قرر لبنان سلسلة خطوات عملية لمواجهة زراعة المخدرات بدءا بالخشخاش لانه "الاخطر" و "موسم زراعته هو الاقرب" ليضع بذلك حدا لما جرى مؤخرا بالنسبة لاستئناف زراعة القنب الهندي.
واوضح وزير الداخلية والبلديات ميشال المر في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء "ان الاعلان عن الخطوات العملية هدفه ردع بعض المزارعين عن زراعة الخشخاش حتى تكون الدولة في حل من تذرعهم لاحقا بالاسباب الاجتماعية الاقتصادية لتمرير محصولهم".
يذكر ان المزارعين وعددا من النواب برروا استئناف زراعة القنب الهندي العام الماضي في سهل البقاع (شرق البلاد) حيث تنتشر القوات السورية بالازمة الاقتصادية وبامتناع المانحين الدوليين عن تنفيذ مشروع زراعات بديلة قدرت كلفته ب 300 مليون دولار لم يتلق المزارعون منه الا 18 مليون دولار امنت منها الحكومة اللبنانية عشرة ملايين دولار.
ورغم التهديدات الرسمية باتلاف الزراعة خلال اشهر الصيف لم تتخذ الحكومة اية اجراءات عملية مما سمح للمزارعين بجني محصولهم.
وقال المر اثر اجتماع لمجلس الامن المركزي الذي يضم ممثلين عن كافة الاجهزة الامنية وممثلين عن السلطة القضائية خصص لهذا الموضوع: "ما مضى قد مضى لكننا انتقلنا الى المرحلة التنفيذية وستقوم الاجهزة الامنية التابعة للمجلس بمؤازرة الجيش اللبناني والاخوان في سوريا بتنفيذ الخطوات العملية".
واوضح المر ان هذه الخطوات تشمل "استطلاع المزروعات في المناطق النائية بواسطة المروحيات، اتلاف المزروعات اذا وجدت، مكافحة تجارتها وترويجها" لافتا الى ان التصدي للمخدرات سيشمل اصحاب الارض والمزارعين والتجار من كبارهم الى صغارهم والمروجين" خلافا لما جرى العام الماضي عندما اقتصر التصدي على صغار التجار والمروجين الذين تم توقيف " 900 منهم ".
واكد المر ان التشديد على زراعة الخشخاش حاليا سببه "خطورة" هذه النبتة التي تستخدم لتصنيع الهيروين والافيون اضافة الى "ان زراعتها تتم في شباط/فبراير المقبل فيما يزرع القنب الهندي في نيسان/ابريل".
وكان وزير الداخلية قد حذر بشدة الاثنين المزارعين اللبنانيين من زراعة الخشخاش مؤكدا "ان الاوامر اعطيت للقوى العسكرية والادارات الامنية لدهم اي بقعة يزرع فيها الخشخاش وجرفها وتلفها ومطاردة اصحابها وزارعيها وكل من تثبت له علاقة بالتورط في ترويج هذه المادة السامة وتوقيفهم وسوقهم الى العدالة".
وشدد المر انه وبعد ورود معلومات عن احتمال قيام البعض بمثل هذا العمل فنحن "لن نتهاون مع اي محاولة لزراعة الخشخاش (...) التي من شانها ان تدمر شباب لبنان خصوصا بعدما تبين ان عددا من طلاب الجامعات وقعوا ضحية تعاطي المخدرات واستغلال المروجين".
يذكر بان زراعة الخشخاش بدات في لبنان اواخر الثمانينات الى جانب زراعة القنب الهندي التقليدية. ويشار الى ان لبنان كان يجني في الثمانينات نحو اربعة مليارات دولار سنويا من زراعة المخدرات وتهريبها وابرزها حشيشة الكيف والهيرويين.