&موسكو- اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جورجيا الجمعة بايواء ارهابيين على اراضيها، ما القى بظله على قمة مجموعة الدول المستقلة، بالرغم من اجماع دول الاتحاد السوفياتي السابق على وجوب المساهمة في مكافحة الارهاب. وقال الرئيس الروسي في ختام قمة مجموعة الدول المستقلة (الاتحاد السوفياتي السابق باستثناء دول البلطيق الثلاث) ان "جزءا من الارهاب الدولي متمركز في جورجيا لسوء حظنا ولسوء حظ الشعب الجورجي".
&وكان رئيس جورجيا ادوارد شيفاردنادزه اقر في ايلول/سبتمبر الماضي بوجود متمردين في منطقة بانكيسي الجبلية وهي منطقة محاذية للشيشان تقع شمال شرق جورجيا وخارجة عن سيطرة تبيليسي. ولم يرد وزير الخارجية السوفياتي السابق في عهد ميخائيل غورباتشيوف على اتهامات بوتين. وتجنب حتى انتقاد نظيره الروسي بشأن القصف الجوي الذي استهدف منطقة بانكيسي الثلاثاء حسب جورجيا التي تنسبه الى الجيش الروسي. وكرر شيفاردنادزه اتهاماته للقوات الروسية، معتبرا ان بوتين لم يكن على علم بالمسألة. من جهته، شكك الرئيس الروسي في ان تكون عمليات القصف هذه حصلت فعلا، في حين "لم تسفر عن سقوط اي قتيل".
&وقال "اما ان تكون هذه الضربات لم تحصل، او ان تكون استهدفت مناطق غير آهلة". وتشهد العلاقات بين موسكو وتبيليسي تدهورا متواصلا منذ عودة الخلاف بين روسيا والشيشان في تشرين الاول/اكتوبر 1999. وبعد ان اتهمت موسكو مرارا تبيليسي بالسماح بنقل اسلحة ومقاتلين الى الشيشان عبر اراضيها، قررت في كانون الاول/ديسمبر 2000 فرض نظام جوازات السفر مع جورجيا.
وفي مطلع تشرين الاول/اكتوبر، تاججت المواجهات في منطقة ابخازيا الانفصالية في جورجيا، ما زاد من حدة الخلاف بين الدولتين. وفي حين شن مئات المقاتلين الجورجيين والشيشان هجوما على القوات الابخازية، اتهمت تبيليسي روسيا بمساندة الابخاز عبر شن غارات جوية على اراضيها. وطالبت سلطات جورجيا بانسحاب قوات التدخل الروسية المنتشرة منذ عام 1994 في ابخازيا بتفويض من مجموعة الدول المستقلة.
&من جهة اخرى، فان موسكو لا ترحب بترشيح جورجيا للانضمام الى منظمة حلف شمال الاطلسي في العام 2005. وفي ما عدا الخلافات بين روسيا وجورجيا، جرت القمة التي احتفلت بالذكرى العاشرة لتأسيس مجموعة الدول المستقلة وسط اجواء من الوفاق والايجابية. واعرب رؤساء الدول الاثنتي عشرة بالاجماع عن عزمهم على مكافحة الارهاب الدولي والمساعدة على تنظيم مرحلة ما بعد طالبان. كما اجمعوا على اعتبار حصيلة نشاطات مجموعتهم ايجابية. واكدوا في بيان مشترك "عزمهم الثابت (...) على المشاركة في نظام شامللمكافحة الارهاب الدولي".
&كما ايدوا عملية التسوية السياسية للوضع في افغانستان الجارية برعاية الامم المتحدة، في وقت تعقد الفصائل الافغانية مؤتمرا في بون (المانيا) حول المستقبل السياسي لهذا البلد. وتضم مجموعة الدول المستقلة ثلاث دول محاذية لافغانستان هي تركمانستان وطاجيكستان واوزبكستان. وقد قدمت الدول الثلاث دعما لوجستيا للجيش الاميركي في عملياته العسكرية في افغانستان. وفي وقت رأت صحيفة كومرسانت الجمعة ان مجموعة الدول المستقلة محكوم عليها ان "تموت بهدوء" ان لم تعمد الى اصلاح بنيتها، ابدى الرؤساء الاثنا عشر ارتياحهم للدور الذي لعبته من اجل "دمج" الدول، ما حال دون تفكك الاتحاد السوفياتي بالطريقة المأسوية التي عرفتها يوغوسلافيا.