&
لندن ـ نصر المجالي: في الوقت الذي غاب فيه الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني او ممثلوه عن اجتماعات بون لحل القضية الافغانية، فانه يزور الآن دولة الامارات العربية المتحدة والتقى ليل الثلاثاء ـ الاربعاء مع حاكم الشارقة الدكتور الشبخ سلطان بن محمد القاسمي. وعلمت "ايلاف" من مصادرها ان رباني في مهمة يطلب خلالها وساطة الامارات لدى السعودية لاستقباله.
وعاد رباني الى افغانستان معلنا نفسه الرئيس الشرعي للبلاد، حيث كانت اطاحته حركة الطالبان في العام 1996 ، وتحادث رباني مع الشيخ سلطان حول التطورات الراهنة على الساحة الافغانية.
ورباني لم يرسل أي ممثل له في اجتماعات بون الراهنة، على انه كان يعتقد ان الاجتماعات ستكون في ضيافة دولة الامارات التي اعلنت مرات عديدة انها مستعدة للتحضير الى لقاء يجمع شمل الفصائل الافغانية المتناحرة.
وعلى الرغم من ترحيب الامم المتحدة بالمبادرة الاماراتية ، الا انه فجأة تحول مكان الاجتماعات الى بريلين ثم استعيض عنه لاحقا ببون.
ولدولة الامارات علاقات وطيدة مع افغانستان ومع الفصائل المتناحرة على ساحتها وهي منحت لعقود طويلة الجنسية الكاملة للباتانيين الذين يفدون اليها وهم قوام جيشها وقوات امنها.
والباتان هم (البشتون) العرقية القوية في افغانستان، وهؤلاء لهم دور كبير في القرار الامني الاماراتي ووصل عدد من ابنائها الى مواقع القرار في الشرطة الاماراتية.
يذكر ان تقارير كانت اشارت الى ان مطار الشارقة الدولي كان يستخدم لسنوات طوال في خدمة حركة الطالبان التي كانت الى عهد قريب تحكم افغانستان، كما ان المطار استخدم لاغراض متنوعة لصالح شبكة (القاعدة) الارهابية بزعامة المنشق السعودي اسامة بن لادن.
ولم يعرف بعد ما اذا كانت برهان الدين رباني ستطول الى دولة الامارات، وهو على ما يبدو يريد وساطة هذه الدولة الخليجية لدى دولة خليجية ثالثة ربما تكون السعودية.
وكانت الرياض استضافت قبل سبع سنوات مؤتمر المصالحة الافغانية الذي جاء برباني الى السلطة، لكن ممارسات اركان حربه مما سمي في وقت لاحق بتحالف الشمال جعل المملكة غير واثقة من انهم سيعملون على بناء البلاد وتعميرها بعد مآسي الحروب.
وعلى هذا الفهم الاستراتيجي تحركت الطالبان لانتزاع السلطة بالقوة واطاحت حكم رباني، ولجأ قادة الاثنيات الاخرى الى مناطق لا تتجاوز مساحتها الخمسة يالمائة من مجمل مساحة افغانستان ليشكلوا ما سمي "تحالف الشمال" بقيادة احمد شاه مسعود الذي اغتيل عشية التفجيرات الاميركية في ايلول (سبتمبر) الماضي على ايدي عناصر قيل انها تنتمي الى شبكة القاعدة بزعامة اسامة بن لادن.