&
لندن ـ اكدت مصادر مقربة رئاسة الحكومة البريطانية في حديث لـ "ايلاف" ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير اتفقا بحضور رئيس الوزارة الفرنسية&ليونيل جوسبان على ضرورة محاصرة محاولات الصقور في اليمين الاميركي الحاكم في محاولاته توسيع نطاق الحرب الراهنة ضد الارهاب الى اوسع من حدودها المرسومة.
والتقى شيراك مصطحبا معه رئيس حكومته الاشتراكي مع رئيس الحكومة البريطاني في 10 داونينغ ستريت حيث استعرض الجميع بوجود مستشارين بريطانيين وفرنسين التطورات الراهنة عسكريا وسياسيا على الساحة الافغانية.
وقالت المصادر في حديث لـ "ايلاف" عبر الهاتف ان بيلر وشيراك اتفقا على توحيد موقفهما في مواجهة توسيع نطاق الحرب ضد الارهاب في المنطقة ليشمل بذلك العراق او اية دول اخرى.
واضافت ان الرجلين قررا الوقوف الى جانب بعضهما البعض "كتفا الى كتف" لمواجهة مخططات الصقور في الادارة الاميركية لتوسيع نطاق الحرب.
وقالت ان رئيس الوزراء وضيوفه الفرنسيين اتفقوا على ضرورة مواجهة خطط الصقور الاميركيين الذين يتزعمهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الداعية الى توسيع نطاق الحرب لتشمل العراق.
واكدت المصادر في حديثها الى "ايلاف" قائلة "الهدف الآن هو افغانستان، وحين تنتهي المهمة هناك فلكل حادث حديث حسب التطورات الاستراتيجية، وما يلحق بها من الحفاظ على المصالح الدولية بعيدا عن تأثيرات شبكات الارهاب".
ولمحت المصادر البريطانية الى ان عددا من المستشارين في الادارة الاميركية "وهم من المتشددين الصقور" يحاولون الذهاب بعيدا في الحرب الراهنة "وهو امر لم يكن متفق عليه"، وقالت ان هؤلاء ومن ضمنهم وزير الدفاع والمستشار ريتشارد بيرل يحاولون الضغط على الرئيس جورج دبليو بوش لتوسيع نطاق الحرب لتشمل العراق.
واشارت الى ان بلير وشيراك وجوسبان يرفضون جميعا هذا المخطط اليميني الاميركي الذي يتجاوز ما اتفق عليه في اللقاءات العديدة بين زعماء التحالف الغربي ضد الارهاب.
واخيرا، اكدت المصادر على ان 10 داونينغ ستريت يرى ان "الحالة لافغانية، هي المكان الوحيد الذي يجب التركيز عليه سياسيا وعسكريا في المرحلة الراهنة".
وحذرت من ان محاولات "البعض في الادارة الاميركية توجيه الاهداف حسب رغباتها سيكون لها نتائج سلبية على التحالف الدولي الراهن في مواجهة الارهاب الدولي".
يذكر ان بعض قيادات الادارة الاميركية دأبت منذ ايام قليلة ومن خلال بيانات وتصريحات لمسؤوليها في الحديث عن تورط العراق في دعم ورعاية الارهاب، واشارت تلك التصريحات الى ان المهمة الآتية هي اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين.
وهي في ذلك تتعارض تماما مع مواقف وزير الخارجية المعتدل كولن باول الذي اصبح هدفا يوميا في الانتقادات لهذه المجموعات في الادارة الاميركية، خصوصا وانه صرح منذ البداية بضرورة اتمام الاهداف الاستراتيجية للحرب الراهنة ضد الارهاب في افغانستان ومن ثم ينبغي التفرغ للاماكن الاخرى.
ولكن موقف الصقور الاميركيين جوبه في عواصم اوروبية بالرفض التام، والآن تؤكد لندن وباريس وهما العاصمتان القوية في اوروبا الغربية على رفض ما يتحدث عنه بعض اركان ادارة الرئيس الاميركي الجمهوري في المرحلة الراهنة.
واخيرا، حذرت مصادر 10 داونينيغ ستريت من ان استمرار الصقور الاميركيين في الحديث عن شمول العراق في الحرب الراهنة سيكون له مردودات سلبية على التحالف الراهن.&&