&
ايلاف - ترجمة طارق السعدي: تنشر غدا صحيفة "وبروست" التي تعتبر من ابرز ثلاث دوريات اسبوعية في بولندا، المقابلة& التي اجرتها قبل اسبوع مع الملا محمد عمر والتي تمت، حسب مدير تحريرها،&"عبر وسطاء بطريقة شديدة التعقيد ، ان لا شك لديه على الاطلاق في صحة هذه المقابلة". وقد اجرى المقابلة الصحافي البولندي هنريك سوكار الخبير في الشؤون الافغانية الجمعة الماضي عبر الهاتف من وارسو. وتكلم خلال 15 دقيقة مع "وسيط كان ينقل الاسئلة الى الملا عمر ثم يترجم له الاجوبة". واكد المسؤول في الصحيفة غيزنسكي ان الملا عمر "لم يكن يحمل الهاتف بنفسه وان الصحيفة لا تملك تسجيلا لصوته". واوضح ان المعارضين لطالبان سهلوا حصول المقابلة.
وقال "رغم العمليات العسكرية ضد طالبان فان خصومهم في افغانستان يبقون على اتصال بهم بواسطة هاتف عبر الاقمار الاصطناعية". الا ان صحيفة البريد الدولي باغثت المهتمين ونشرت الحوار قبل ان تنشره الصحيفة البولندية وايلاف تنشر صيغته العربية لاول مرة.&
وفي ما يلي نص الحوار :
وبروست- في الخمس سنوات الماضية سادت طالبان على الاجزاء الكبرى من افغانستان&ليخرج اليوم95%&من التراب الافغاني&عن رقابتهم. هل ستصمد قندهار قلعة طالبان الروحية؟ هل تعتقدون ذلك؟
الملا عمر - بغض النظر عن سعة التراب الافغاني التي نراقب، المهم هو قتاليتنا وتضحيتنا وارادتنا ودعم الشعب الأفغاني باكمله. بقعة صغيرة من الارض تكفينا للاستمرار في الدفاع عن انفسنا ورفض الاستسلام والقتال حتى النفس الاخير. واذا استمر القصف الاميركي فاقسم بالله بأن اعداءنا الامريكيين لن يناموا ليلة واحدة في سلام.
&
وبروست - تريدون تخويف الاميركيين؟ لكن الولايات المتحدة ليست دون حماية انها قوة كبرى..
الملا عمر - وراؤنا قوة المسلمين اجمع عبر العالم ونعتمد على المجتعات والاحزاب الاسلامية.
&
وبروست - أي بلد مسلم على استعداد لمؤازرتكم بعد ما حدث في 11 شتنبر؟
الملا عمر - انهم كثيرون نعتمد على المجتمعات والاحزاب الاسلامية ولمن يشك في ذلك فان التضامن الاسلامي حقيقة وواقع. نعم وعلى اعدائنا ان يعرفوا باننا سنحرر افغانستان. سنخلص البلد من الاجانب. اقسم بـاننا سنحرر جميع الاراضي التي يعربد فيها الاميركيون. لقد جاوزت انانيتهم الخيال، انهم يعتقدون بأنهم ملاك الارض جمعاء.
&
وبروست - كان بامكانكم ان تحلوا المشكل بطريقة ودية. لماذا لم تستغلوا هذه الفرصة؟
الملا عمر - لقد كنا نود الحديث الى اميركا. ولا احد يستطيع ان يثبت اننا لم نكن نرغب في ذلك. وكان لابد ان نتكلم وجها لوجه طبق للقواعد الدولية المتعارف عليها. لكن الامريكيين تصرفوا بشكل دكتاتوري. ومطالبهم كانت غير مقبولة.
&
وبروست - بماذا فوجئتم في التصلب الاميركي؟
الملا عمر - امر تسليم اسامة بن لادن. ليست هناك لاحجج ولاوثائق تشهد على تورطه في الاحداث الارهابية لنييويورك وواشنطن. ورغم ذلك كنا مستعدين لتجاوز الصعوبات. واقترحنا تنظيم محاكمة في بلد محايد، في بلد اسلامي. فرفضوا الاستماع الينا. في عام 1999 حين التقينا لاول مرة طلبنا من الاميركيين تسليمنا الوثائق التي تدين المجاهد اسامة بن لادن. ولم يكسفوا لنا ابدا عن اي شيء. فهل نصدق الاميركيين من أقوالهم فقط؟
&
وبروست - لكن المغامرة بالحرب وكما يعلم الجميع ستؤدي الى زوال الطالبان. فهل كانت هي الحل الامثل؟
الملا عمر - ان هذه الحرب لم نكن نرغب فيها لكن هاهي هنا. الكثيرون يعتقدون بان الحرب كان بالامكان تجاوزها. لقد اشعلت الحرب من قبل القوى التي ساندت جورج بوش ماليا اثناء حملته الانتخابية.
&
وبروست - ما مصلحتهم في ذلك؟
الملا عمر - لكي يغتنوا. ان الحرب مصدر لا ينضب من المداخيل. وتمكن أيضا من تحقيق اهداف سياسية. وبوش اراد اعادة صياغة سمعته. تذكروا بان وضعيته لم تكن بالمريحة بعد الانتخابات الرئاسية الشهيرة.

وبروست - تؤكدون بانكم ستتشبتون بقندهار الى النهاية لكن اعتذر باخباركم بان الصحفي الباكستاني حميد هير يتخيلكم منذ الآن وانتم تمارسون حرب العصابات انطلاق من الجبال..
الملا عمر - الله وحده يعلم الجواب. سنبقى في قندهار لكن سنهاجم اماكن اخرى. ففي أفغانستان 40 الف من الطالبان المجهزين جيدا يتحرقون للقتال. وهذا ليس هراء.
&
وبروست - وما راي صديقكم ومستشاركم الاقرب أسامة بن لادن من موازين القوى هذه. هل تتابعون علاقاتكم به؟ فحسب الناطقين الرسميين باسم طالبان فقد قطعتم عنه حرارة الفاكس والتلفون...
الملا عمر - اعترف بان قرار قطع وسائل الاتصال مع العالم الخارجي لاسامة بن لادن كان قرارا متسرعا. المنظمات الدولية كانت ترغب في ذلك ونحن نفذناه. لقد امتثلنا الى قراراتهم. فاسامة بن لادن لم يعد قادرا حتى على الاتصال بعائلته. الا ان الامر اليوم اختلف. لقد فرضت الحرب على الامة الأفغانية البريئة. فرفعنا منع الاتصال عنه. فوزعنا السلاح على اصدقائنا وأعددناهم للجهاد المقدس. وعلى اميركا ان تنتظر مفاجآت عدة. سأعاود اليوم ما كررته منذ البدء: طالبان ليست عدوا للامة الاميركية لقد صرناه رغما عنا. لم يكن بيدنا الخيار. سلوك الادارة الاميركية يجبرنا على الرد. وهذا ما يولد الانطباع باننا نكره كل الأمريكيين.
&
وبروست - قابلت القائد مسعود اكثر من مرة وموته لمست بعمق كل اللذين يحترمونه. البعض يقول بان اغتياله مرتبط بالاستعدادات لحوادث 11 شتنبر وبان اغتياله كان بوحي من بن لادن ومنظمته القاعدة...أين الحقيقة؟
الملا عمر - هذا لامعنى له! نحن نجهل من قتل مسعود. نعرف فقط بان محيطه تمزق الى فصيلين متحاربين وبان النزاعات الشخصية تحكم الموقف. نعتقد بان اغتياله من صنع تحالف الشمال. لكن من قام بذلك (اغتيال مسعود) هو حليفي، لان فعلته تلك قدمت خدمة للاسلام.
&
وبروست - كيف ان مقتل مسعود المحارب الذي لايقاوم للغازي السوفييتي يمكن ان يساعد الاسلام؟
الملا عمر - لكونه (مسعود) رفض وقف الحرب.
&
وبروست - لأنه لم يكن يرغب في دكتاتوريتكم؟
الملا عمر - ان الحرب كانت تسيء للاسلام. واخيرا فانا لاارى اي رابط بين تفجيرات 11 ايلول (سبتمبر) واغتيال مسعود. واذا كان هذا الرابط موجودا، فان المصالح الخاصة الاميركية بديهيا هي التي وضعته. فليشتغلوا ! أريد فقط أن أقول بأن التفجيرات المركز التجاري العالمي والبنتاغون هما من الصنع المشترك لاسرائيل والهند.
&
وبروست - لماذا هذين البلدين بالضبط؟
الملا عمر - انهما الأكثر عداوة للمسلمين. يرغبون في تاكيد ارهابية المسلمين.
&
وبروست - لأية مصلحة؟
الملا عمر - الهند لديها مشاكل بكشمير. فلم تستطع الحصول على هذه المنطقة الا بعد مكر احد الزعماء المحليين. اسرائيل من جهتها لم توضع هباء بل لان الفلسطينيين اوفياء للاسلام. ففي السنة الماضية بدلهي ناقشت المصالح الامنية السرية الهندية والاسرائيلية انشطتها المشتركة. واستطيع هنا التاكيد فقط على ان منفذي التفجيرات لاعلاقة لهم لا ببن لادن ولا بالجماعات الاسلامية.