نيقوسيا- يعقد الرئيس القبرصي غلافكوس كليريديس والزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش لقاء قمة الثلاثاء المقبل في نيقوسيا، هو الاول من نوعه منذ اربعة اعوام، على خلفية شكوك واتهامات متبادلة بين الطرفين. وتنظر القوى السياسية في الشطرين الجنوبي والشمالي للجزيرة المقسمة منذ عام 1974 الى هذه القمة بتفاؤل محدود مشوب بالحذر والترقب.
ففي حين تعتبر الاحزاب السياسية القبرصية اليونانية اللقاء المرتقب مجرد مناورة، تبدي الاحزاب في الجانب الاخر تفاؤلا مشوبا بالحذر وسط ازمة اقتصادية خانقة. ويقول ديميتريو بانايوتيس نائب رئيس الحزب المحافظ (ديسي) بزعامة الرئيس القبرصي غلافكوس كليريديس، ابرز احزاب الائتلاف الحكومي (19 نائبا) "لا نستطيع ان نكون متفائلين نظرا لسلبية دنكطاش السابقة وتمسكه بمواقفه حتى بعد طلبه لقاء الرئيس كليريديس".
&ويشدد على ايجابية الجانب القبرصي اليوناني في التعاطي مع الاستحقاق المقبل معربا عن الامل بان يفضي اللقاء المرتقب الى مفاوضات جوهرية. كذلك، يرى حزب اكيل (يسار) اارض ا الاب القبرصية اليونة نائبا) في مبادرة دنكطاش مجرد "محاولة للتخلص من صورة الزعيم المتصلب ورسالة الى الاتحاد الاوروبي للايحاء بوجود تحرك ما في القضية القبرصية".
ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 1999، عقد دنكطاش وكليريديس خمس جولات من المباحثات غير المباشرة باشراف الامم المتحدة في نيويورك وجنيف لم تحقق نتائج ملموسة، غير ان الزعيم القبرصي التركي رفض المشاركة في جولة جديدة كانت مقررة في ايلول/سبتمبر الماضي بحجة ان المفاوضات لا ترتكز على اسس كافية. ويقول المسؤول في الحزب تومازو شيليبي "انها مناورة من المسؤولين الاتراك للتسويف، بغية عرقلة انضمام قبرص الى الاتحاد الاوروبي" في اطار دفعة التوسيع الاولى عام 2004. كذلك، يؤكد الامين العام للحزب الديمقراطي القبرصي اليوناني (يمين الوسط معارض) اندريا انغيليديس ان "اللقاء سينتهي الى لا شيء" قبل ان يستدرك قائلا "لننتظر ونرى ما سوف يحصل" خلال اللقاء المرتقب بين الزعيمين.
وكان رئيس المفوصية الاوروبية رومانو براعلن في 25 تشرين الثاني/نوفمبر ان قبرص ستكون من اولى الدول التي ستنضم الى الاتحاد الاوروبي حتى في ظل عدم التوصل الى تسوية للقضية القبرصية. واثار هذا الاعلان رد فعل متشددا من الجانب التركي وصل الى حد تهديد رئيس الوزراء بولند اجاويد بضم القطاع الشمالي من الجزيرة الى تركيا في حال حصل الانضمام الى الاتحاد الاوروبي قبل حل المسالة القبرصية.
&وتؤيد الحكومة القبرصية والمجتمع الدولي والامم المتحدة قيام فدرالية من منطقتين ومجموعتين في حين يطالب دنكطاش مدعوما من تركيا بكونفدرالية من دولتين مستقلتين. اما الاحزاب القبرصية التركية المشاركة في الائتلاف الحكومي في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي اعلنت من طرف واحد عام 1983 والتي لا تعترف بها سوى تركيا، فانها ترى في موقف الاتحاد الاوروبي تعزيزا للطرف الاخر ما يجعله في موقع القوي القادر على فرض شروطه.
ويقول النائب في البرلمان القبرصي التركي عن حزب الوحدة الوطنية اليميني بزعامة "رئيس الوزراء" درويش اروغلو "من الصعب توقع نتائج ايجابية في حال لم يمارس الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ضغوطا متساوية على الطرفين" متوقعا ان لا يصطدم النقاش بين الزعيمين ب"كليشيهات الكونفدرالية او الفدرالية بل ان يركز على مسائل عملية مثل ملف تبادل الاراضي بين الطرفين".
&من جهتها، تعتبر احزاب المعارضة القبرصية التركية ان الوقت لم يعد يسمح ب"التكتيك السياسي" في ظل تهديد ضم قبرص الى الاتحاد الاوروبي قبل تسوية القضية القبرصية، وهي توافق على الفدرالية كحل، لتلتقي بذلك مع مواقف القبارصة اليونانيين. ويعتقد كوتلاي ارك المسؤول في الحزب الجمهوري التركي (6 نواب) ان دنكطاش عرض اللقاء مع كليريديس نتيجة الضغط الشعبي الكبير "اذ ان انضالقسم الجنوبي الى الاتحاد قبل تسوية القضية القبرصية يشكل تهديدا فعليا لوجود المجموعة القبرصية التركية في ظل موجة هجرة كث".
&ويؤكد حسين انغوليملي رئيس حزب التحرير الشعبي القبرصي التركي المعارض (6 نواب) وجود تحول في طبيعة المحادثات التي سيجريها المسؤولان اذ "لم يعد مسموحا لدنكطاش التهرب من التفاوض". وكان دنكطاش دعا في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي الى "حوار مباشر وصريح" مع الرئيس القبرصي، ما فتح الباب امام تبادل رسائل بين الطرفين ادى الى الاتفاق على عقد لقاء قمة الثلاثاء المقبل بحضور ممثل عن الامم المتحدة.