&
إيلاف- المحرر السياسي: سربت مصادر في الاستخبارات الباكستانية أنباء عن قيام سلطات الأمن بالتحقيق مع عالمين نووين لمعرفة ما إذا كانا قد ساعدا أسامة بن لادن في صنع أسلحة بيولوجية تشمل بكتريا الجمرة الخبيثة. وكان المحققون الباكستانيون والأميركيون قد قاموا باستجواب العالمين من قبل في بداية شهر تشرين ثاني (نوفمبر)&الحالي بسبب المخاوف من أن يكونا قد أطلعا الإرهابيين على خبرتهما بالأسلحة النووية .
ويتجه التركيز الآن على مرض الجمرة الخبيثة، على الرغم من تصريح ستة مسئولين باكستانيين ممن شاركوا في التحقيقات لوكالة أسوشيتد برس بأنه ليس لديهم دليل مباشر على أن هذين العالمين يعملان في مجال أسلحة الجمرة الخبيثة، إلا أن المعلومات التي أوردها مسئولون أمريكيون في أفغانستان قد أدت إلى نشوب مخاوف المسئولين الباكستانيين مرة أخرى.
ولم يرغب المسئولون في الإفصاح عن أسمائهم. وكان العالمان بشير الدين محمود وعبد المجيد، وكلاهما كان يعمل بلجنة الطاقة الذرية الباكستانية حتى تقاعدا في عام 1999، وقاما بعدة رحلات إلى أفغانستان والتقيا ببن لادن، ولكنهما قالا إنهما كانا يقومان فقط بأعمال خيرية هناك.
ومن جانبها رفضت الحكومة الباكستانية التعليق على إمكانية ارتباط العالمين ببكتريا الجمرة الخبيثة. وقال كبير المتحدثين باسم الحكومة الباكستانية، الجنرال رشيد قرشي إن العالمين يشتبه في انتهاكهما القواعد التي تنطبق على العلماء الباكستانيين العاملين بالحكومة حتى بعد التقاعد، وأنهما انتهكا القيود المفروضة على السفر. وأضاف أنه لن يستطيع الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول التحقيقات حتى تكتمل.
ومع هذا، فقد ذكر تقرير نشرته مجلة "ذي ايكونوميست" في عددها هذا الأسبوع أن الأدلة التي تم جمعها من مكتب في كابول تقترح أن العالمين المقيمين في باكستان كانا يعملان وفقا لخطة لصنع قنبلة تحتوي على بكتريا الجمرة الخبيثة. وقد استخدمت منظمة التعمير الإسلامية ،وهي منظمة خيرية أنشأها بشير محمود وعبد المجيد منذ عامين لتمويل الأنشطة الخيرية والتجارية في أفغانستان، هذا المكتب، حيث كانت توجد وثائق حول الجمرة تم تحميلها من شبكة الإنترنت بالإضافة إلى تفاصيل حول الخطط الأمريكية لتطعيم القوات العسكرية ضد المرض.
الاتهامات
وقد تم القبض على هذين العالمين من قبل في 23 تشرين الاول (أكتوبر) الماضي على الحدود الِشرقية لمدينة لاهور. وقالت السلطات الأسبوع الماضي أنها قد أطلقت سراحهما، إلا أن القرشي قال يوم الثلاثاء أن العالمين قد تم القبض عليهما مرة أخرى لمزيد من التحقيقات ولا توجد اتهامات محددة ضدهما.
وقال مسؤولو الأمن والاستخبارات أنه خلال الجولة الأولى من التحقيقات قام العالمان بإخفاء بعض الحقائق وتجنبا الأسئلة التي تثير الشكوك حولهما. وقال المسئولون إن باكستان تشترك في التحقيقات مع محققين من دول التحالف.
وقد تضمنت المعلومات التي وردت من أفغانستان تفاصيل حول ارتباط الرجلين بوزارة الزراعة الأفغانية والتي يشتبه المسئولون في قيامها بإجراء أبحاث حول الأسلحة الكيميائية ومن ضمنها الجمرة الخبيثة. ولم يدل المسئولون بأية تفاصيل حول إمكانية تورط العالمين.
وقال المسؤولون الحكوميون إن العالمين قد سافرا إلى دولة أفغانستان المجاورة عدة مرات عقب تقاعدهما والتقيا ببن لادن خلال مناسبتين. وقال العالمان إنهما زرا أفغانستان بتكليف من المنظمة الخيرية التي ساعدت الفلاحين والطلبة الأفغان. وأنكرا إدلائهما بأسرار نووية إلى نظام طالبان أو بن لادن.
ويقول المسئولون في باكستان، التي أجرت أولى تجاربها النووية في عام 1998، إنه ليس هناك ما يدل على أنهما قد أطلعا أي شخص في أفغانستان على أسرار نووية. ويعتبر بشير الدين محمود الأب المؤسس لبرنامج الأسلحة النووية الباكستانية حيث رأس منشأة خشاب النووية وهي أكبر منتِج لمعدن البلاتينيوم المستخدم بصفة رئيسية في إنتاج الأسلحة النووي. بينما كان عبد المجيد المدير الفني للمعامل الجديدة وهي أكبر مرفق لتصنيع الأسلحة النووية في باكستان .