ايلاف- نبيل شرف الدين:
قال مصدر استخباراتي في باكستان أن الملا عمر أمير جماعة "طالبان" المتمركز حالياً في آخر معقل تسيطر عليه الحركة في ولاية "قندهار" ، أنه بات يخشي إقدام أحد عناصر الحركة على قتله‏ ، حتى من بين حراسه الشخصيين الذين يلازمونه لحمايته هو وأسرته ، وأضاف المصدر إن الملا يحاول سراً التفاوض مع قادة قوات التحالف الشمالي ، حول تأمين استسلامه بعد أن فقد السيطرة علي قواته وانقطع اتصاله بها‏ ، وأن شروطه تقلصت إلى شرط وحيد هو ألا يسلم للولايات المتحدة الأميركية ، ويقيم في باكستان كلاجئ سياسي مع عدد من أعوانه ، بينما لم يتطرق إلى وضع أسامة بن لادن ، ومعاونيه ، الذين وصفهم المصدر الباكستاني أنهم كانوا أكثر إخلاصاً لابن لادن من مقاتلي "طالبان" الذين أقدمت أعداد كبيرة منهم على الفرار والخيانة ، لدرجة أن بعضهم راح يعرض خدماته على رجال الاستخبارات الأميركية المنتشرين في مناطق من أفغانستان وباكستان ، لتزويدهم بمعلومات مقابل مكافآت مالية ، أو حتى مقابل العودة لمنازلهم في "كابول"
وحول وضع ابن لادن الآن ، قال قائد سابق للجيش الافغاني يدعي شاتا وازتاني أن بإمكانه أن يكسب بعض الوقت بالاختباء في الكهوف النائية بافغانستان لكنه لا يستطيع الهرب إلي الأبد‏ ، وأن أميركا مصممة على ملاحقته ، تعاونها في ذلك قوى أفغانية وباكستانية ، وبعض رجال "طالبان" الذين تمت شراء ذممهم ، وبدلوا ولاءاتهم 180 درجة في الاتجاه المعاكس .
وأضاف تاني أنه من الصعب التنبؤ بالايام أو الأسابيع التي يمكن تمر قبل القبض علي بن لادن لكنه أكد أن نهايته ليست بعيدة‏.‏
وأوضح تاني الذي يعد من أبرز المقاتلين الأفغان السابقين المتمرسين في قتال الجبال أنه إذا كان بن لادن مختبئا في منطقة الكهوف الشرقية في ثوار بورا فلديه بعض الوقت للبقاء علي قيد الحياة‏.‏
واعترف تاني بانه قد لا يكون مستحيلا ولكن من الصعب للغاية القيام بعمليات برية في تلك المناطق ، وحذر من أن القصف الجوي لمنطقة "تورا بورا" قد يحدث اضرارا جسيمة ، لكنه لن يكون كافيا للقضاء علي هؤلاء المختبئين في الكهوف‏ ، وحسم الأمر من الجو فقط .. مؤكداً أن المهمة صعبة
ويعتقد تاني انه ينبغي علي القوات الأمريكية تدمير‏70%‏ من "تورا بورا" عبر موجات من القصف الجوي والصاروخي قبل شن هجوم بري للقبض علي أسامة بن لادن وأعوانه أحياء أو قتلهم .
وكان مواطن أفغاني زار "تورا بورا" مؤخرا قد ابلغ الصحفيين انها تضم مجمعا يشبه الفندق الفخم يتألف من العديد من الغرف‏ ومزود بنظام تدفئة وتهوية‏ ، وتبعد تلك المنطقة ـ التي توصف بأنها المكان المفضل للمجرمين والإرهابيين ـ مسيرة ثلاث‏ ساعات عن اقرب قرية بالقرب من الحدود مع باكستان ولا يصلح دخولها سوي سيرا علي الاقدام أو فوق الجياد‏.‏
ومن جهة ثانية أعلن مسئول عسكري أميركي ان الولايات المتحدة ستقوم بعد أفغانستان بعمل منسق ومحدد مع حلفائها للقضاء علي خلايا شبكة القاعدة في أماكن أخرى في العالم‏ .