دبي&- يعد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي يتولى رئاسة الامارات العربية المتحدة منذ تأسيسها في 1971 "حكيما" في منطقة تمزقها النزاعات. وقد لعب الشيخ زايد (83 عاما) الذي يتمتع بدعم وحب شعبه الدور الاكبر في تنفيذ فكرة الاتحاد بين "امارات ساحل الهدنة" السبع في الثاني من كانون الاول/ديسمبر 1971 بعد انسحاب القوات البريطانية من المنطقة.
&ويدعو زايد الذي يتمتع باحترام نظرائه العرب باستمرار الى المصالحة والصفح والوحدة في منطقة مليئة بالخلافات والتنافس بين الدول والقادة. وقد دعا رئيس دولة الامارات الذي لم يوهن ابدا تعنت طهران عزيمته الى الحوار لتسوية النزاع بين بلاده وايران على ثلاث جزر في الخليج. وامام حجم المأساة الانسانية في العراق، كان من اوائل القادة العربي في المنطقة الذين دعوا علنا الى رفع الحظر المفروض على هذا البلد منذ غزوه الكويت في 1990. ولم يتردد الشيخ زايد المدافع بلا كلل عن القضية الفلسطينية، في انتقاد الولايات المتحدة على سياستها في الشرق الاوسط التي يعتبرها غير متوازنة.
وفي السنوات الاخيرة واجه الشيخ زايد متاعب صحية وخضع في ايلول/سبتمبر 1996 لعملية جراحية في الرقبة ولعملية زرع كلية العام الماضي. وقد صرح الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال زيارة الى ابوظبي في 13 تشرين الثاني/نوفمبر في اطار جولة عربية لاستطلاع آراء القادة العرب حول الحرب في افغانستان "هدفي اليوم هو الاصغاء اولا لافكار الشيخ زايد الحكيم حول الوضع الحالي وخصوصا منذ 11 ايلول/سبتمبر" الماضي. ويراعي الشيخ زايد في حكم البلاد المحافظة على توازن حساس بين مختلف الامارات حيث يشغل حاكم امارة دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم منصب نائب الرئيس.
تولى الشيخ زايد في آب/اغسطس 1966 منصب حاكم امارة ابوظبي التي اصبحت اهم امارات الاتحاد، من خلال اتفاق بين آل نهيان ليخلف شقيقه شخبوط الذي انسحب من السلطة بعد ان حكم 38 عاما. كانت ابو ظبي في بداية القرن الماضي امارة فقيرة ومتخلفة يقوم اقتصادها الى حد كبير على صيد السمك وصيد اللؤلؤ وزراعة بدائية في واحات مبعثرة.
&وبعد انهيار السوق العالمية للؤلؤ في الثلاثينات بسبب الازمة الاقتصادية واختراع اللؤلؤ الصناعي الياباني عاشت الامارة وضعا مأساويا استمر عقودا. لم تكن هناك مدارس وتعلم الشيخ زايد المبادئ الاولية للاسلام على يد احد الشيوخ المحليين. ثم مع اكتشاف النفط في ابوظبي في 1958 وبدء تصديره في 1962، هبطت على الامارة ثروة هائلة استخدمها الشيخ زايد عند توليه السلطة في مشاريع هائلة للتنمية.
وفي 1971 اختير الشيخ زايد من قبل حكام الامارات الست الاخرى ليرئس الاتحاد لولاية من خمس سنوات يتم تجديدها بلا انقطاع. واليوم تعتبر الامارات من اغنى دول العالم حيث بلغ اجمالي الناتج الداخلي فيها 9،241 مليار درهم (66 مليار دولار) العام الماضي لسكان يبلغ عددهم حوالي 1،3 مليون نسمة اكثر من 80%منهم من الاجانب.