دمشق ـ من جانبلات شكاي: اكد ممثل "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" في لبنان وسورية بيان جبر، ان تنظيمه ضد اية ضربة اميركية تستهدف البنية الوطنية وارواح الشعب العراقي ومرافقه الاجتماعية، "لكن لن نذرف الدموع على ضربة تطيح النظام، طالما يأتي ذلك في إطار القرارات والشرعية الدولية".
واعلن جبر ان النظام العراقي يمتلك "الانثراكس" منذ فبراير العام 1998، و"كشف المجلس الاعلى عن ذلك رغبة منه في وضع خطورة النظام، وما يشكله من تهديد جدي ضد ابناء شعبنا العراقي في الشمال والجنوب عبر استخدامه الاسلحة الكيماوية والبيولوجية، على طاولة القادة العرب ولمعرفتنا القديمة بان النظام لن يتوانى عن استخدام كل الوسائل المحرمة دوليا ضد الجوار العراقي والدول الشقيقة".
وتحدث جبر خلال لقاء خاص مع "الرأي العام" عن اعتقاده بوجود تشابه كبير بين الازمتين الافغانية والعراقية، يصل درجة التوحد والتطابق، معبرا عن اعتقاده بان "الدول العربية التي لم تحتضن المعارضة العراقية سوف تخسر الكثير عند رسم صورة الحكم السياسي المستقبلي في العراق، كما هو حال باكستان التي اعتبرت طالبان هي الشرعية، وتعاملت معها من بين دول العالم والمحيط الافغاني المجاور بوصفها دولة".
واكد جبر ان العلاقات القائمة بين سورية والعراق وإيران "لم تتجاوز طابعها الاقتصادي والتجاري، ورغم تحسنها فان المعارضة العراقية ظلت موجود على الساحتين (السورية والايرانية) وتمارس عملها ونشاطها السياسي والاعلامي"، كاشفا في الوقت ذاته ان "المجلس الاعلى" ليس في حساباته حاليا طرح موضوع فتح مكتب له في الكويت.
وفي ما يلي نص اللقاء:
?& هل تعتقدون ان هناك ضربة اميركية قادمة ضد العراق، وما موقف "المجلس الأعلى" من مثل هذه العملية؟
ـــ نعتقد ان صدام ومنذ احداث 11 سبتمبر، يعمل على استعجال الضربة العسكرية عبر ممارسات استفزازية على الحدود مع الكويت وحشد القوات على خطوط التماس مع كردستان العراق وترويع ابناء شعبنا الكردي, صدام حسين يسعى جاهدا هذه المرة الى توظيف التداخل بين الازمتين اللتين تعمل الادارة الاميركية عليهما: ازمة اسقاط حركة طالبان في افغانستان، وازمة توجيه ضربة عسكرية ضده، لأن هذا التداخل برأيه سيربك أداء واشنطن من جهة، ويستنفر المواقع العربية والقرار العربي, ناهيك عن الآثار المترتبة على استهداف العراق اذا لم تكن الضربة العسكرية الاميركية محسوبة الآثار والنتائج.
أما عن الضربة المحتملة، فنحن ليس لدينا معلومات عن زمنها أو طبيعتها، بل نحاول ان نقرأ الافق السياسي المنظور من خلال تصريحات المسؤولين الاميركيين ولقاءات تعقدها فصائل عراقية معارضة مقيمة في لندن مع المسؤولين في ادارة (جورج) بوش، وتزايد لغة ادانة النظام عبر تورط احد مسؤوليه الامنيين في تشيكيا مع المشتبه فيه محمد عطا.
ان النظام لديه يقين، بان هناك ضربة عسكرية اميركية ضده، ووصل الامر بتعامله مع هذا اليقين ان يصرح السيد طارق عزيز نائب رئيس مجلس الوزراء بان الضربة الاميركية قادمة، بل وصل به هذا اليقين من خلال تحديد 300 موقع للنظام تنوي القوات الاميركية استهدافها بـ1000 صاروخ في الحملة العسكرية المتوقعة، واذا كان هناك زمن مفترض للضربة العسكرية فارجو ان تحيلوا السؤال على السيد طارق عزيز ذاته، فهو اعلم بذلك.
"المجلس الأعلى" ضد اية ضربة اميركية تستهدف البنية الوطنية وارواح الشعب العراقي ومرافقه الاجتماعية، ولن نذرف الدموع على ضربة تطيح النظام، طالما يأتي ذلك في إطار القرارات والشرعية الدولية.
?& من الحجج التي تسوقها الولايات المتحدة للتمهيد لعمل عسكري محتمل ضد العراق، تورط النظام في انتاج اسلحة كيماوية, كيف تنظرون الى مثل هذه الأقوال، خصوصا انكم في "المجلس الأعلى" كنتم ومنذ سنوات ممن نشر معلومات على توفر "الانثراكس" لدى بغداد؟
ـــ صحيفة "نداء الرافدين" وفي عددها 172 في 26 فبراير العام 1998، كشفت عن قيام النظام في بغداد بتعبئة مادة "الانثراكس" وتسويقها، الى ما اسماه النظام، باعداء العراق، على خلفية قناعة مسؤولي النظام القائلة ان حرب الخليج الثانية لم تنته بتحرير الكويت وطرد القوات العراقية منها، كما ان "المجلس الاعلى" كشف الكثير من جهود النظام التي سعى من خلالها الى امتلاك اكبر قدر ممكن من اسلحة الدمار الشامل، خصوصا بعد قراره بمنع المفتشين الدوليين من معاودة الدخول الى العراق ومزاولة تفتيش مواقع الاسلحة العام 1998 ورفض تطبيق القرار 1284.
اما لماذا كشف ويكشف "المجلس الأعلى" وباستمرار مثل هذه المعلومات، فالسبب يكمن في رغبته بوضع خطورة النظام وما يشكله من تهديد جدي ضد ابناء شعبنا العراقي في الشمال والجنوب عبر استخدامه الاسلحة الكيماوية والبيولوجية، على طاولة القادة العرب، ولمعرفتنا القديمة بان النظام لن يتوانى عن استخدام كل الوسائل المحرمة دوليا ضد الجوار العراقي والدول الشقيقة.
ان رغبتنا تلك تنطلق من ايماننا الشديد برؤية العراق، وهو يساهم في ارساء البناءات الواقعية للامن والاستقرار في المنطقة العربية والاسلامية، ولأننا نريد لبلدنا ان يكون قاعدة لمنظومة الامن الاستراتيجي العربي وان يلعب دورا مؤثرا في صناعتها، لا أن يكون مستهدفا بسيادته ومستقبله وقراره الوطني بوجود هذه الاسلحة ووجود نظام لا يعير اهمية لمصالح الشعب العراقي ومصيره.
?& في سيناريو الحرب التي جرت وتجري في افغانستان، ضرب الاميركيون عبر طائراتهم، وتحركت المعارضة على الارض لاطاحة نظام "طالبان"، هل يمكن تنفيذ سيناريو مشابه في العراق؟ ومن يمكن ان يشارك من اطراف المعارضة في العملية؟ وهل "المجلس الأعلى" منها؟ وفي هذه الحال الا تخشون من انقلاب في الرأي العام، ان لم يكن الداخلي فقط وانما الاقليمي والعربي والاسلامي، لأن المعارضة وقفت مع العدو الخارجي؟
ـــ هناك تشابه كبير بين الازمتين الافغانية والعراقية يصل درجة التوحد والتطابق، فالتعددية القومية والسياسية والدينية وامتداداتها الاقليمية والدولية قائمة وموجودة في الطرفين، والقوى الاقليمية، ايران، تركيا والسعودية، لعبت وتلعب دورا محوريا في تفعيل وتحريك الازمتين، اضافة الى دخول روسيا والولايات المتحدة في تفاصيل الوضعين العراقي والافغاني.
وبالنظر الى المعارضتين، لم يسبق ان توحدت المعارضة الافغانية خلال 23 سنة مثل وحدتها في مواجهة المتغيرات الحالية ضد "طالبان"، بل ان هذه المعارضة لطالما اتهمت بسعيها الى تقسيم افغانستان وتجزئتها على اسس طائفية وقومية ودينية, لكن الوقائع اثبتت ان تحالف الشمال مع القرارات الدولية واحترام رغبة المجتمع الدولي في اقامة دولة افغانية تساهم كل القوى السياسية في صناعتها، ولم يشكل حكومة في كابول رغم سيطرته المطلقة على العاصمة.
المعارضة العراقية موحدة في اهدافها وفي خططها المستقبلية ازاء صورة العراق القادم وليست بحاجة الى دعوات الى الوحدة لأنها اساسا متفقة وموحدة، هذا مع الاخذ في الاعتبار الخلاف على آليات الاسقاط، وطرقه وآساليبه.
اذن هنالك معادلة يمكن تسميتها معادلة 6+2 تتحكم بمستقبل استقرار البلدين, وتساهم في صناعة الدولة في النموذجين الأفغاني في كابول والعراقي في بغداد.
في النموذج الافغاني، هناك ستة اطراف اقليمية مجاورة مضافا اليها طرفان دوليان هما أميركا وروسيا، والنموذج العراقي تحوطه ستة قوى اقليمية، هي ايران، تركيا، الكويت، السعودية، سورية، والاردن، اضافة الى دخول روسيا والولايات المتحدة.
قبل سقوط كابول بيد التحالف الشمالي، كانت المعارضة تمتلك 10 في المئة من الاراضي الافغانية، اما المعارضة العراقية فتمتلك ما يقارب 25 في المئة من مساحة الاراضي العراقية في الشمال والجنوب.
ان التطابق والتشابه قائم في النموذجين الافغاني والعراقي، وهذا التشابه فرض نفسه حتى على اللاعبين في الازمة الافغانية خصوصا دول الستة المجاورة, خسرت الكثير من الاطراف حضورها في صورة الحكم السياسي المستقبلي في افغانستان رغم ادوارها وحضورها المميز مثل باكستان, تحولت الانظار وتكثف الحضور السياسي للدول التي تبنت المعارضة الوطنية الاسلامية الافغانية، في حين تراجع دور باكستان لانها اعتبرت "طالبان" هي الشرعية وتعاملت معها من بين دول العالم والمحيط الافغاني المجاور بوصفها دولة, وبرأيي أن تجربة باكستان ستكرر في العراق، إذ أن الدول الإقليمية التي احتضنت المعارضة العراقية في كفاحها لاسقاط النظام، يقيناً سيكون لها حضورها القوي في عراق المستقبل على عكس الدول التي وقفت ضد رغبة الشعب العراقي في انهاء هذا الحكم الجائر.
?& صدرت تصريحات لمسؤولين عرب واسلاميين معارضة لتوجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لاي دولة اسلامية اخرى، كيف تقيمون جدية مثل هذه التصريحات وردود الافعال التي يمكن ان تسفر عن توجيه الضربة الى العراق؟ وما هي انعكاسات الامر على المعارضة العراقية الموجودة في الدول الاقليمية؟
ـــ المعارضة العراقية لا تتدخل في شؤون الدول العربية، لكننا مع أي موقف عربي يقف الى جانب الشعب العراقي في محنته وما يعانيه يوميا من اذلال وقهر واساليب فاشية وارهاب منظم.
نحن مع المواقف العربية التي تنصف الشعب العراقي من جلاديه وتساهم في رفع الحيف عن كاهله وتعتبره جزءا لا يتجزأ من منظومتها وامنها ومستقبلها وتفرق بين النظام والشعب العراقي.
?& هل تعتقدون ان الولايات المتحدة جادة في مساعيها لتغيير النظام العراقي هذه المرة، ام تسعى الى استمرار النزيف في هذا الجرح، كمسوغ اساسي لبقائها؟ وهل توافقون ام تطالبون باقامة منطقة آمنة في جنوب العراق على غرار شماله، كما يتم اشاعته حالياً، وهل وجود مثل هذه المنطقة قد يكون مقدمة لتقسيم العراق لاحقاً؟
ـــ مسألة اسقاط النظام في بغداد وكما هو مثبت في ادبيات المعارضة العراقية ومتفق عليه بين كل اطراف المعارضة، هو من مسؤولية الشعب العراقي.
ونحن في المعارضة العراقية لا نعول إلا على أبناء العراق في تقرير مصيرهم، وأود أن أؤكد هنا أن الاميركيين انفسهم اعترفوا بخطأهم العام 1991 عندما تركوا النظام بل وقدموا الدعم اللوجستي له في القضاء على الانتفاضة.
أما موضوع الحوار، فإننا نرى انه عمل مشروع ومنطقي ولا سيما مع وجود الارادة القوية والتجربة الطويلة والوضوح في الرؤية والايمان بالحق.
وقضيتنا في العراق اصبحت قضية ذات طابع دولي لتداعياتها وملابساتها، واصبح مجلس الامن والقوى النافذة فيه ودول المنطقة طرفا فاعلا فيها، لكن ومع كل هذه المبررات للحوار، لا بد من وجود قاعدة مشتركة تكون هدفا للحوار ومنطلقا له، ونحن نعتقد ان هذه القاعدة المشتركة هي الشعب العراقي وحمايته والدفاع عنه لأن النظام يعتبر اكبر خطر يهدد الشعب وهو يقوم بعمليات قمع منظمة وواسعة، كما يقوم بفرض حصار داخلي يمثل السبب الاعظم في مأساة الشعب الانسانية, ومن دون التوجه الى هذه القضايا في الحوار لا نجد فائدة فيه او نفعا.
?& ما هو مصير "المجلس الاعلى" وتحديدا "فيلق بدر" اذا ما تم تطبيع العلاقات العراقية ـ الايرانية؟ وهل يمكن ان يلجأ الى داخل العراق والى الشمال مثلاً، تفعيلا لاتفاقية وقعتموها مع "الاتحاد الوطني الكردستاني"، ام تعتقدون ان دولا اقليمية اخرى يمكن ان تستضيف جناحكم العسكري؟
ـــ ما هي علاقة "المجلس الاعلى" وقواته المنتشرة في اهوار العراق والناصرية والكوت وحتى في بغداد وقرب مخبأ ديكتاتور العراق بهذه التطورات؟ ان أية مقاربة بين الحالتين فيها خطأ واضح في منهجية النظر لكفاح الشعب العراقي وقواه الاسلامية الوطنية, هنا اقول: لا علاقة لنا بمستوى عمليات ايران ضد هذه المنظمة، ان موضوع "فيلق بدر" عمره 20 سنة، وهو وجود وطني مسلح تحول بالجهد والسهر وعمليات التطوير والترشيد الى حالة اجتماعية مقاومة، ويهدف إلى مساعدة الشعب والجيش في تحقيق عملية التغيير عندما تتوفر مناخاتها وظروفها المحلية والإقليمية والدولية، بل اذهب الى القول ان هناك حربا مستمرة وواسعة يخوضها ابناء الشعب العراقي في كل المدن والمحافظات ضد رموز النظام، وما عمليات قصف القصر الجمهوري من المقاومة وعمليات تقسيم العراق الى مناطق أمنية، الا تعبير حقيقي لسياق هذه الحرب وخشية النظام من استمرارها.
وفي شأن العلاقات القائمة بين سورية والعراق وإيران، فهي برأيي ورأي معظم المراقبين، لم تتجاوز طابعها الاقتصادي والتجاري، والمعارضة العراقية موجودة في الساحتين وتمارس عملها ونشاطها السياسي والاعلامي.
?& يشاع ان تغيير الموقف الايراني تجاه التعامل مع "المجلس الاعلى" بدأ يطفو على السطح، متزامنا مع جهود تحسن العلاقات مع العراق، ومما سمعنا به ان هناك تحركا يقوم به بعض كوادركم القيادية وكوادر آخرين خصوصا من "حزب الدعوة" لانشاء تنظيم معارض جديد تحت اسم "المجلس الاسلامي العراقي الاعلى", ما مدى دقة هذه المعلومات، وهل فعلا هناك بوادر انشقاق في صفوف "المجلس"؟
ـــ المعلومات المذكورة عارية من الصحة ولا دليل يثبت تلك الادعاءات، والاحزاب والمنظمات الاسلامية ليست بحاجة الى اسم او عنوان لتحركها، لانها اساسا تعتز بعنوانها واسمها الحركي, ان هذا الكلام غريب فعلا ونستغرب من اطلاقه وترويجه في هذه المرحلة، ولا نعلم بوجود هكذا صيغة, ان "المجلس الأعلى" تجاوز مرحلة مهمة من مراحل تطويره السياسي والعسكري، بالنظر الى حجمه في المشروع الميداني وامتداداته في العراق وعلاقاته العربية والدولية، وما يطلق من اكاذيب وادعاءات وانشقاقات داخل المجلس انما يلتقي والاحلام التي تراود النظام وحاشيته في الخارج.
?& تناقل بعض فصائل المعارضة العراقية اخبارا تشير الى ان مؤتمرا للمعارضة الاسلامية العراقية كان يخطط لعقده قبل بضعة شهور في مدينة مشهد الايرانية من دون توجيه الدعوة الى "المجلس الاعلى" للمشاركة فيه، وحسب ما اعلن بعض اوساط المعارضة فان المؤتمر تعطل وتم تأجيله الى موعد لاحق, هل تم ذلك فعلاً؟ وهل لـ "المجلس الاعلى" دور في تعطيل المؤتمر كدليل على انه لا يمكن تجاوز دوركم في أي عمل من هذا القبيل؟
ـــ المؤتمر المشار اليه، يعقد بين الفترة والاخرى برعاية وقرار من "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"، وقرار ارجائه الى وقت لاحق، جاء نتيجة ظروف ذاتية وموضوعية متعلقة بالمجلس ورؤيته لأولويات العمل العراقي المعارض والجهوزية الكاملة التي يفترض ان يكون عليها في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الموضوع العراقي، وما جاء في السؤال عار من الصحة تماماً.
?& في مواقفكم المعلنة السابقة كانت استراتيجيتكم تقوم على عدم اقامة علاقات مع الولايات المتحدة، وتطور هذا الموقف لاحقاً الى الدخول والمشاركة في جلسات حوار مع مسؤولين اميركيين بارزين, لماذا هذا التحول؟ وهل لتحسن العلاقات الايرانية ـ الاميركية دور في ذلك؟ ومن عمل على الملف من داخل "المجلس الاعلى"، أنتم أم مملثكم في لندن حامد البياتي، ام المستشار السياسي للسيد الحكيم الشيخ همام؟ وهل للكويت أي دور في هذا الخصوص؟
ـــ "المجلس الاعلى" مؤسسة وطنية سياسية تملك اصالة في القرار والتوجه والعمل وتخضع كل قراراتها وطروحاتها الميدانية والسياسية والاعلامية والتنظيمية لمرجعية سياسية وفقهية متمرسة وقادرة على الاجابة عن كل الاسئلة المتعلقة بالشأن العراقي، وقد ادلينا برأينا الصريح ازاء مسألة الحوار مع الولايات المتحدة في الاجابة السابقة، ليس هناك شخصانية في اتخاذ القرار بل مرجعية سياسية تعتمد الواقعية والموضوعية, والتأني في قراءة الحدث وتشخيصه، كما ان كل حواراتنا الدولية كانت وما زالت وستبقى محكومة بقيم الاسماع والاستماع، نسمعهم مظلومية شعبنا ومشروع خلاصنا الوطني، ونستمع لوجهة نظر الآخرين في الموضوع العراقي.
?& من أين ينبع الدعم الكويتي لـ "المجلس الاعلى"، هل لانكم شركاء في معاداة النظام، أم هو نتيجة لامتداد شعبي على طرفي الحدود، خصوصا مع تنامي المد الشيعي، واين صار الكلام عن احتمال افتتاح مكتب لكم في الكويت؟
ـــ نعتز بعلاقاتنا الاخوية مع الكويت حكومة وشعبا، ونعتقد انها ستؤسس علاقة اخوية متينة وصادقة بين الشعبين الجارين، مثلما نعتز بعلاقاتنا العربية والاسلامية الاخرى، وحاليا تقوم قيادات "المجلس الاعلى" بزيارة للكويت، ونحن نشعر اننا بين اخوتنا وبيتنا، ونعتقد ان الظروف العربية والعراقية الراهنة تتطلب التشاور والتنسيق مع اشقائنها في الكويت وسائر البلدان العربية والاسلامية، ان علاقتنا مع دولة الكويت محكومة لسببين، اذا صح التعبير، هما معاداة النظام الارهابي في بغداد وعامل الجوار ولكوننا (الكويتيون والعراقيون) ضحايا القمع المسلح للنظام.
وبخصوص ايجاد مكتب لـ "المجلس الاعلى" في الكويت، فالحقيقة اننا لسنا في وارد طرح هكذا موضوع.
?& بعد هدوء وربما صمت، عادت فصائل المعارضة العراقية الى النشاط العلني في العاصمة السورية، فلماذا هذه العودة، والى أين يمكن ان يصل هذا النشاط خصوصاً انكم اعلنتم ان هذه الندوة ستكون خطوة اولى تتبعها اجراءات لاحقة على مستوى التنسيق بين المعارضة العراقية في دمشق؟ ثم ما هو وضع فصائل المعارضة العراقية في سورية وكيف تقيمون طبيعة نشاطهم، بعد هذه السنوات من التقارب بين البلدين؟
ـــ المعارضة العراقية حتى في ظل الانفتاح الاقتصادي بين سورية والعراق استمرت في نشاطها وعملها السياسي والاعلامي، ثم ان المعارضة واسعة وعريضة، وهذه السعة تملي عليها ايجاد اساليب واقعية في العمل والنشاط والدعوة، ونشاطها محكوم بالظروف الموضوعية الاقليمية والدولية ومنضبط في اطار الاهمية والاولوية التي تقدرها في هذه الساحة او تلك من ساحات النشاط والعمل.
لم تقف المعارضة ضد التقارب السوري ـ العراقي بل باركت تلك الخطوة لأنها تصب في اصل الدور القومي الذي تنهض به سورية في تعاطيها مع المسألة السياسية والانسانية في العراق، وكنا ايضا من بين القوى والاتجاهات التي طالبت بتفعيله.
أما الندوة السياسية التي عقدت في المنتدى الثقافي العراقي في دمشق، فجاءت في سياق اجتماعات المعارضة العراقية التي تعود الى اكثر من سنتين ولم يدع لها أي طرف، بل دعت اليها التيارات الاساسية في المعارضة، وهي حوارات ولقاءات استمرت ثلاث سنوات تقريباً، ونحن واثقون ان هذه التجربة ستتعمم في دول أخرى مهمة يتواجد عليها العراقيون.
?& ميز نشاط المعارضة العراقية، انها ربما من أكثر المعارضات تفريخا لفصائل وتكتلات جديدة كل فترة، ليس هذا فقط، وانما وصل الامر الى فشل هذه المعارضة بالتوصل الى تنسيق جدي في ما بينها، والى محاولة كل تجمع او فصيل الغاء الآخرين وتهميشهم, الى متى يمكن أن تستمر هذه الحالة وكيف تقيمونها؟ وهل هي من باب حرية التعبير الديموقراطي، أم من باب محاولة شرذمة المعارضة من قوى اقليمية او دولية او حتى من قبل النظام العراقي؟
ـــ العراق بلد متنوع في انتماءاته، متعدد في اثنياته القومية والدينية والسياسية، وما تطلق عليه بظاهرة التفريخ ربما تقصد به الوجودات التي صنعها النظام في جسد المعارضة العراقية، اما المعارضة فمعروفة بتياراتها الاساسية واطرها السياسية الجامعة، ابتداء بلجنة العمل المشترك وانتهاء بالمؤتمر الوطني العراقي.
?& ماهي الانعكاسات التي اصابت فصائل المعارضة نتيجة الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة، وهل ستدفع المتغيرات الجديدة نحو تفعيل المعارضة ام تحجيمها؟ وهل حقا نجحت المعارضة في استقطاب رموز كبيرة من داخل صفوف الجيش؟
ــ اعتقد ان المتغيرات التي اشرتم اليها، هي التي تزحف نحو المعارضة وليس العكس، وعمليات استقطاب الرموز القيادية الكبيرة في الجيش مستمرة ولدينا اتصالاتنا المهمة في هذا المجال، فضلا عن ذلك لدينا أكثر 400 ضابط عراقي من ذوي الرتب العسكرية العالية والمتوسطة وكانوا يشغلون مناصب مهمة في تشكيلات الجيش، وهم الآن في قوات "فيلق بدر" التحقوا بنا في الشمال والجنوب في فترات مختلفة.(الرأي العام الكويتية)