بينما كانت أنظار عربية تتجه الى ما يجري من مناقشات حول حوار الحضارات في المؤتمر الذي دعت إليه الجامعة العربية‏,‏ كانت الخطط الأميركية البريطانية يجري إعدادها على قدم وساق‏,‏ وتوضع لمساتها النهائية على أيدي كبار العسكريين لتنفيذ المرحلة الثانية من الحملة العسكرية الأميركية ضد الأشرار‏,‏ وظهر من التقارير الصحفية ان الأشرار المقصودين‏,‏ يوجدون فقط في عدد من المواقع التي ظهرت علي الخرائط‏,‏ واتضح انها كلها لدول عربية مثل‏:‏ العراق‏,‏ السودان‏,‏ الصومال‏,‏ اليمن‏..‏ وما قد يستجد بعد ذلك‏.‏
وكان الرئيس بوش وكبار المسئولين الأمريكيين قد أكدوا في اتصالاتهم مع كبار المسئولين العرب‏,‏ اثناء الإعداد للحرب في افغانستان والسعي المحموم الذي سبق ذلك لإقامة التحالف الدولي ضد الإرهاب أن العمليات العسكرية سوف تركز علي ضرب قواعد الإرهاب في أفغانستان‏,‏ ويعني بها تنظيم القاعدة الذي يرأسه بن لادن وقوات حكومة طالبان التي تحتضنه ولن تكون أهداف هذه الحملة ضرب دول عربية أو إسلامية أخري‏.‏
ولكن الرئيس بوش كشف في كلمة ألقاها في عيد الشكر وهو يزور قاعدة فورت كامبل العسكرية في إحدي الولايات الأمريكية‏,‏ ان الحرب في أفغانستان لن تنتهي بدحر طالبان وضرب تنظيم القاعدة والقضاء علي بن لادن‏,‏ بل ستتجه الي أهداف عسكرية أخري‏..‏ بدعوي انه لابد من ضرب فروع شبكة القاعدة وخلاياها التي عششت في بعض دول عربية‏,‏ وعلي رأس هذه الدول الصومال واليمن والسودان‏..‏ وهناك ثأر قديم بين أمريكا وكل من الصومال واليمن‏,‏ الصومال التي تعرضت فيها القوات الخاصة الأمريكية لهزيمة ساحقة عام‏1993‏ في أثناء قيامها بعملية لحساب الأمم المتحدة‏.‏ واليمن التي وقع في ميناء عدن حادث تفجير المدمرة الأمريكية كول وقتل فيها‏19‏ جنديا أمريكيا‏.‏
والمعروف أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يقوم بزيارة رسمية حاليا لواشنطن للتفاهم حول المطالب الأمريكية بشأن اعادة فتح التحقيق في حادث كول وإعطاء المخابرات الأمريكية وأجهزة التحقيق جميع الصلاحيات لتحديد وتعقب المشتبه في تورطهم في الحادث‏.‏ وتشك الأجهزة الأمريكية في وجود علاقة بين الشيخ عبد المجيد الزنداني زعيم حزب الإصلاح وبن لادن‏,‏ واحتمال اختباء عدد من افراد القاعدة لدي قبائل يمنية‏.‏
ويوجد اعتقاد قوي بأن العراق علي رأس القائمة لأنها تمتلك أسلحة دمار شامل وهو ما يعد مصدرا للإرهاب‏,‏ وقد أشار بوش اليها والي سوريا في حديث للنيوزويك‏..‏
وبعبارة أخري فإن انخراط العرب في حوار للحضارات الآن‏,‏ لن ينجيهم من الأخطار المحدقة المقبلة‏.‏(الأهرام المصرية)