&
بيروت - رفيق نصرالله:أعلن في بيروت عن تأجيل زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية وليم بيرنز وانطوني زيني حيث ترددت معلومات اولية لم تؤكدها الخارجية اللبنانية عن ان الزيارة أجلت الى السابع من ديسمبر القادم·
ولم تعط السفارة الاميركية في بيروت أي ايضاحات حول التأجيل بينما وصفت مصادر الخارجية اللبنانية التأجيل بأنه لا يحمل أي دلالات معينة وانما تم بناء على رغبة الموفدين الاميركيين بانجاح مهمتهما في الاراضي الفلسطينية المحتلة·
وأكدت المصادر اللبنانية على ان بيروت كانت ستؤكد على مواقفها المعلنة حيال ما جاء في اللوائح الاميركية والتي تضمنت اتهامات لـ حزب الله ومطالب من الحكومة اللبنانية باتخاذ اجراءات ذات طابع مالي ضد الحزب وهو ما رفضته الدوائر اللبنانية·
ومن المقرر ان تقوم الحكومة اللبنانية بارسال ردها على الاسئلة التي تلقتها العاصمة اللبنانية من اللجنة الدولية حول كيفية تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1373 والمتعلقة بمكافحة الارهاب·
وكان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع قد أجرى محادثات في بيروت امس مع كبار المسؤولين اللبنانيين تركزت حول الموقف من القرار الدولي رقم 1373 والموقف من التطورات الدولية الجارية تحت شعار محاربة الارهاب الدولي والرد اللبناني - السوري المشترك على ما قد يطرحه الموفد الأميركي وليام بيرنز من أفكار لتحريك عملية السلام·
وسلم الوزير الشرع الرئيس اللبناني اميل لحود رسالة من نظيره السوري بشار الأسد تضمنت وجهة نظر دمشق حيال كل القضايا ذات الاهتمام المشترك لا سيما الموقف من عملية التسوية والارهاب والتفريق بين المقاومة والارهاب·
وقال الوزير الشرع خلال مؤتمر صحافي عقده في قصر الرئاسة بحضور وزير الخارجية اللبناني محمود حمود: الرسالة تأتي في طبيعة الحال في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين الشقيقين سوريا ولبنان·
وتم خلال اللقاء مناقشات مستفيضة حول ما يجري في المنطقة وعلى الساحة الدولية والأوضاع العالمية وما يهم البلدين (سوريا ولبنان) في خضم هذه التطورات·
وقال الشرع: كانت وجهات النظر متطابقة تجاه كل المسائل التي طرحت وهذا مؤشر كان ولا يزال ايجابياً للغاية وهو ثمن للاستقرار في البلدين والمنطقة عموماً·
وأضاف: مطالب سوريا ولبنان من عملية السلام معروفة وهي استعادة كامل الأراضي العربية المحتلة وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني·
وفي ما يتعلق بالوضع الدولي أوضح الشرع ان سوريا تنسق مع لبنان في كل الخطوات التي تتخذها سواء في مكافحة الارهاب او في المعادلة الجارية للتفريق بين الارهاب المدان والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الاسرائيلي· فالارهاب هو ارهاب والمقاومة هي مقاومة· وقال: نحن نعتقد ان البلد الذي لا يفرق بين الارهاب والمقاومة ربما يجد نفسه يعطي غطاءً سياسياً للارهابيين الحقيقيين ويعطيهم شيئاً من الشرعية وهو امر لا يفيد احداً بل لا يريد التمييز بين الارهاب والمقاومة· وتابع الشرع: ما حدث في 11 سبتمبر هو ارهاب وما يجري ضد الاحتلال الاسرائيلي هو مقاومة وهذا شيء متفق عليه بين سوريا ولبنان وكل الدول العربية سواء في القمم العربية او في اتفاقية مكافحة الارهاب التي توصل اليها وزراء الداخلية العرب في اجتماعهم·
وحول ما اذا كانت هناك ضغوطات اميركية على سوريا ولبنان حول مفهوم الارهاب قال الشرع: نحن لا نعتبر ان هناك ضغوطات بالمعنى الحقيقي للكلمة لأننا أوضحنا الموقف بجلاء للولايات المتحدة واتفقنا على ان هذا الخلاف ممكن ان يكون نقطة للتشاور، يعني تبادل الرأي حوله للوصول الى تحديد الارهاب·
وحول الرؤية لإعادة احياء عملية السلام قال الشرع: هناك نقاط ايجابية في هذه الرؤية من دون شك: انهاء الاحتلال الاسرائيلي وتطبيق قرارات مجلس الأمن، ومبدأ الأمن مقابل السلام ومرجعية مدريد وتوجد اشارات استفهام عديدة حول حدود الدولة الفلسطينية، ومدى استقلاليتها عند نشوئها، وعاصمة هذه الدولة وأمور اخرى كثيرة نتبادل الرأي ونتشاور فيها بين الحكومتين السورية واللبنانية وايضاً بيننا وبين أشقائنا العرب·
وتابع: هناك تنسيق مستمر بين لبنان وسوريا ليس فقط في ما يتعلق بالقرار 1373 ولكن في أي قرار يصدر عن الأمم المتحدة بشكل عام، فالقرار 1373 يحتاج الى تعريف الارهاب·
وأشار الشرع الى ان الموفد الأميركي وليم بيرنز لن يزور سوريا ولبنان حالياً وربما تتم الزيارة في وقت لاحق·
وحول التهديد الأميركي بضرب الارهاب في بلدان أخرى غير افغانستان قد تكون دولاً عربية قال الشرع ان تهديد أي بلد عربي مرفوض، وضرب أي بلد عربي سيجر مشاكل لها اول وليس لها آخر، اميركا تعرف هذا الشيء واوربا تعلم هذا الشيء، ونعتقد انه من الخطأ القاتل المساس بأي بلد عربي·
وسبق لقاء لحود والشرع، جلسة عمل موسعة انضم اليها الرئيسان نبيه برّي ورفيق الحريري ووزير الخارجية محمود حمود·
وعلم ان الموقف اللبناني - السوري الذي تقرر ابلاغه الى الجانب الأميركي والأمم المتحدة ينطلق اصلاً من ثوابت واضحة ومتفق في شأنها بين العاصمتين اللبنانية والسورية وأبرز نقاط الاتفاق تتمحور حول عدة نقاط هي:
1- الرفض المطلق لاتهام المقاومة بالارهاب سواء في فلسطين او لبنان مع التأكيد على حق المقاومة المشروع في التحرير·
2- ضرورة التفريق بين المقاومة والارهاب وتعريف الارهاب بدقة·
3- ادانة مشددة للارهاب الذي اصاب نيويورك وواشنطن في 11سبتمبر الماضي والتضامن مع الحملة القائمة ضد الارهاب ولكن وفق معايير وقوانين لم تتحدد بدقة حتى الآن·
4- التأكيد على تلازم المسارين اللبناني والسوري والتمسك بالسلام الشامل والدائم والعادل على قاعدة تطبيق القرارات الدولية 242 و338 و425 تطبيقاً كاملاً·
5- رفض أي مساومات على الأرض المحتلة ورفض التوطين والمطالبة بالضغط على اسرائيل لوقف مجازرها اليومية بحق الفلسطينيين الأبرياء لا سيما قتل الأطفال والنساء·
وأكدت مصادر سياسية واكبت المحادثات أن لبنان وسوريا اتفقا على تعزيز الموقف من رفض الطلب الأميركي تجميد أرصدة حزب الله المالية واعتبار هذا الأمر منتهيا وغير قابل للمساومة لأن المقاومة التي مارسها الحزب وغيره من الأطراف اللبنانية في الجنوب ضد الاحتلال الاسرائيلي إنما كانت حقاً مشروعاً تقره كل الأعراف والقوانين الدولية بينما ما تمارسه اسرائيل ضد لبنان وفلسطين من أعمال قتل واحتلال يجب ان يصنف الارهاب بعينه·
ووصفت المصادر اللقاء بأنه تشاوري وقالت ان محادثاته تمحورت حول توحيد الرؤية حيال ملفي السلام والحرب وتم التوافق على موقف موحد من القرار 1373 الخاص بمكافحة الارهاب الدولي وإرسال الجواب الى الأمم المتحدة قبل 27 ديسمبر المقبل·
واتفق الجانبان اللبناني والسوري فيما يتعلق بعملية التسوية على المطالبة بإحياء عملية السلام انطلاقاً من النقطة التي وصلت اليها وتوقفت عندها في واشنطن منذ أكثر من ثلاث سنوات وفق القرارات الدولية ومبادئ مدريد والأرض مقابل السلام مع التأكيد على عدم التنازل عن حبة تراب واحدة من الجولان أو مزارع شبعا·
أما الجانب المستتر لمحادثات الشرع في بعبدا فتردد بأنه تركز حول إمكانية القيام بتحرك سريع لدى عواصم القرار الدولي لشرح وجهة نظر حكومتي بيروت ودمشق حيال كل الطروحات الأميركية سواء لجهة مساعي السلام ام لجهة طلب تجميد أرصدة حزب الله المالية بعدما صنفته واشنطن في خانة الارهاب·
ومن جانب آخر أكد السفير الأميركي في لبنان فانست باتل ان لدى الموفد الأميركي بيرنز نية لزيارة لبنان خلال جولته في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً الى ان تحقيق السلام في المنطقة سيساهم في دفع الاقتصاد اللبناني الى الأمام·
كما أجرى باتل خلال جولة قام بها في منطقة البقاع اللبنانية أمس، مشاورات مع محافظ البقاع ميشال القارح حول الشؤون الزراعية التي تهم المنطقة وامكانية المساعدة الأميركية الإنمائية (الاتحاد الإماراتية)
&