&

أعربت روسيا عن مخاوفها من توجيه ضربة إلي العراق، وأبلغت العاهل الأردني أن واشنطن قد ترفض تمديد برنامج النفط للغذاء . وقال مسؤول روسي رفيع المستوي لـ الحياة أن موسكو لم تبلغ في صورة قطعية أن الأميركيين ينوون القيام بعمل عسكري، لكنها تعتقد أن الاحتمالات السيئة تتزايد.
إذا أردت أن تعرف ماذا سيحدث للعراق عليك أن تعرف كيف تتصرف روسيا، وفي نهاية هذا الشهر سيتضح الموقف الروسي عند التصويت علي استبدال نظام العقوبات الذكية الذي يتشدد في مراقبة السلع العسكرية، وعودة المفتشين، ببرنامج النفط للغذاء الذي تطالب أميركا وبريطانيا باستبداله. فإذا رفضت موسكو القرار كما فعلت في المرة السابقة، وأصرت علي اقتراحاتها، سيكون ضرب العراق سيكون في المرحلة الحالية، وإذا صوتت لمصلحة العقوبات الذكية وسحبت اعتراضاتها، فإن الاحتمالات السيئة للعراق ستكون واردة.
لا شك في أن روسيا تغيرت بعد قمة كراوفورد بين الرئيسين بوش وبوتين، واستبدل السياسيون الروس الاحتمالات والإشارات المبهمة والمخاوف بالتهديد والانسحاب من الائتلاف الدولي المناوئ للإرهاب. لذلك يتوقع، في حال ضرب العراق، ألا يتجاوز الموقف الروسي عبارات التهدئة، ولعب دور الوساطة، بخاصة أن موسكو تتطلع إلي أن يُسقط الغرب ديونها البالغة 140 بليون دولار، ويقبل عضويتها في منظمة التجارة العالمية بشروط ميسرة، في مقابل مواقفها السياسية في المرحلة المقبلة ومعاودة النظر في علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية.
الأكيد أن العراق يحتل موقعاً في خريطة الحملة الأميركية علي الإرهاب، والإشارات المتواصلة منذ 11 أيلول (سبتمبر) عن الاشتباه في علاقته بالأزمة، تشير بوضوح إلي أنه سيأخذ نصيبه في الوقت المناسب. لكن واشنطن تخطئ إذا اعتقدت أن دية ضرب العراق هي مجرد تحييد موسكو وضمان موافقتها علي استهدافه بضربات عسكرية، وتضع نفسها في مأزق مع العرب، وتسيء إلي صورتها في الشارع العربي والإسلامي، التي ليست بحاجة إلي مزيد هذه الأيام.(الحياة اللندنية)