الاسلامية ان السعودية تتسم بالرحمة مع مواطنيها.
واضاف في تصريح ان السلطات ستضعهم في السجن لكنها ستحاول اعادة تأهيل الذين لم يرتكبوا جرائم.
وقدر عدد العرب من هؤلاء بين الف والفين ومعظمهم من السعوديين. لكن محمد صلاح رأى انهم "بضع عشرات" فقط.
واضاف ان مئات ان لم يكن آلاف من العرب الذين توجهوا في الثمانينات الى افغانستان لمحاربة السوفيات باسم الجهاد، تزوجوا من افغانيات واندمجوا في المجتمع المحلي.