باريس- يخضع برج ايفل، اشهر المعالم السياحية الفرنسية، اعتبارا من الثالث من كانون الاول/ديسمبر، كما يحدث كل سبع سنوات وللمرة الثامنة عشرة في تاريخه، لعملية صيانة وتجميل
شاملة تتضمن طلاءه من رأسه الى قاعدته، ليستعيد البرج الحديدي شبابه ورونقه. وتتولى بلدية باريس العملية اذ يعتبر البرج من املاك المدينة. فقد عرض رئيس بلدية باريس برتران دولانوي ومعاونه للشؤون السياحية رئيس الجمعية الجديدة لاستغلال برج ايفل جان-برنار بروس الثلاثاء "حملة الطلاء" الجديدة هذه التي يتوقع ان تنتهي في شباط/فبراير 2003.
&غير ان استقبال السياح الذين يصل عددهم الى ستة ملايين ونصف المليون في السنة لن يتوقف خلال الاشغال. وسيحتفظ البرج البالغ ارتفاعه 320 مترا بلونه الكستنائي المائل الى الزهري الذي بات يطلق عليه اسم "بني برج ايفل"، وهو لونه منذ 1968، غير انه تم ابتكار تركيبة طلاء جديدة خصيصا له خالية من الصباغات الرصاصية، تعتمد محلها فسفات الزنك الذي يعتبر اكثر محافظة على البيئة واشد مقاومة للتلوث في المدن. وقد تبدل لون السيدة الحديد عبر الزمن.
&فظهرت عند تدشينها عام 1889 في حلة بنية ضاربة الى الحمرة، ثم انتقلت الى البني الامغر، ثم الاصفر واخيرا الاحمر الضارب الى البني. واحتشد الى جانب المسؤولين عن البرج الدهانون الخمسة والعشرون الذين سيتحتم عليهم التسلح بالرشاقة والخفة لتسلق الهيكل المعدني. وتستبعد من عملية الطلاء جميع الالات البخاخة. فكل شيء يتم بطريقة يدوية. وسيتسلح الدهانون بفراش (1500 فرشاة للعملية برمتها) وقفازات جلدية (الفا جوز) ومجامع دهان (ستون طنا) ولباس خاص مجهز بعدة التسلق (1500 لباس). وسيسبق الحرفيين متسلقو جبال يقومون بتعليق خمسين كيلومترا من الكابلات التي تضمن سلامة الدهانين. كما سيتم "ربط" جميع ادوات الدهان بالعمال الذين يستخدمونها لتجنب تساقط اي اغراض.
&وترتفع كلفة عملية اعادة الطلاء الى ثلاثة ملايين يورو. والتقنية المعتمدة سبق واثبتت فاعليتها. فسيتم حف المساحات التي تآكل فيها الطلاء (معدل 5$ من المساحة الاجمالية)، في حين تعالج المساحات المتبقية بالبخار، ثم تمد طبقتان من الطلاء الاساسي قبل طبقة الطلاء الاخير. وستستخدم ثلاث طبقات من اللون ذاته، تتدرج من الاغمق عند القاعدة الى الافتح عند الرأس، لترتفع قامة البرج ممشوقة في سماء باريس. وبهذه العملية تتراكم الطبقات.
وان كان 15 الى 20%من الطلاء يزول على مدى السنوات السبع التي تفصل بين ورشتين، الا ان الطبقات المتعاقبة ورشة بعد ورشة تزن ثقيلا في نهاية الامر. وحمل ذلك الفنيين الى التفكير في صقل البرج بشكل تام لازالة كل بقايا عمليات الطلاء السابقة عنه. غير ان هذه العملية لم تجر حتى الآن، وتبقى معقدة على الصعيد الفني. وبعد حملة التجميل هذه، يتم الاعتناء بالاضاءة الخاصة بالبرج، ليستعيد البريق المشع الذي استقبل به العام الفين. وقد نصب لمناسبة حلول العام 2000 جهاز يتضمن عشرين الف ضوء كاشف صمم للاستمرار بضعة اشهر. وستحل محله الآن اضاءة دائمة.
&غير ان المسؤولين عن البرج لديهم مشاريع اخرى ضخمة لاستخدام الارض الشاسعة الممتدة عند قاعدة البرج بغية تحديث منشآته. ويستوجب هذا المشروع اجراء حفريات. وكشفت اعمال سبر اجريت عند قاعدة البرج امكانية الوصول الى عمق ثلاثين مترا. والغرض من هذا المشروع تجميع صناديق بطاقات الدخول واضفاء المزيد من الراحة والتسلية الى انتظار السياح والزائرين، وربما استخدام الاغراض المخزنة في اقبية متحف اورسي لاقامة متحف لغوستاف ايفل (1832-1923).